هل فكرت في يوم من الأيام أن التعرض للضوء يمكن أن يسبب حساسية من نوع ما، ترى ما هو نوع هذا الضوء هل هو ضوء طبيعي أم قوي ؟ و ما هى أعراض تلك الحساسية الضوئية؟ وهل لها آثار في جسم الإنسان؟ وما هى طرق علاجها؟ دعونا نتعرف سويًا على إجابات تلك الأسئلة و بعض المعلومات الأخرى من خلال هذا الموضوع اليوم.
قد حذرت مجلة “فروبندين” إحدى المجلات الألمانية المختصة في المقالات الطبية من أن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة خلال فصل الصيف خاصة عند ارتفاع درجة حرارة الجو قد يتسبب في إصابة البشرة بإحمرار الجلد وحكة جلدية، وهي معروفة باسم إلتهاب الجلد الضوئي أو تسمم الشمس، وقد أشارت المجلة أن هناك الكثير من أعراض الحساسية الضوئية مثل ملاحظة ظهور إحمرار البشرة، ووجود حكة جلدية في بعض الأوقات، ويظهر بعد ذلك بعض البثور الناتجة عن حكة الجلد، أيضًا أشارت إلى أن تلك الأعراض تظهر بعد عدة ساعات أو أيام قلائل من أخذ ضربة شمس قوية بدون حماية.
ما هي الحساسية الضوئية؟ الحساسة الضوئية هي زيادة تفاعل الجلد مع أشعة الشمس على اختلاف تفاعلها وشدتها، فهناك أشخاص يتأثرون بأشعة الشمس الساطعة في فصل الصيف، وهناك آخرين يتأثرون بضوء الشمس الخافت القليل الساطع في الشتاء، وهناك بعض الحالات الأخرى التي تتأثر بأي مصدر من مصادر الضوء فتتأثر من تحسس شديد يكون لديها حساسية حتى من مصابيح النيون البيضاء وشاشات الكمبيوتر والتليفزيون وضوء المصابيح الصفراء.
ولكن دعونا أولاً نتحدث عن حساسية الجلد وما هي وأسبابها وطرق علاجها وأنواعها والمواد المسببة لها.
هي تهيجات جلدية تحدث في الجلد نتيجة تفاعله أو تعرضه لمادة أو جسم معين أو تناول طعام معين، تنتج عنه أعراض مختلفة مثل الحكة والاحمرار للعضو المتحسس، ولها أسباب وطرق علاج.
سبب حساسية الجلد:
لم يكتشف العلماء سبب محدد لحساسية الجلد إلى الآن، لكنهم وضعوا بعض الخطوط الأولية بخصوص الحساسية وهي: تعرض الأشخاص الذين لم يتناولوا الرضاعة بشكل طبيعي وهم أطفال لحساسية الجلد أكثر من الأشخاص الذين تناولوا الرضاعة الطبيعية، أيضًا الأشخاص الذين يقطنون بجانب المصانع هم أكثر عرضة لحساسية الجلد من غيرهم، حيث يتعرضون للملوثات والمخلفات الكيماوية أكثر من الأشخاص الذين يسكنون في مناطق نظيفة خالية من الملوثات، أيضًا العامل الوراثي قد يكون سببًا بأن يكون أحد الوالدين أو كلاهما مصابين بداء حساسية الجلد فينتقل المرض عن طريق الجينات الوراثية، ونقص المناعة لدى الفرد أو إصابة الجهاز المناعي بخلل ما قد يعرضه للإصابة بحساسية الجلد.
المواد التي تسبب حساسية الجلد:
بعض الأدوية تسبب حساسية الجلد مثل عقار “البنسلين” ويجب أن يكون المريض على معرفة سابقة بأنه يعاني من حساسية الجلد من هذا العقار الطبي فيبتعد عن تناوله، أيضًا بعض المأكولات مثل مشتقات الألبان مثل الجبن، والأسماك، وبعض اللحوم أو بعض الفواكه والخضراوات، أيضًا حبوب اللقاح وزهور الربيع المتواجدة فيها تسبب حساسية لدى بعض الناس، والمكسرات والمأكولات التي بها نسبة أملاح مرتفعة نسبيًا.
أنواع الحساسية:
الحساسية الضوئية: وهي محل حديثنا وهي تحدث نتيجة الجلوس طويلاً تحت أشعة الشمس الضارة أو تحت ضوء من أي مصدر ضوء آخر فتصبغ فروة الرأس واليدين ولون الوجه ويصاب الشخص بهذا النوع من الحساسية عندما يضع على بشرته مواد معينة أو أن هذه المواد توجد تحت الجلد مثل: المضادات الحيوية وهرمون الأستروجين ومدرات البول وبعض المركبات العضوية وبعض العطور وبعض أنواع الشامبو المستخدم للشعر والصابون.
