الصداقة من أهم الأمور في حياة كل شخص فالإنسان بطبعه يحتاج صديق يشد من أزره ويعينه على عواقب الحياة ويساعده في تخطي ومرور الأزمات ويشاركه في الأفراح والأحزان؛ فكل منا يحتاج إلى مثل هذا الصديق يعينه على نفسه ويقاوم مع أزمات الدنيا ويكون عون وأخ له في هذه الحياة وهذه هي الصداقة الحقيقية؛ فلابد أن تتحلي هذه الصداقة بالقيم والمبادئ التي لا تتغير مع تغير الظروف والأحوال نعم فهناك أصدقاء يستعيرون وجه الصداقة فقط ولكنهم ليسوا بأصدقاء حقيقين وهم من نطلق عليهم بأصدقاء المصلحة بمعنى أن كل شخص منهم يساعد صديقه الآخر في مقابل قضاء مصلحة أخرى له وإنما نحن هنا نتكلم عن الصداقة التي لا تشوبها مصلحة أو نفاق.
مفهوم الصداقة الحقيقية:
حينما يحب الإنسان صديقه ويحب له الخير ويؤثر على نفسه ويضحي من أجله تلك هي الصداقة الحقيقية والصداقة لديها مفاهيم ومعاني جميلة لا يستطيع أي شخص أن يمتلكها لأنها تحتاج أناس لديها قيم كثيرة مثل الوفاء والإخلاص والحب الأخوي والإعانة على فعل الخير والعمل الصالح؛ فالصديق الحقيقي هو الذي يجلب لك الخير، والسعادة، ويتمنى أن يكون معك في الدنيا ويجمعكما جنة الرحمن بإذن الله؛ “رجلان تحابان في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه” هذان الرجلان من السبعة الذين سيظلهم الله تعالى تحت ظل عرشه يوم لا ظل إل ظله، رجلان اجتمعا في حب الله فجمعهما الحب والوفاء والإخلاص فاجتمعا على ذلك وتفرقا على ذلك لا يحمل أي منهما للآخر أي حقد أو بغضاء أو حسد ولا كراهية بل يحملان لبعضهما الذكر الحسن والقول الطيب والاشتياق لرؤية بعضهما في الخير وعلى خير.
لكي تجد الصديق الحقيقي ابدأ بنفسك أولاً:
حتى تجد الصديق الحقيقي ابدأ بنفسك وابحث عنه في الأماكن التي يتجمع فيها الأشخاص مثل المساجد، والدورات التدريبية، والنوادي الرياضية، والمدارس، والجامعات والجمعيات الخيرية إلى غير ذلك من هذه الأماكن التي تحث على التعليم والرياضة وفعل الخير،وبعد أن تجد صديقاً تتآلف روحك وروحه معاً ابدأ دائماً بالتحدث معه والسؤال عليه، ومد إليه يد المساعدة وعاونه على فعل الخير، وإذا وجدت به عيباً فتحدث معه بلطف بينك وبينه عن هذا العيب وقدم إليه الحلول المثلى للإصلاح من هذا العيب والصبر عليه إذا أخطأ في أمر ما؛ فلسنا معصومين من الخطأ، وابدأ بحسن الظن إليه وتقديم المعذرة والتمس إليه سبعين عذراً، وقدم إليه الوفاء والإخلاص وإيثاره على نفسك والتضحية من أجله.
كل هذه الأمور قد يجد البعض أنها صعبة التحقق ولكنها أمور في غاية السهولة حينما يدرب الإنسان نفسه عليها كما أنها ترفع من شأن الإنسان نفسه وتعلو من أخلاقه وتحسن صفاته مما يجعله مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم،وهذه الأمور من خُلق الإسلام التي يجب أن نتحلى بها ونزرعها في نفوسنا.
النتائج الإيجابية عن الصداقة الحقيقية:
الصداقة من أجمل المعاني الحقيقية الإنسانية في مجتمعنا فالصديق الحقيقي هو الدواء لكل معاناة الحياة، يعتبر كالمظلة كلما اشتد المطر ونسمة الهواء كلما اشتد حرارة الصيف، الصديق هو الذي لا يغيب عن القلب حتى وإن غاب عن العين فيظل القلب يشتاق إليه ويدعو له بالخير ويتمنى له ما يتمناه لنفسه، وكلما مر زمن طويل على الصداقة كلما ازدادت حلوها وازدادت قيمتها وظهرت نتائجها وثمارها وفوائدها، ومن أجمل ما يضفي جمالاً وسعادة على الصداقة أنها لا تموت أبداً كلما تحَلَّت بالحب والود والإخلاص.