إن المرأة هي نصف المجتمع وهي لبنة بنائه وهي المسئولة عن النصف الآخر من المجتمع .. فنراها أماً ومربيةً وعاملةً وما أن تتقدم المرأة إلى مكانٍ ما إلا وتفرض وجودها فيه وتثبت نجاحها و تميزها ، وذلك يرجع لقدرتها الكبيرة والهائلة على التفكير و التخطيط وقدرتها الكبيرة على تحمل المسئولية ولتطلعها دائماً للأفضل لأبنائها ولمستقبل الأجيال القادمة .
وكانت المرأة قديماً مهانةً وتستعبد لكي تستطيع أن تأخذ حقها الطبيعي والمشروع في الحياة ، بل وكان عندما تولد البنات يوأدن وذلك لاعتقادهم بأن الفتاة هي رمز الخزي والعار متناسين أن من يتزوجوهم وينجبن لهم أبنائهم أيضاً تصنف ” فتاة ” أو
” امرأة ” .
ومع مر العصور جاء الدين الإسلامي منصفاً وحامياً للمرأة ومنقذاً لها من غياهب الفقر والجهل ، فكرَمها وجعل لها مكانةً محفوظةً في المجتمع فعززها وأجلَها وجعل مكانتها تسبق مكانة الأب .
وتتالت السنوات بعد ذلك والمرأة مهدورٌ حقها في ظل مجتمعات ظل فيها عنصر المجتمع الذكوري هو المسيطر وأفكار الجاهلية هي الفكر المسيطر في تلك الآونة فأنتهك خلال تلك السنوات كثير من حقوق المرأة كحقها في الميراث وحرمت من حقها في التعلم وحقها في اختيار الزوج وشريك الحياة وصولاً إلى بتر جزءاً من جسدها وانتهاك عورتها في مشاهد مخزية وعانت كثيراً المرأة من الاضطهاد في شتى المجالات .
وصولاً إلى تسعينيات القرن الماضي ، فبدأت المرأة تستعيد و ضعها ومكانتها وظهرت بعض الجمعيات و المنظمات و بعض الحقوقيين منادين بحقوق المرأة في ظل سنوات طويلة سلبت خلالها المرأة من أشياء كثيرة ، فاليوم نرى المرأة فلاحةً – مربيةً ومعلمة – طبيبه – مهندسةً .. وصولاً إلى المراكز القيادية ومراكز كبيره في الدولة فنراها نائبةً في البرلمان وحتى وزيرةً .. واستطاعت المرأة أن تفرض وجودها وبقوة في ساحات العمل وإثبات كفاءتها ونجاحها في شتى المجالات .
أخذت المرأة حقها ف التعلم وإنقاذ نفسها من بحور الجهل والأمية فأصبحت الأم هي الأساس في تعليم أبنائها و زرع القيم الفاضلة بداخلهم وتولت مسئولية إنشاء مجتمعٍ واعياً ومتحضراً بعد صراعات وتحدياتٍ كبيره وضخمه .
وبعد ذلك وجدنا المرأة منتقلة من الصراع والمطالبة بحقوقها إلى المطالبة بحقوق وطنها وحقوق أبنائها في العيش الكريم فوجدنها في الميادين والشوارع في الإعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات ضد ظلم وتعنت وفساد قيادات الدول فرأيناها أثناء ثورات الربيع العربي فكانت أحد العناصر القوية والمؤثرة في قيادة وسير تلك الثورات مضحية بأغلى ما تملك وكل نفيس فوهبت نفسها وأبنائها لإرساء قواعد الدولة وتحقيق كافة المطالب والحريات .
المرأة هي دائماً رمز التضحية والعطاء سواء كانت (عاملةً أو أماً أو أختاً ) ، المرأة هي احد ركائز وقواعد كل منزل كل دولةٍ فالمرأة هي نصف الحياة .