أن تُدرك شهر رمضان إذاً فلديك فرصة عظيمة في العبادة والدعاء وتكفير السيئات وفعل الخير والاستمتاع بهذه الأيام المعدودة في التقرب من الله والتلذذ بعبادته واللجوء إليه للاستغفار والحمد والشكر وغير ذلك مما يُحبه الله منا أن نفعله في أن نبتغي مرضاته عز وجل؛ فشهر رمضان الكريم فرصة لكل ذوي قلب رحيم يريد أن يرحم نفسه وينقي قلبه ويكتسب من بركات هذا الشهر العظيم.
هل تعلم ما معنى “اللهم بلغنا رمضان”؟
أحياناً ندعو بهذه الدعوة وقد لا نُدرك معناها، ماذا لو جاء شهر رمضان وقد انتهت أنفاسنا في هذه الدنيا؟ هل كانت متابعة المسلسلات ستنفعنا، والذنب الذي كنا نريد أن نتوب عنه ما حاله معنا الآن؟ لقد مر علينا جميعاً لحظات وكان معنا أناس أقرباء منا كان لا يخطر على بال أحد فينا أنهم سيتركوننا ولن يدركون شهر رمضان معنا، فأن تُدرك شهر رمضان إذاً فلديك فرصة عظيمة..
اغتنم فرص عظيمة في هذا الشهر المبارك:
رمضان فرصة لابد لنا أن نغتنمها ونجتهد أن نكتسب ثواب كل لحظة يمر علينا في هذا الشهر المبارك، ندعو الله أن نكون ممن يعتقهم المولى سبحانه من النار في هذا الشهر العظيم، نجتهد في فعل الخيرات ولا ننسى الفقراء والمساكين ونخرج لهم الصدقات؛ فمن أكثر ما يُطهِّر القلب، ويغفر الذنب إخراج الصدقة، اجتهد في الصلوات وقراءة القرآن، عوِّد نفسك على قراءة الورد اليومي من القرآن واستزد منه كلما استطعت، حافظ على قيام الصلوات في أوقاتها في جماعة لكي تكتسب أجر مُضاعف من الله عز وجل، اغتم الفرصة قبل فوات الأوان واجتهد في نفسك على محاربة النفس الأمَّارة بالسوء وجاهدها على البعد عن المعصية والتقرب من الله، أن تُدرك شهر رمضان الكريم إذاً فلديك فرصة عظيمة في أن تجتنب الذنب، وتبعد عنه وتتوب إلى الله منه، وتدعو الله أن يعينك على نفسك وشهواتك وأن تبتعد عن فعل هذا الذنب.
أن تُدرك شهر رمضان إذاً فلديك فرصة عظيمة في صلة الأرحام، صل رحمك واكتسب الثواب العظيم؛ فصلة الأرحام سبب للحصول على البركة في العمر والرزق؛ فهذا الشهر فرصة للتقرب من أقاربك وأن تعفو عما قد مضى؛ فالرحم متعلقة بعرش المولى جل علاه فثوابها عظيم؛ فلا ينبغي أن تترك وتغفل عن هذه الفرصة العظيمة.
وأخيراً شهر رمضان هو شهر الخير والبركات:
شهر رمضان ينتظره كل مسلم من عامٍ إلى عام يغتنم الفرصة العظيمة في العبادة؛ فالصيام عبادة حسنة وليس كما يعتقد البعض أن الصيام صيام عن الأكل والشرب فقط، وإنما الصيام يشمل الصوم عن كل شيء مُبغض ومكروه وبالطبع مُحرم؛ فتصوم الألسنة عن التلفظ بالألفاظ الخارجة عن الأخلاق ، وتصوم الأعين عن النظر إلى كل ما هو مُحرم النظر إليه، وتصوم القلوب عن شهوتها لكل شيء لا يحل لها.
أن تُدرك شهر رمضان إذاً فلديك فرصة عظيمة في أن تنال ثواب صلوات التراويح فما أعظم وأجمل هذه الصلاة يُحبها الصغير والكبير؛ فنُحب أن نرى المشهد العظيم في امتلاء المساجد والصلاة في جماعة والإمام يقرأ القرآن بصوت عذب وجميل، ومن أجمل ما يتميز به هذا الشهر المبارك أنه فيه ليلة القدر وهي ليلة خير من ألف شهر، من اكتسب ثواب هذه الليلة فقد اكتسب الدنيا والآخر وأجره عظيم من المولى سبحانه بالرضوان والمغفرة وتحقيق كل ما هو خير له، فنحن جميعاً ننتظر هذه الليلة لكي نكثف فيها العبادات وندعو الله بكل ما نُحب أن يتحقق لنا.