الحساسية العصبية: تحدث هذه العصبية نتيجة التوتر الزائد، فتؤدي لظهور طفح جلدي في مناطق عديدة من الجسم، ويصعب علاجه بطريقة موضعية، حيث يحتاج المريض للعلاج النفسي في هذه الحالات، وكذلك نتيجة الضغط العصبي يقوم المريض بحكّ فروة رأسه بطريقة عنيفة فتظهر الحبوب والأمراض والأعراض الجلدية.
أنواع حساسية الجلد:
الحساسية الحادة: تحدث نتيجة احتكاك جسم الإنسان بجسم آخر، أو أحد أنواع الكريمات والعطور قد وضع بطريق الخطأ على الجلد فيظهر الطفح الجلدي والحكة بشكل كبير، الحساسية الشديدة (الأكزيما): تظهر دون سبب واضح، وقد يتعرض لها أغلب الأفراد من مختلف الأعمار، وتظهر أعراضها مثل: نزيف الدم، وتغير لون الجلد بشكل ملحوظ، والألم الحاد بالإضافة للحكة الجلدية، التهاب الجلد الاحتكاكي: نتيجة استخدام بعض أنواع المواد الكيميائية مثل الصابون أو مواد التجميل، وتظهر عند بعض الأشخاص المصابين بالحساسية سابقًا من قبل استعمالها.
ما هي أسباب الحساسية الضوئية؟
هناك عدة أسباب تسبب الحساسية الضوئية، ولكنها تختلف باختلاف المسبب ، و منها مسبب خارجي والذي يرتبط بالاستخدام الموضعي للعوامل الحساسة للضوء مثل العقاقير الدوائية، الصبغات، بعض أنواع العطريات ومشتقاتها مثل العطور الجوية، استخدام المعقمات والمضادات الحيوية مثل بعض المركبات الدوائية مثل مركب التتراسيكلين والسلفا، أيضًا مدرات البول مثل مركبات الثايزيد بالإضافة إلى الهرمونات مثل مركبات الأوستروجين والمركبات الموضعية التي توضع فوق سطح الجلد وتستعمل في بعض المراهم والكريمات والعطور ومستحضرات التجميل.
أما المسبب الداخلي فهو ناتج عن اختلال في الاتزان الداخلي الكيميائي للجسم، أما المسبب التفاقمي فهو ناتج عن اضطرابات مرضية، لأن هناك بعض الأمراض التي تساعد على ظهور حالات الحساسية الضوئية لدى الشخص و منها على سبيل المثال لا الحصر: الصدفية، الذئبة الحمامية، التهاب الجلد التأتبي، التهاب الجلد، العضل جيني أو سبب وراثي والذي هو مرتبط بالاضطرابات الجينية مثل متلازمة روتدموندثومسون وجفاف الجلد المتصبغ.
تشخيص الحالة:
1- التشخيص عن طريق الفحص الضوئي: ويتم ذلك من خلال تسليط ضوء صناعي من أكثر من مصدر على مساحة صغيرة من الجلد مع ملاحظة وسهولة حدوث الحروق مع ظهور الطفح الجلدي.
2- فحص الرقعة: ويستخدم هذا الأسلوب لتشخيص حساسية الضوء الصادرة من التعرض للعوامل الكيميائية الموضعية، لأنه يتم وضع رقعة عبارة عن مادة حساسة للضوء أعلى الظهر ويتم تسليط أشعة الضوء عليها مع ملاحظة التفاعل الجلدي بعد مرور 48 ساعة.
كيف يتم علاج حساسية الضوء:
- الرجوع إلى الطبيب المباشر المعالج للحالة والمتابع معه.
- نحرص على لبس ملابس قطنية واسعة ذات ألوان ليست داكنة.
- الامتناع عن أي أطعمة تساعد على زيادة الحالة.
- استخدام كمادات من الحليب المثلج، أو “الكالامينا” والتي تعمل التخفيف من الأعراض وعلى تلطيف سطح الجلد.
- تجنب أشعة الشمس الحارقة في فترات الظهيرة.
- سيعطي الطبيب المعالج بعض الأدوية والكريمات والدهانات والتي يجب الالتزام بها ووضعها في مواعيدها المحددة دون نسيان.
- وضع مرطبات الجلد في الصباح وفي المساء يساعد على تخفيف حدة الحساسية والحكة والأعراض.
- استعمال المستحضرات الواقية من الشمس بشكل دائم، حيث توضع قبل التعرض للشمس بحوالي 30 دقيقة، ويجب إعادة وضعها مرة أخرى كلما مر 120 دقيقة تقريبًا.
- تجنب استخدام أي مستحضرات تجميل أو عطور والتي تحتوي على مواد كيميائية تساعد على ظهور الحساسية واستبدالها بمواد أخرى.
- استبدال الدواء الذي هو سبب لتلك الحالة بدواء من نوع أخر بنفس المادة الفعالة.