كل الناس يعيشون في هذه الدنيا وهم يعلمون أنهم ميتون لا محالة وذاهبون إلى ربهم، وقد جعل الله سبحانه وتعالى الساعة »يوم القيامة« موعداً لنهاية هذا العالم بما فيه وكل ما يحتويه من مخلوقات خلقها الله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى ذلك فإن للساعة علامات وأمارات تدل على اقتراب موعدها، منها علامات صغرى نعاصر الكثير منها الآن ومنها علامات كبرى مصيرية، وقد عدَّد هذه العلامات نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم حينما رأى الصحابة يتذاكرون أمرها، فذكر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن الساعة لن تأتي حتى تروا عشر آيات ذكر منها [طلوع الشمس من مغربها فإذا ظهرت هذه العلامة يُسد باب التوبة فلا يُقبل أي عمل بعد ذلك، وذكر الدابة التي تُسمي المؤمن والكافر فتكتب على جبين كلاً منهم أنه مؤمن أو كافر، وذكر نزول سيدنا عيسى حينما يقوم بقتل الدجال وبكسر الصليب وبذبح الخنزير، وذكر الدجال وقيامه بفتنة الناس وغيرها].
علامات الساعة:
مهما كانت الدنيا ومهما كان العالم وما يتمتع به ويتميز به من غنى وعمار أرض وكبر مساحة لكن انتهائه محتوماً، وسيكون هناك ما يدل على قرب هذه النهاية وإخبارنا باقتراب »يوم القيامة« والحساب الذي يبدأ مع نهاية هذا العالم والكون كله، وهذه العلامات منها العلامات الصغرى والعلامات الكبرى.
علامات الساعة الصغرى:
من علامات الساعة الصغرى بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وانشقاق القمر، ولقد تم انشقاقه بالفعل في السنة الخامسة من الهجرة تحديداً في اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة، وأيضاً من علاماتها وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأيضاً من العلامات الصغرى ظهور الفحش والتفاحش وقطع صلة الأرحام وسوء مجاورة الجار، وائتمان الخائن وتخوين الأمين، وتصديق الكاذب وتكذيب الصادق، وكذلك هلاك الأئمة الكبار، وأيضاً إسناد الأمر إلى غير أصحاب الأمر، والنساء الكاسيات العاريات اللاتي يلبس ولكن كأنهم عرايا، وأيضاً من تلك العلامات كذلك قيام نساء المسلمين على خدمة نساء الكفار، وأيضاً صبغة شعر الرأس وشعر الذقن بالصبغة السوداء التي تخفي علامات الشيب، وضياع البركة من الوقت، وتعامل الناس ببخس الميزان والمكيال، وأيضاً تتحدث السباع إلى الإنس، وكذلك من العلامات الصغرى امتناع الناس عن أداء فريضة الزكاة، وأيضاً يبتعد الناس عن الحكم بكتاب الله تعالى، وينقضون العهد معه ومع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كذلك تنحسر مياه نهر الفرات عن جبل من ذهب، وأيضاً انتشار الدين الإسلامي في كافة أنحاء العالم، ومقتل الخليفة عثمان بن عفان أيضاً من العلامات الصغرى، وكذلك محاربة اليهود وانتشار الفتن بشكل كبير، وأيضاً عدم وجود أشخاص أمناء وقيام الناس بالتنافس على الحياة، ومنها أيضاً أن تُنزع الأمانة من قلوب الناس، ورفع العلم، وظهور الجهل، وانتشار الزنا بشكل واسع، وأيضاً انتشار شرب الخمر، وكثرة موت العلماء، وأن يأخذ الناس باستشارة وآراء الفاسدين، ونقض الناس للعهد، ووجود الخيانة بشكل كبير، وكثرة ظهور الخبث.
أيضاً من علامات يوم القيامة الصغرى أن يقوم الناس بتقليد الأمم الأخرى وإتباعها دون مراعاة ما هو محرم أو ما هو مشروع، وظهور المعازف، والخسف والمسخ، والقذف، وأيضاً رد السلام للمعارف، وانتشار التجارة، وأيضاً كتمان الناس للشهادة وعدم إظهارها والنطق بها، وانتشار شهادة الزور وكأنها فعل عادي، وظهور القلم، وانقلاب الموازين حيث تلد الأمة ربتها، وأيضاً ارتفاع المباني بشكل هائل.
ومن علاماتها أيضاً إمارة السفهاء، والقيام بيع الحكم، وانتشار القتل بين الناس والاستخفاف بهذا الفعل، وكثرة الشرطة، وأن يؤم بالناس من لا فقه له، وكثرة الأموال، وانتشار ارتكاب الفاحشة على الملأ والمساجد المزخرفة، وإماتة الصلاة وكثرة الطلاق وانتشار موت الفجأة… وغيرها الكثير من العلامات التي ظهرت بالفعل حتى وقتنا الحالي.
علامات الساعة الكبرى:
من علامات يوم القيامة الكبرى أن تقع المعركة الفاصلة وأن يظهر الإمام المهدي وأيضاً المسيح الدجال، وأن يظهر سيدنا عيسى عليه السلام وخروج يأجوج ومأجوج وموت سيدنا عيسى أيضاً من العلامات الكبرى ليوم القيامة، وخروج الدابة، والريح الطيب التي تأخذ أرواح المسلمين، وأن تطلع الشمس من جهة الغرب لمدة ثلاثة أيام متتالية، وهدم الكعبة، واختفاء القرآن الكريم.