خلال السنوات الأخيرة اجتاحت الألعاب الإلكترونية العالم كوباء إلكتروني سريع الانتشار حتى صارت تجارة تقدر بمليارات الدولارات وأحدثت ثورة تكنولوجية وأصبح ثاني أو ثالث أقوى القطاعات المربحة في القرن الواحد والعشرين بعد صناعة الأسلحة ثم تتبعها قطاع صناعة الأفلام .
واستمرت تجارة صناعة الألعاب في التطور والنمو حتى صار الواقع الافتراضي يحاكي الواقع الحقيقي ولقد أصبحت الألعاب الإلكترونية مناسبة لكل الفئات العمرية على عكس الماضي القريب التي كانت فيه الألعاب الإلكترونية ترتبط وتقترن بالأطفال.
ولكن خلفت الألعاب الإلكترونية آثار كثيرة وانقسم الرأي حولها إلى قسمين قسم ينظر إليها من المنظور الإيجابي ويرى فيها أشياء إيجابية ومفيدة للاعب وقسم آخر معترض يراها بمنظور سلبي ويرى فيها ضرر وخطورة على صحة الإنسان الجسدية والنفسية والاجتماعية فحتى في بعض الدول المتقدمة ذهبت إلى أبعد من ذلك وصنفوا الإدمان على ألعاب الفيديو كمرض نفسي ناتج ضعف التواصل والانفتاح على المجتمع.
لكن كان هذا قبل أن تتحول الألعاب الإلكترونية من تجارة مادية هدفها بالأساس الربح المادي إلى حروب سياسية ودينية وعرقية.
فبعدما كانت الألعاب وسيلة مسلية وممتعة لقضاء بعض الوقت أصبحت الآن ساحة للحرب على صفيح ساخن تحمل في جوهرها وعمقها رسائل مشفرة ودلالات وأفكار عميقة.
حظر الألعاب الإلكترونية
أمام هذا المعطى كان إلزاما تشكيل لجنة لمراقبة وحظر الألعاب الإلكترونية في كل دولة، ولقد تنوعت أسباب حظر الألعاب وذلك لكل على حسب مبادئه أفكاره.
ففي اليابان تم حظر العديد من الألعاب الإلكترونية ذات النمط الحربي التي تتناول مضمون الحرب العالمية الثانية وهزيمة الجيش الياباني ضد الجيش الأمريكي ورأوا فيها مهانة للجندي الياباني ..
والسعودية هي الأخرى التي حدت على خطى الدول الأخرى و قامت بحظر بعض الألعاب الإلكترونية التي فيها إساءة لديننا الحنيف أو التي هي خادشة للحياء.
والولايات المتحدة الأمريكية قامت بمنع وحظر بيع الألعاب الإلكترونية التي تحرض على الكراهية والعنف والقتل.
فوائد الألعاب الإلكترونية:
للألعاب الإلكترونية دور وظيفي مهم في نمو وتطوير وتنمية القدرات العقلية عند الأطفال عبر البحث عن الحلول كما تعد وسيلة ناجحة وفعالة لتعليم الأطفال عبر الألعاب التعليمية الهادفة، أما عند الشباب تبقى فوائدها شبه محدودة أو محصورة في دورها الوظيفي الأساسي والذي يتمثل في الترفيه والتسلية.
أضرار الألعاب الإلكترونية:
تبقى الإصابة بمرض التوحد والانغلاق عن العالم الخارجي من بين أهم الأضرار التي تصيب مدمني الألعاب الإلكترونية وتؤثر سلبا على حياتهم الاجتماعية.
وهذا بالإضافة إلى الأعراض والأضرار الصحية الناجمة عن الإرهاق العقلي والعصبي والتعب البدني والتشبع بأفكار متطرفة قد تنعكس سلبا على شخصيته.