الواقع الذي نعيشه يفرض علينا دائماً التعامل مع أشخاص ربما لا نحب التعامل معهم ونفضل الابتعاد عنهم، وذلك لأننا نشعر بعدم حبهم لنا أو خوفهم علينا، وربما يصل الأمر لمرحلة الكُره، مما يدفعهم للحقد علينا وعلى ما نملك من أشياء ربما يمتلكون أفضل منها ولكنهم لا يعلمون ذلك لأن الحقد سيطر على قلوبهم وعقولهم فيما يعرف باسم الحسد .
لقد ذكر الحسد في القرآن في مواضع منها سورة الفلق حيث قال تعالى ..{ ومن شر حاسد إذا حسد }، كما ذكُر الحسد أيضاً في سورة يوسف حينما وصى سيدنا يعقوب عليه السلام أولاده بالدخول من أبواب متفرقة لحظة دخولهم على عزيز مصر حتى لا يتعرضوا للحسد لكثرة عددهم، وهذا يثبت أن الأنبياء و أولادهم كانوا أيضاً معرضين للحسد.
- أنواع الحسد :
الحسد أنواع فمنه المكروه لضرره الشديد ومنه الأقل ضرر ومنه المحمود
النوع الأول : يقوم الحاسد بحسد الشخص ويتمنى زوال النعمة وأن كانت لن تعود عليه صفة الحسد التي حسد صاحبها عليها .
النوع الثاني : يقوم الحاسد بحسد الشخص وتمنى زوال النعمة وأن تعود عليه صفة الحسد.
النوع الثالث : يعرف بالغبطة وهى تمنى نعمة الغير مع بقاء النعمة.
فالحاسد إذا أصابهُ ضعف تمنى أن يكون الجميع مثلهُ، كأن يكون فقيراً فيتمنى الفقر للجميع، كذلك المرض أيضاً و أي شر يصيبه.
- أسباب الحسد :
يقع الحسد عندما يكون هناك تفاوت بين الحاسد والمحسود في صفة ما بالزيادة، وعلى سبيل المثال الغنى الجمال الصحة المال الأولاد والسعادة، فبعض الناس يحُسدون على ضحكتهم أحياناً.
الحاسد يتمنى أن يكون الجميع أقل منه كما أنه يعتقد أن المحسود لا ينبغى له امتلاك النعمة لأنه لا يستحق، وعلى هذا فالحاسد شخص مريض.
- خطورة الحسد على الفرد والمجتمع :
عندما ينتشر الحقد في قلوب الناس فسيكرهون بعضهم البعض وتنقطع بينهم المودة والرحمة وكأنها تُنتزع من قلوبهم وتنتشر العداوة فيعمل الحاسد على زوال نعمة غيره بأي طريقة، حتى وأن وصل الأمر لاستخدام طرق غير مشروعة ليؤذى من يحسده ويشوه سمعته ويدمر حياته، والفرد أساس المجتمع، فإذا مرض الفرد مرض المجتمع وضعف وأنتشر التفكك وكره الناس بعضهم البعض وعمل كل فرد على إيذاء الآخرين فيقع المجتمع فريسة لوحش ضار إلا وهو الحسد فالانهيار ثم توقف عجلة الإنتاج، فالحسد محُرم لما له من أضرار سلبية تصيب الفرد والمجتمع.
- أعراض الحسد:
– المرض النفسي: عندما يقع الحسد يصاب صاحبه بعدم الرغبة في الحياة فيتجنب الناس ويفقد قدرته على المذاكرة أن كان طالب علم ويلجأ لعدم المشاركة وعدم التفكير ويصبح منطوي على نفسه.
– الضائقة المالية: يقع الحسد على الأموال فيصاب صاحبه بنقص فيها وعدم القدرة على الإنتاج وأن كانت تجارة تصاب بالكساد فلا يبيع ولا يشترى ولا يكسب .
– المرض الجسدي: عند الحسد تضعف صحة المحسود نتيجة لفقد الشهية والخمول وعدم القدرة على الحركة وكثرة النوم بلا مبرر.
– الأولاد : عند وقوع الحسد يصاب الأولاد بالمرض وعدم معرفة العلاج وقد يصل الأمر للموت أحياناً.
- كيفية الوقاية من الحسد :
– الصدقة من أهم عوامل الوقاية من الحسد والقضاء عليه، فتصدق الغنى على الفقير يقيه من الحسد ويزيد المودة بين الناس .
– المواظبة على الصلاة وأداء الفروض في أوقاتها والتضرع لله سبحانه وتعالى .
– قراءة القرآن الكريم وقراءة الآيات التي تقي من الحسد مثل آية الكرسى والسبع آيات المنجيات وسورة الإخلاص والمعوذتين وخواتيم سورة البقرة .
– الدعاء كثرة الدعاء تغير القدر وتقرب النفس من خالقها، فيجب الدعاء بالبركة وزيادة الأموال والأولاد والصحة والسعادة .
– حمد الله على نعمه الكثيرة بأستمرار وتذكر نعمة الله علينا دائماً .
– الاستماع لآيات الرقية الشرعية وجعل ألسنتنا رطبة بذكر الله وقول ما شاء الله .
وأخيرا وليس أخراً أتق الله دائماً فمن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.