مما لا شك فيه أن كل أم وأب يتمنون ويسعون لأن يكون لديهم أطفال أسوياء في كل شيء كما يتمنون أطفال مميزون لأنهم ثمرة حياتهم بالكامل، ولكنها ليست بالمهمة السهلة، فهي مهمة شاقة بل تكاد تكون بالغة الصعوبة خاصةً في العصر الذي نعيشه حالياً، حيث أن الانفتاح الذي نعيش فيه يجعل الأطفال ملمين بأمور عديدة ويجعلهم أيضاً يكتشفون أموراً عديدة من الأفضل عدم علمهم بها في سنهم الصغيرة هذه، ولكن الأمر بات واقعاً ينبغي على كل أم وأب التعامل معها ومحاولة حل هذه المشكلة بكافة الطرق الممكنة، وسنحاول جاهدين الإلمام بالأمور التي من شأنها أن تساعد الآباء والأمهات في الوصول بأبنائهم إلى بر الأمان وجعلهم أطفال أسوياء.
الأسباب التي تجعل مهمة إنتاج أطفال أسوياء، مهمة شاقة
- الانفتاح والانترنت كما ذكرنا سابقاً، فالطفل الآن يستطيع الدخول على الانترنت ومعرفة أي أمر يريد معرفته، بل وأكثر من ذلك أنه قد يجد بعض الأمور التي لم يتطرق إليها بتفكيره من قبل، تعرض أمامه، وبهذا يستطيع أن يعلم بأمور كان من الأفضل تأجيلها إلى مرحلة عمرية لاحقة.
- طبيعة الوقت الذي نعيشه والظروف الاقتصادية الصعبة ومتطلبات الحياة الهائلة، تجعل الآباء والأمهات في سعي مستمر لمحاولة توفير أفضل حياة سواء لهم أو لأطفالهم، وهذا الأمر يجعل الوالدين ليس لديهم الوقت الكافي لمتابعة أبنائهم وبناتهم بالكيفية الصحيحة، حيث أن الوقت غير كافي لأداء كل هذه المهام.
- وجود فجوة كبيرة في التفكير والاهتمامات بين جيل الآباء والأمهات وبين أطفالهم، تلك الفجوة تتسع بسرعة هائلة ولا يستطيع التحكم بها إلا القليلون من الآباء والأمهات، ولكن هذه الفجوة ليست بالأمر الجديد، بل أنها متواجدة على مر العصور والزمان، وهي ستظل موجودة لأن كل جيل وله اهتماماته وطريقة تفكيره.
- من شأن الظروف الاقتصادية أيضاً التأثير على قوة تحمل الآباء والأمهات لأطفالهم، فالطفل كثير السؤال وكثير الحركة، ولكن الأم القادمة من عملها طوال اليوم التي تحاول مسرعة أن تقوم بإنجاز أعمال منزلها، ليس لديها الوقت الكافي للإجابة على كل أسئلة صغيرها.
- الأطفال المحيطين بالطفل، سواء هؤلاء الموجودين بالمدرسة أو بالنادي، لهم تأثير كبير على الطفل، فإن كانوا أطفال أسوياء لانعكس ذلك على سلوك الطفل، والعكس أيضاً صحيح.
ونتيجة كل هذه الأمور تجد أن معظم وقت الأسرة يكون كل فرد فيها منفرداً ولا تجدهم مجتمعين إلا مرات محدودة، وتكون نتيجة ذلك أن الطفل يكون ثقافته من الخارج، وفي أغلب الأوقات تعتبر هذه الثقافة الخارجية ليست هي ما يريدها الأب والأم، ولكن بعض الأمور التي قد تبدو صعبة في بدايتها فقط، تعمل على تغيير سلوك الأطفال وإنشاء أطفال أسوياء أصحاء، ومنها:
التربية الدينية الصحيحة
حقاً كل الآباء والأمهات يسعون لتحقيق مطالب أطفالهم، ولكن لا جدوى من شخص لا يعلم الحرام من الحلال، فما فائدة أن يكون الأب استطاع توفير شقة في حي أرقى، أو استطاع توفير المصاريف الباهظة الخاصة بالمدرسة، وفي النهاية يكون لديه ابن يكذب، أو لا يراعي ربه.
المتابعة الدورية الخفية
من الأمور الهامة متابعة الأطفال من حين لآخر لمعرفة المزيد عن حياتهم ولمعرفة الأطفال الذين يختلطون بهم، فلا مانع مثلاً من الاستماع إلى الحديث الذي يدور بين أبنائك للتعرف على لغة الحوار بينهم، ولكن لا يكون ذلك له جدوى إذا كانوا يعلمون بوجودك، فهذا الأمر سيجعلهم متحفظين بعض الشيء.
توفير القليل من الوقت
نصف ساعة في اليوم أو ساعة على الأكثر تقضوها مع أطفالكم لسماعهم ومحاولة التقرب إلى أفكارهم ستساعد كثيرا في تقليل الفجوة التي تتواجد بينكم.