يعاني الكثير من الغيرة وهي من الصفات السيئة وتسبب المشاكل للفرد والمجتمع حيث بأنها تزيد أحياناً عند الشخص فلا يسيطر عليها ويبديها للجميع، ولكن ما أسبابها وكيف يمكن أن نتخلص منها، وهل هناك غيرة تختلف عن غيرها؟ وما هي الغيرة المحمودة والغيرة الغير المحمودة؟ سنتعرف على كل ذلك وعلى أفضل الطرق للتخلص من الغير السيئة.
أنواع الغيرة
للغيرة أنواع ومختلفة عن غيرها، فمن يقول أغار على أختي يختلف عمن يقول أغار من أختي! فالغيرة على الفرد محمودة وذلك للقلق عليها والاهتمام بها ولكن الغيرة من الفرد هي حسده على ما يملك من أشياء أو من جمال وغيره، وكل شيءٍ له أنواع وقد يكون محدوداً وغير محدوداً وتختلف من شخصٍ لآخر.
فبعض الغيرة سيئة خاصةً أنها بلا داعٍ كالمرأة التي تغار على زوجها بلا سبب وسبب ذلك سوء الظن وعدم ثقتها به وهذا ليس بشيءٍ جيد ويسبب المشاكل بينهما، وكأن تغار الصديقة من صديقتها بسبب خطبتها وحصولها على خطيبٍ جيد فلم تعد تعاملها بمحبة وأصبحت تبغضها وتتمنى حتى أن يبتعد عنها خطيبها! وهذا الأمر سيءٌ جداً وقد يعود سببه لقلة الثقة في النفس.
هناك غيرة طبيعية ويكبتها البعض وبذلك لا تسبب المشاكل ويستطيع السيطرة على نفسه وينسى الأمر ولكن من السيء أن تزيد هذه الغيرة وتسبب له المشاكل.
فمثلاً الغيرة موجودةٌ عند الأطفال حتى، فعندما يحضر طفلٌ جديد إلى العائلة سيشعر أخاه بالغيرة منه بسبب التفات الجميع إليه! وهو أمر طبيعي ولكن يجب على الأهل أن يتصرفوا حينها، فلا ينسوا الأخ الكبير ولا ينقصون من حقوقه ويعطونه كل الحب والحنان وبهذا فستقل غيرته وعليهم أن يزرعوا المحبة في قلبه لأخيه حتى يزول الغرور تدريجياً.
ولكن من يعتقد بأن غيرة الإنسان على من يحب سيئة فهذا أمرٌ خاطئ، فمن الطبيعي أن يغار الشاب على أخته وزوجته ويهتم بكلٍ منهما وإلا فسيكون ديوثاً وهو الرجل الذي يتباهى بجمال زوجته أمام الرجال.
كيف يتم التخلص من الغيرة السيئة؟
الأمر ليس بالصعب فعندما يعلم الإنسان بأن فعل أمرٍ ما سيسبب له الحزن والانزعاج فسيتجنبه صحيح؟ إذاً عندما تعلم بأن هذه الغيرة ستسبب لك المشاكل فعليك بأن تتجنبها وتكون أفضل.. أولاً ثق بالله تعالى وتوكل عليه واعلم بأ رزقك مكتوب واقتنع به فالقناعة كنزٌ لا يفنى، وعندما ترى شخصاً لديه المال الكثير فلا تغر منه! فأنت لا تعلم إن كان يملك زوجةً كزوجتك أو أطفالاً كأطفالك أو حتى صحةً كصحتك! كثيرٌ من الناس يملكون المال وليسوا بسعيدين! وكثيرٌ من الناس يعيشون في كوخٍ صغيرٍ ببساطة وسعداء بحياتهم، إذاً فليس هناك حاجةٌ للغيرة احمد الله على كل ما تملك ولا تقارن نفسك بغيرك، وإن شعرت بالغيرة فلا تتمنى زوال النعم من أحدهم، وإن غرت من التزام أحدهم بدينه فادعُ له وحاول أن تصبح مثله! وذلك على الأمور المختلفة فإن رأيت أحدهم متفوقٌ في عمله أو دراسته فلا تحسده ولكن حاول أن تكون أفضل منه حتى! الأمر ليس صعباً وكل ما عليك فعله كما أخبرناك سابقاً أن تقتنع بما رزقك الله وأن تحمده على نعمه.
للأسف بعض الناس يحبون الأذى لغيرهم فإن شعروا بالغيرة من أحدٍ ما فيحاولون بشتى الطرق أن يزعجوه أو يزيلوا عنه ما يغارون منه! وذلك أمرٌ خاطئٌ جداً ولا يجوز! لماذا نخون من نحب؟! ولماذا لا نتمنى لهم الخير عوضاً عن الأذى؟! تمنوا لغيركم الخير تجدوه وإن كنت ذو نية حسنة فسيأتيك كل حسن ولكن لا تكن ذو نية سيئة ويحب السوء لغيره وإلا فإن السوء سيلاحقك! لنحسن من أنفسنا وسيوفقنا الله ويمنحنا أكثر مما نريد بإذنه تعالى.