التكنولوجيا في حياتنا لها أثر عظيم على حياة الإنسان في هذا الزمان، فربما في الأزمنة القديمة كانت الناس لا تحتاج إلى أي وسائل تكنولوجية لكي تساعدهم على الاستمرار في الحياة، ولكن في هذه الأيام نحن بحاجة شديدة إلى التكنولوجيا ووسائلها، بل ربما تتعطل حياة الإنسان إذا تعطلت التكنولوجيا بل غياب وسيلة واحدة يمكن أن يؤثر سلبًا على حياة الإنسان.
التكنولوجيا في حياتنا من الأهمية بمكان، فتخيل معي إذا فقد الإنسان الهاتف المحمول مثلاً أو بقي طوال العمر دونه، فبلا شك أن أمور عدة ستتعطل أيضًا ويصبح الاتصال بين الناس من الأمور الصعبة بل المحالة في بعض الأوقات، ولكن كما أن التكنولوجيا في حياتنا لها أثر إيجابي نافع وضروري، إلا أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين إذا أساء الإنسان استخدامها كما سنتحدث في السطور القادمة.
والتكنولوجيا هي كلمة يونانية تدلّ على علم التقنيات الحديثة في الأساس لكافة المجالات اليومية في الحياة، حيث أصبحت ضرورة مُلحة لا يمكن العيش بعيد عنها في ظلّ الثورة المعلوماتية المتقدمة والتحديات والتغيّرات الرهيبة التي طرأت على المستوى العالمي أو الساحة العالمية منذ ظهور العولمة حتّى يومنا هذا، أيضًا في ظلّ الكمّ الهائل من الاختراعات واتّساع الأسواق وظهور التنافس بين الدول وغيرها، ومن هنا يبرز أهميتها بوضوح ودورها على الصعيد الفردي أو الشخصي وعلى الصعيد الجامعي والدولي والعالم بشكل كامل.
من المعلوم بأنَّ حياة الناس تتغيّر بشكلٍ واسع كُلّما تقدّم الزمن، وتتغير حسب طُرُق التواصل فيما بينهم وتتقدم أيضًا وسائل الترفيه، حتى يصل الأمر إلى أن يصبح للناس طابع معين يتميزون به لهذا التقدّم في الزمن، فعلى سبيل المثال كانَ يُعرف عن أهل قرية ما أنّهُم أناس يعتمدون على الزراعة كمصدرٍ رزق لهم، فنقول بأنّهُ مُجتمعٌ زراعيّ، ولكن مع مرور الوقت أصبح هذا المُجتمع مُجتمع صناعي يعتمد على مجال الصناعة التكنولوجيّة كمصدر رزق أساسي جديد، وكذلك يوصف بأنّه مجتمع متطوّر من الناحية الصناعية والتقنية.
أهمية التكنولوجيا في حياتنا:
قدمت التكنولوجيا لحياتنا في ميدان الأعمال والإدارة والحياة العملية بوجه عام مجموعة من الطرق التي تمكننا من التعامل مع مشكلاته الكثيرة، وإكسابه القدرة على أخذ القرارات الصحيحة، كما قدمت له العديد من المعدات المتطورة والضرورية للمصانع، والتي قامت بتسهيل عمليات الإنتاج وقامت بتقليل الحاجة إلى وجود عدد كبير من عمال المصانع مما انعكس ذلك بالإيجاب على ميزانيّة التشغيل في المصانع والقطاعات المشابهة لصالح أصحاب الأعمال والمشاريع، كما ساعدت في تقديم سلع ومنتجات وخدمات أكثر جودة وبتكلّفة أقل وبجهد أقل أيضًا.
التكنولوجيا تمثل تقريب واختصار المسافات بين الناس، ويتضح ذلك بشكل رئيسي في أفضل أشكال وسبل وطرق الاتصال بين الناس، سواء عن طريق الإنترنت أو الهاتف الأرضي أو الهاتف المحمول إلي مكان الأشخاص اللذين تفصل بينهم دول من الوصول إلى بعضهم البعض خلال وقت قصير جدًا، كما أن للشبكة العنكبوتية أو الإنترنت أهمية كبيرة في تحويل الكرة الأرضية إلى مكان صغير يمكن من خلاله أن يصل الشخص إلى أي شخص في العالم ويتحدث مع شخص آخر من خلال وسائل وأدوات يمكن الاتصال بهذه الشبكة ولا تستغرق هذه العمليّة سوى وقت قليل أيضًا.
سهّلت أيضًا من الحياة البشرية بشكل عام، وحياتنا بشكل خاص من خلال تقديم أفضل وسائل المواصلات والنقل على الإطلاق، ممّا جعل الوصول إلى أي مكان في العالم سهل جدًا بدلاً من الوصول في أيام وأسابيع بل وشهور كما كان في الماضي، كما سهّلت التنقّل الداخليّ كمترو الأنفاق والسيارات والتي يمكن الوصول إليها دون جهد وعناء وفي أقل وقت متاح.
