في كثير من الأحيان يتعذر علينا توصيل فكرة ما إلى شخص نتحدث معه، فقد يفهم الفكرة لكنه لا يقتنع بها بسهولة، وربما نصاب بالإحباط ونشعر بالفشل، نتيجة عدم قدرتنا على صياغة الكلمات بصورة جيدة حتى تؤثر في الطرف الأخر، وبالتالي لا نستطيع التواصل مع الأخرين بسبب سوء استخدام الألفاظ، وعدم اختيار الوقت المناسب للتحدث، بالإضافة إلى ضعف أسلوب الإقناع، حتى يحدث الأثر الذي نريده بالطرف الأخر، ولا شك أن إقناع الأخرين بأفكارنا يتطلب منا اتباع مجموعة من النصائح التي تفدنا كي نحقق النجاح المطلوب، ونوصل الفكرة بمعناها المقصود.
فكم مرة دخلت في نقاش مع أصدقائك وأهلك، و لم تنجح في إثبات وجهه نظرك، لأنك لا تدري أي شيء عن أساليب الإقناع ، و كم مرة التي تحول فيها النقاش الهادئ إلى حرب كبيرة، لا تقلق فقد توصل الباحثين في العلاقات الإنسانية، إلى خمس خطوات تستطيع من خلالها أن تقنع أي شخص برأيك.
التكرار:
يمكن أن تستخدم التكرار بصور عدة، من خلال تكرار الكلمات في بداية الجمل، كأن تقول عندما كنت صغيرًا كنت أتكلم كالصغير، وأفكر كالصغير، وأفهم كالصغير، أو تكرر بعض الجمل التي تدور حول فكرة واحدة من حين إلى أخر، حتى تثبتها في ذاكرة المستمع، فالأبحاث العلمية تخبرنا أن الشخص المستمع يتذكر 10حوالي % من الفكرة بعد شهر إذا استمع إليها مرة واحدة فقط، وفي حالة استماعه إلى الفكرة 6 مرات في نفس الوقت فإنه يتذكر منها حوالي 90%.
ومن أساليب الإقناع ، المقارنة بين متناقضين
ولا خير وأعظم من القرآن الكريم ليوضح هذه المقارنة، ويترك أثر من المستحيل أن يمحى من ذاكرتنا، والذي توضحه آيات كثيرة في القرآن
الاستفهام
ويتم من خلال إلقاء سؤال سريع على الشخص الأخر، مما يجعله في حالة استعداد لتلقي الإجابة إذا لم يكن يعرفها، أما لو كان يعرفها فالسؤال يشد انتباهه لفضوله للاستماع إلى السبب وراء طرح هذا السؤال الذكي، والذين يستفيدون من هذا الأسلوب ويستخدمونه هم المحامين يستخدمون هذه الطريقة في المحكمة حتى يثبتوا وجهة نظرهم، وخير دليل على هذا الأسلوب أيضًا هو القرآن الكريم واستخدامه لأدوات الاستفهام بين الآيات و في بداية السور وذلك لشد الانتباه، مثل بداية سورة الانشراح، وصورة الغاشية التي تبدأ باستفهام يجذب الانتباه.
كما أن أعظم الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم استخدم أحد أساليب الإقناع ألا وهو الاستفهام في العديد من أحاديثه، مثل قوله: “أتعلمون من المفلس؟” وذلك لجذب انتباه المستمع، وأيضًا لكسب تعاطف الجمهور، كما جاء على لسان شيلوك الشخصية التي ابتدعها شكسبير فيقول:
إذا قمت بوضع السم لنا ألا نموت؟
إذا قمت بضربنا ألا نبكي؟
أليس لليهودي أذنان وعينان؟
أليس له عواطف و مشاعر وحواس مثل باقي البشر؟
و إذا قمت بإلقاء نكته ألا نضحك؟
وهذا الأسلوب قد كسبوا من خلاله التعاطف بالفعل.
التشبيه
يعتبر التشبيه سلاح جيد في أرض النقاش، من خلال إعطاء صور عن الأشياء التي يعرفها المستمع، فيمكن أن تقول مثلا العملاء هم رؤساؤنا فإذا أرادوا أن يطردونا لقاموا بهذا.
الأرقام والمعلومات
هذا النوع من أساليب الإقناع لا يدع الفرصة لأصحاب المؤثرات اللفظية أن يخفوا الحقائق أو يزيفوها، وخاصة إذا قمت بعرض المعلومات التي تحمل الحقيقة من خلال الأساليب التي ذكرناها سالفًا، ويجب أن تراعي عند التحدث مع الشخص الأخر خلال إقناعه البدء بالصورة العامة أولًا ثم تدخل في التفاصيل.