منذ أيام الطفولة ونحن نسمع عن الكثير من الشخصيات في القصص والحكايات التي تُحكى لنا، بعض هذه الشخصيات حقيقة وبعضها خيال، ولكن في النهاية كنا نستمتع بهذه القصص خاصة عندما تنتهي بالنهايات السعيدة، وكم هذه القصص قصة السنافر، ولكن يراودنا سؤال، ماذا تعني السنافر؟ وما هي؟ ومن قام باختراعها؟
قصير القامة:
السنافر جمع سنفور وهي شخصيات خيالية، من خيال مبتكرها، وهي تعني قصير القامة، ذلك الشخص الذي لا يعرف شيئاً، وانتشر مسلسل السنافر في أمريكا كتصنيف من الرسوم المتحركة عالية الإنتاج والشهرة، كانت قد أنتجته شركة هانا- باربير عام 1981، وكنا ننتظره ليعرض في التلفزيون في أيام الطفولة حيث يتكون المسلسل طويل الحكايات ليصل إلى حوالي 256 حلقة، ولكنه ممتع إلى حد كبير، ولا يمكنك أن تشعر معه بالملل أو التطويل، فهو يحتوى على 421 قصة، وانتشر في أكثر من دولة وقد تمت إذاعته في الكويت وليبيا ولبنان.
دبلجة المسلسل:
ولأن المسلسل باللغة الأمريكية، ولا يمكن عرضه على القنوات العربية دون ترجمته، ولأننا أطفال صغار لا يمكننا القراءة ومتابعة الرسوم المتحركة الشيقة، وما يحدث في القصة، لذلك قررت القنوات العربية دبلجة المسلسل، وهي أن تضع صوتاً لكل بطل من أبطال المسلسل ينطق باللغة العربية التي يفها الطفل كل هذه الأمور تحدث فقط أيام الطفولة، بعيداً عن التكنولوجيا والتقدم العلمي الحديث اليوم.
الرسام البلجيكي:
أنه بيير كوليفورد هو مبتكر السنافر وهو شاب عاطل عن العمل، كلما يذهب ليتقدم لعمل ما لا ينجح فيه ويعود مع فشله الدائم، إلى أن صادفه الحظ ولأول مرة في حياته عندما تقدم لطلب وظيفة ليعمل مساعد طبيب أسنان، وكان قبل موعد المقابلة بيوم قد نام بعد أن حضر نفسه لتلك المقابلة في العد، وتناول عشاءً خفيفاً، واستلقى على السرير استعداداً للنوم، وبعد أن استيقظ بدأ في ارتداء ملابسة التي سبق وأن رتبها بالأمس، ثم تناول الفطور، وقبل أن يخرج من منزله تذكر محفظته التي بحث عنها كثيراً دون فائدة، هو لم يجدها، وقرر أن يذهب إلى المقابلة مسرعاً خوفاً من أن يتأخر على موعده، وكانت ملابسه متسخة، وحالته متوترة، ولكنه وصل قبل انتهاء المقابلة بربع ساعة فقط.
احترام مواعيد العمل:
ولأنه ذهب متأخراً إلى ميعاده بربع ساعة، ومن أهم شروط العمل المحافظة على المواعيد، لذلك رجع إلى منزله وهو في قمة الحزن، وتذكر أيام الطفولة التي ليس بها هذا العبء من البحث عن عمل، فهو فاشل في إيجاد عمل ينفق به على نفسه، إلى أن عُرض عليه أن يعمل رساماً في الأستوديو، صحيح أن المرتب ضعيف، ولكنه أفضل من عدم وجود عمل له، بالإضافة إلى أن ساعات العمل كثيرة، وبدأ الرسم ورضي بالمرتب الضئيل على أمل أن يسدد منه الديون المتراكمة عليه، وفي الاستوديو تعرف على رسامين مشهورين.
وأخيراً:
أخيراً نجح في شيء ما في حياته، نجح في مهنة الرسم، ورسم الكثير من الشخصيات الكرتونية للأطفال، وبرع فيها، وكانت هذه الشخصيات هي السنافر؛ وأعجب الكثيرون بهذه السنافر، وبسرعة الريح انتشرت في جميع أنحاء العالم عام 1958، وبدأت يتغير حالها من رسوم وهمية على الورق إلى شخصيات حية تقف على المسارح وتظهر في الشاشات، ومنها ألعاب الفيديو للأطفال.
رب ضارة نافعة:
وظهرت على هيئة مسلسلات يراها الجميع عبر التلفزيون في أيام الطفولة وقتها، ولفترة وقف الرسام البلجيكي يفكر مع نفسه ماذا لو تمت تلك المقابلة مع دكتور الأسنان، أكيد لما كان وصل إلى ما هو عليه الآن من شهرة واسعة، وعمل لا ينتهي، رب ضارة نافعة، وبعد وفاته عام 1992، شغل الرأي العام وعبرت عنه الصحف البلجيكية في حزن لفراقه، ولكن شهرة السنافر ظلت إلى يومنا هذا وكان أول ظهور لها من ضمن قصة “جوهان (جون) وبيويت” وزادت شهرتها أكثر عندما كتب عنها الكاتب مايكل ليجراند قصة الفيلم “السنافر والمزمار السحري”.
قصة:
هم شخصيات قصيرة القامة (أقزام) دائما ما ترتدي ملابس زرقاء وقبعات بيضاء، وتعليش في الغابة في بيوت على شكل عيش الغراب، وهم أكثر من شخص، منهم :سنفور الحاكم، سنفور الأكول، سنفور الرسام، سنفور المفكر، سنفور المازح، سنفور الشاعر، وسنفور العازف، والعبقري والمغرور، ولكن أهمهم بابا سنفور المرشد للطريق الصحيح، وسنفور الطفل، وسنفور المغامر، وسنفورة الجميلة، وكلاً منهم اسمه حسب صفته وشخصيته، وللأسف هناك بعض الشخصيات التي تعادي السنافر، وهي شخصية شرشبيل المشعوذ الكبير، ومعه قطه الأحمر الكبير المشاكس هرهور، ويحاول شرشبيل أن يؤذي السنافر، أما أن يأكلهم، أو يحولهم إلى ذهب ليستفيد منهم، ولكنه دائم الفشل في محاولات الغير شريفة، وكان الهدف من مسلسلات السنافر تعليم الأطفال بطريقة تتناسب مع أعمارهم المختلفة حتى الكبار، فقد جذبتهم إليها ورغبوا في مشاهدتها.