ساعدت بشكل أساسي في تطوير ميدان التعليم من خلال تقديم الوسائل العلمية والمعرفة الحديثة التي سهلت من عملية توصيل المعلومات من المعلم إلى الطلبة، كما وعملت على تطوير المناهج الدراسية بصورة تخدم المنظومة التعليمية ككل، كما وفتحت الآفاق أمام الطلاب مثل التعليم عن بعد وهو تعليم أكاديمي والذاتي أي دون الحاجة لوجود معلم وفي أي وقت مناسب لهم وفي المجال الذي يرغبون الدراسة به بل وتتم الاختبارات أيضًا عن بعد.
التحديث الضخم في التقنيات الحديثة التي قدمتها التكنولوجيا للناس أدّى بشكل أو بآخر إلى انتقالة معرفيّة وعلمية في ظلّ الاستمرار في اكتشاف وسائل واكتشاف الحقائق والحصول على المعلومات وتطويرها تطور كبير، ممّا انعكس بالإيجاب على الرصيد المعرفي البشري، وبالتالي أدّى ذلك إلى زيادة وسائل التكنولوجية التي سهّلت على حياة الإنسان الكثير.
التكنولوجيا سلاح ذو حدين:
قللت التكنولوجيا التّواصل الفعلي بين الناس وبعضها، حيثُ استبدلت الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية عن بُعد من مكان التّواصل الفعلي عن قرب، مما أدّى لتغيير في بعض مفهوم التّرابط والتّماسك بين العائلة القائمة على العون والمساعدة، حيث قال الكاتب “ألفن توفلر” في الكتاب الخاص به “الموجة الثالثة”: (أن الحضارة قد جلبت لنا نظام عائلي جديد، وغيّرت من طرق العمل والحب والتعايش، وظهر اقتصاد جديد قد نتج عنه مشاكل سياسية جديدة، وفي خلفية كل ذلك تبدّل وعي الإنسان وفهمه)
فرقت التكنولوجيا ووسائلها بين أفراد الأسرة الواحدة، فبدلاً من الاجتماع الدائم بين أفراد العائلة، أصبح كل شخص مُمسك بهاتفه الجوال أو جهازه التكنولوجي ويظل مشغول به عن غيره، فكان في السابق الأمر أكثر ارتباطًا والحديث والكلام قد قل أيضًا، وأصبح عامل التربية مؤثر جدًا في هذه الأمور، حيث بدأ الإنسان يبقى في عزلة في حجرته ولا يتكلم مع أحد بالساعات الطوال، بل ربما أن يصل الأمر إلى إرسال رسائل عبر تلك الوسائل وهم مجتمعون في مكان واحد، الأمر الذي يجلب نوع من أنواع المشاكل على المدى البعيد، حيث أن التفرقة شيء خطير بالطبع.
انتشار الوسائل التكنولوجية الحديث بمختلف أنواعها وأشكالها أدى إلى اندثار الكُتب والصُّحف والمجلات العلمية، ممّا أثّر على أساليب التّعبير والكتابة، أيضًا زيادة متطلّبات الحياة التي يجب على الفرد توفيرها وتواجدها واقتنائها، مما يُكلّف الأفراد ثقلاً ما لتوفير هذه الإمكانيّات، فلم يكن من الضّروري في السابق اقتناء العائلة للتلفاز والأدوات التكنولوجيّة الخاصة بأعمال المنزل، بَيدَ أنّه قلما تجد أسرة أو بيت يغيب عنه مثل هذه الوسائل التي في بعض الأحيان بل في أغلبه التكنولوجيا سلاح ذو حدين.
أصبح الطّلب على مصادر الطّاقة الكهربائية في ازدياد كبير، حيثُ لا تَعملُ كل أدوات التّكنولوجيا الحديثة إلا بالطّاقة الكهربائية، لا سيما جهاز التكييف الذي يؤثر بشدة على التيار الكهربائي ممّا أدخل المُجتمعات في نظم حديثة من الاستهلاك، أيضًا أدّى انتشار التكنولوجيا ووسائلها الكثيرة إلى توفير موادّ تعرض إلى مستوى العنف بين الأفراد في المجتمعات سواء أكانت مُسلسلات أم أفلام أم ألعاب إلكترونيّة وأجهزة فيديو موجّهة للكبار والصّغار، ويتأثّر الصّغار بشكلٍ شديد بهذه الألعاب العنيفة والمسلسلات الكرتونية التي تعرض العنف وتعلم الألفاظ البذيئة وسوء الأخلاق بأسلوبٍ مباشر أو غير مباشر، مما يؤثّر على السلوك والتربية، مما يؤدي إلى ابتعاد الأفراد عن المجتمع، حيث يُرغّبهم في العزلة في غرفهم الخاصة.
إدمان عالم الإنترنت بما فيه من شتى المواقع، حيثُ يزدادُ عدد مستخدمي الإنترنت على الدوام، ويصلُ الكثير منهم إلى مرحلة الإدمان على استخدامه، مسبّبًا لهم بعض من المشاكل الأسرية والصحيّة والنفسية.