إن الضرب هو أحد العادات التي اعتاد عليها الكثير من الأشخاص، عندما لا يوجد حيل للدفاع عن النفس أو لعدم كتمان الغيظ فيصبح الضرب هو الطريقة الوحيدة لإخراج حالة الغضب عند صاحبه، ولكن الضرب قد عاقب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الضرب له أثار سلبية كثيرة سواء على الكبار أو على الأطفال ولكنها تزداد عند الأطفال، حيثُ يتسبب ضرب الأطفال في جعل نفسيتهم سيئة، وعندها يقوم الطفل بارتكاب بعض الأخطاء المقصودة، وبذلك يُعتبر ضرب الأطفال أحد الأساليب الخاطئة في التربية، لذلك لابد من الابتعاد عن عادة الضرب من قِبل الأهالي، لأن ذلك الأسلوب لن ينشأ بسببه رجلاً مسئولاً أو امرأة مسئولة، وقد خصصنا ذلك المقال للتحدث عن الأثار السلبية المترتبة على ضرب الأطفال.
لقد خُلقت الأطفال لتكون عون في الحياة وسند فيما بعد، ولم يتم خلقهم من أجل الإهانة، فالتربية السليمة لها طرق عديدة أهمها الابتعاد عن الضرب الذي يسبب أثاراً سلبية وخيمة على صحته البدنية والنفسية، فالضرب يجعل الطفل ذو شخصية غير مستقرة كما يجعله غير واثق من نفسه، وحينها وبعد فوات الأوان يندم الاَباء والاَمهات على آثار الضرب هذه..
أولاً أسباب لجوء الاَمهات والاَباء إلى ضرب الأطفال
- من أجل تأديب الطفل وجعله أسلوبه وسلوكه مهذب.
- من أجل الإقلاع عن بعض السلوكيات الخاطئة.
- يعتبر رد فعل في كثير من المواقف التي يتصرف فيها الطفل بشكل خاطئ، وهذه هي الصورة الأكثر انتشاراً.
ثانياً الأثار السلبية المترتبة على ضرب الأطفال
- يساعد الطفل على استخدام العنف مع زملائه في المدرسة، لأنه قد تعلم أن الضرب يأتي عادة عند الشعور بالغضب أو عند قيام شخص بتصرف خاطئ.
- الضرب يؤثر عادة على نفسية الطفل بشكل سلبي، ومن الممكن دخول الطفل في أعراض مرض الاكتئاب والعزلة التامة عن العالم بأكمله.
- يؤثر الضرب أيضاً على مستوي الطفل في الدراسة ويؤثر على قوته الذهنية.
- يجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه، وينشأ ذلك الطفل وقد تدمرت ثقته في نفسه وفي من حوله، ونتيجة فقد الثقة فيمن حوله تأتي بأثار سلبية وخيمة تتمثل عند البعض، بالبحث عن الحب والحنان في مُحيط خارج اسرته.
- وفي بعض الأحيان يتسبب الضرب في آثار بدنية، كأن يتسبب في جروح أو كسور أوآلام في الجسد، وهذا يكون في الغالب نتيجة الضرب المبرح الذى يتعرض له بعض الأطفال في سن صغيرة.
- ومع كثرة الضرب وازدياده، يصبح الطفل غير قادر على التمييز بين الصواب والخطأ، لأنه نشأ في بيئة غير سوية، سلاحها الأول في تقويم الخطأ هو الضرب في كل الاَحيان.
ثالثاً الأساليب البديلة المُستخدمة في تربية الأطفال
تحدثنا عن الأثار السلبية المترتبة على ضرب الأطفال، لذا علينا توضيح البدائل والأساليب الصحيحة التي يُمكن من خلالها تقويم سلوك الطفل، دون أن نُعرضه للضرب وآثاره.
- عندما يقوم الطفل بأحد التصرفات الخاطئة، فيجب عليكِ أيتها الأم أن تقومين بالجلوس معه، وتوضيح الخطأ الذي أرتكبه وأثاره، ومن الأفضل أن تروين له قصة أحد القصص المُشابهة في عهد الرسول صلوات الله عليه، أو أحد المواقف الموجودة في القرءان التي توضح مدى صحة أو خطأ تصرفه هذا، كما عليكِ أن تُذكريه بأن فعله هذا هو أحد الأفعال التي يُعاقب عليها المولى عز وجل.
- يجب عدم التركيز مع كل تصرفات الطفل الخاطئة طالما كان من الممكن التغاضي عنها، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن التركيز الزائد عن الحد مع الطفل في كل تصرفاته يجعله يقوم بتكرار تلك السلوكيات الخاطئة، في حين أن بعضها من الممكن أن يكون تصرفات عارضة.
- لابد من تحفيز الطفل عند تخليه عن التصرف الخاطئ، حتى ولو كان بشكل بسيط، فمكافأة الطفل تجعله يود أن يُرضي أبويه.