إنتشرت الفواكه المهرمنة في الفترة الأخيرة أكثر من أي وقت سابق، فلاشك أن كافة الفواكه المهرمنة ماهي إلا نتاج للبحوث التكنولوجية والعلمية التي إستمرت لسنوات طويلة، للحصول على طرق ناجحة لنضوج الفواكه بأسرع وقت وتكبير حجمها، هذا كله بسبب جشع الإنسان، ولبحثه عن الثراء بأسرع الطرق، دون أن يهتم بأي نتائج سلبية قد تترتب على ذلك، فنجد المزارعين والفلاحين في عصرنا هذا يلهثون وراء الهرمونات النباتية، وذلك لإنضاج الثمار بغير مواسمه، فبالتالي يتم بيعها بأسعار أغلى، كما أنه يتم معالجة الفاكهة بشكل مباشر بهذه الهرمونات مستخدمين طريقة الرش أو الحقن بكميات كبيرة مما تهدد من صحة الإنسان.
ماهي الهرمونات النباتية؟
تعرف بمنظمات النمو، فهي عبارة عن مواد كيميائية طبيعية يقوم النبات بإنتاجها بنفسه لينظم عملية نموه، وينظم تأثيره على العمليات والأنشطة الفسيولوجية، إكتشفت عام 1882 ثم تواى تطوارتها بعدما عرف الإنسان أهميتها في عملية نمو النباتات فصنعها وحقنها ورشها على النبات لتحدث التغيرات المطلوبة بوقت أسرع.
أنواعها:
الأوكسينات: هي هرمونات لنمو النباتات تتكون عادة بقمم وأوراق الثمار خلال عملية تكونها، بعد العقد الثمري، ويعد حمض الإندول الخلي هو ذلك الأوكسين الطبيعي الذي يقوم النبات بإنتاجه لينظم نموه، فقد صُنع وإستخلص من الحمض الأميني تربتوفان لإنتاج النباتات والفواكه المهرمنة ومن ثم التحكم بنموها.
الجبريللينات: وهي من الهرمونات التي لها تأثيرها الكبير على الفوكه المهرمنة، فهي تتكون بقمم وبذور النبات وثماره الصغيرة، وذلك من خلال التداخل بين كل من حمض الميفالونيك وبعض الإنزيمات مركبات الطاقة، تلك الجبريللينات تعمل على الإنقسام الخلوي والإستطالة الغير مباشرة للخلايا، فتنشط الإنزيمات المكونة للأوكسينات والرنا ببذور ونوى النبات وتحد من تفككها، كما تكون إنزيمات خاصة تساعد على هضم النشا وتحولها لسكريات بسيطة.
السيتوكينينات: وهذه تنتشر بكافة الأنسجة النباتية وتزيد من تركيزها بالثذو والجذور والثمار، فعملية تكوين السيتوكينيات مرتبطة بشكل مباشر بإستقلاب الرنا، فقد تم العزل لبعض الأنواع الطبيعية كالزياتين اليذي يسهم في الإنقسام الفتيلي الخلوي، ويوجد منها المركبات الصناعية المستعملة بزراعة أنسجة النبات.
الأثيلين: وهذا يتكون بالثمار التي في طور النضج أو الناضجة، ويعد الحمض الأميني الميثونين الناتج من تفاعل بعض الإنزيمات مع الأكسجين هي مصدرها الأساسي، وهرمون الإيثلين هو غازي هيدروجيني غير مشبع ذو تأثير كبير على النباتات والفواكه المهرمنة، فهو ذو دور كبير في عملية التسريع لنضج الثمار وتتسبب في ذبول أزهار القطف، وتساقط أوراق الورد والعنب، كما أن الإيثلين يثبط عملية نمو البراعم بنبات البصل والبطاطا، ويشجع على على عملية تكوين الجذور، مع التقليل من عملية النمو الخضري بالعنب.
حمض الأبسيسيك: هذا الحمض يتركز بكميات كبيرة ببراعم الأشجار المثمرة والبذور الساكنة بثمارها، حيث أنه حمض يشه فيتامين أ، فهو إحدى مركبات الكاروتينات التي لها دورها الكبير في عمليات تركيب النمو الخضري للأوراق، فهذا الحمض ينتقل من مركز تكوينه لقمم الجذور والسيقان عبر أوعية غربالية، ومن وظائفه هو أنه يثبط عمل الإنزيمات فيوقف عمليات النمو النباتي، فيمكن أن تُرش هذه الهرمونات معا من أجل الحصول على ثلاثة أوجه تتناسق معا.
أثر الهرمونات على الفاكهة والنبات:
الإكثار الخضري:
حيث تستخدم لتجذير الأشجار بالنباتات المثمرة والفواكه بواسطة تحضير بعض المحاليل المائية التي لها تركيزات مختلفة.
النمو الخضري:
حيث أن إستخدام بعض الجبريللينات تساعد على تقوية النمو للمجموعة الخضرية بالفواكه كالمشمش والعنب وغيرهما، كما تعمل أيضا على تأخير النمو الخضري والزهرة لمدة محددة حتى تثبط نموها عبر مثبطا النمو للأشجار المثمرة الثوية النمو.
زيادة التفريع الجانبي:
هذا يحدث من خلال تنشيط النمو للبراعم الجانية والحد من نمو القمم مستخدمين السيتوكينيات، وتستخدم أيضا لزيادة تفرع الغراس بالمشاتل.
تقليل العقد الثمري والأزهار:
فتُستخدم منظمات النمو لخف وتقليل الأزهار تقليل العقد الزهري بأشجار الخوخ والتفاح، وذلك من أجل الحصول على المحصول الجيد.
تقليل نمو الطرود الشحمية والخلائف على الأشجار المثمرة:
فمنظمات النمو تؤثر أيضا في الفواكه المثمرة ومن خلال العمل على الحد من الطرود الشحمية والطرود على الأشجار المثمرة وبخاصة الكمثرى والعنب والتفاح مستخدمين الجبريللينات، فهو يقلل الإزهار المتأخر، ويعرضها للفحة النارية