الكتابة ..عُرفت منذ زمنٍ طويلٍ جداً ..اختلفت حروفها ولغاتها ..ولكن تبقى مجالاتها نفسها ..للتواصل ..وللتعبير ..للإبداع ..وللإعلان.. وللأخبار ..ولكل شيءٍ آخر.. ولكن وفي أيامنا هذه انتشرت الكتابة بشكلٍ كبير فأصبح كل من الصغار والكبار يكتبون للتواصل ويكتبون للتعبير عن أنفسهم ويكتبون الخواطر والأشعار والقصص والروايات.. نعم ..بعضهم يتخذها كعمل والبعض الآخر كهواية ..ولكن، الأمر الأهم في حديثنا وفي موضوعنا هذا ..هو ماذا يجب علينا أن نختار في كتاباتنا وممَ يجب أن نحذر؟! الأمر واضح يا أخي ..احذر من أن تكتب ما لا يرضي ربك! احذر من أن تكتب شيئاً سيئاً يبقى بعد مماتك! تذكر بأنك تموت ولكن كتاباتك تبقى فإما أن تنفع بها من يقرأها وإما أن تسبب له الأذى فيخطئ بسببها ويأخذ إثمها ويعود الإثم عليك أيضاً! احذر من ذلك يا أخي ولنتعرف أكثر على المجالات التي نستطيع أن نبدع بها ونفيد بها غيرنا..
احذر من كتابة ما لا يرضي الله
إن كان عملك في مجال الكتابة فاقتنِ ما تكتب ولا تدع الأموال هدفك قبل إرضاء ربك! إن طُلب منك كتابة مقالةٍ مثلاً عن أنواع الخمر أو عن القمار أو عن المطاعم التي تقدم لحم الخنزير وهكذا فإياك وأن تكتبها! لا تقل بأنك تكتب فقط ولا تأكلها وكل شخصٍ له ذنبه! أنت من ستدل على ذلك ومن يدل على الشر سيحاسب حساباً مريراً خاصةً بأن كل آثام من أخطأ بسببه ستكون على ظهره! احذر من ذلك يا أخي واتقِ الله.
إن كانت الكتابة لديك هواية فلا بأس بكتابة الخواطر وغيرها ..ولكن لا تكتب كل شيء وأي شيءٍ يخطر ببالك! إن كنت حزيناً فلا تكتب ما بك تفصيلاً فتشعر غيرك بالحزن وتعترض على نعم الله! بل مهما كان الحال احمده وذكر غيرك بحمده! ولا تكتب أشعاراً سيئة كالأشعار الرومانسية التي تحرك القلب بل اجعلها أشعاراً جميلة كاحترام الزوجة وأشعاراً دينية وهكذا ولا تتطرق إلى المواضيع المحرمة أبداً وكذلك الحال على الروايات والقصص والخواطر وكل شيءٍ آخر.
لا تكتب شيئاً لستَ متأكداً منه! كأن تكتب خبراً جاءك ولم تتأكد من مصدره ولا تكتب أحاديث غير صحيحة للرسول صلى الله عليه وسلم قبل التأكد منها ..ولا تختلق أحاديث لم يقلها أحد ونسبتها إلى شخصٍ ما! واحذر ثم احذر من الفضيحة! مهما كان عملك أو هوايتك فلا تكتب شيئاً تفضح به أحدهم! حتى ولو كان عدوك كأن تقل فلان أخطأ وفعل ذلك! فلان لم يتب من هذا الفعل! وفلان وفلان! اعلم بأنك إن فضحت أحدهم فسيأتي يوم ويفضحك غيرك! بل استر خطيئته ليسترك الله! وادعُ له بالهداية واحذر يا أخي احذر من كتابة أي شيءٍ يلقيكَ في نار جهنم! لا تقل أنا أكتب ولكني لا أقل ذلك! الكتابة كالقول وتذكر بأن كلمةً واحدة قد تلقيك في جهنم سبعين خريفاً!
كتابة ما يرضي الله لنيل الحسنات
استغل هوايتك وعملك في كتابة ما يرضي الله ،فكر قبل أن تكتب شيئاً ما ..إن وجدت فيه رضا الله فاكتبه وإن وجدت فيه غضبه فتجنبه! ..قم بكتابة الأشعار والخواطر التي تعبر فيها عن حبك لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم واكتب قصصاً فيها العبرة ليستفيد الجميع واكتب الأذكار والأدعية لتبقى من بعدك وتذكر بها غيرك.. اعلم بأنه بعد موتك سيبقى ما تكتب فإما أن يكون لك كصدقة جارية وإما أن تزيد ذنوبك بسببها! وإن أخطأ سابقاً فما زال لديك الوقت لتصحح خطأك انطلق الآن وامحِ كل شيءٍ خاطئٍ كتبته واحتفظ واكتب ما يرضي الله وبهذا ستنال على رضاه سبحانه وتتقهِ وسيرضيك بإذنه تعالى.