اضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد يمثل في جوهره مشكلة إنمائية عامة تؤثر بالسلب على الطفل والمدرسة والأسرة والمجتمع ككل نظرا لما تتسم به تلك المشكلة من أوجه قصور عديدة .
دور الأسرة والمعلم في التعامل مع الأطفال المصابين بنقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد
1-الأسرة :يسبب الطفل المصاب بنقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد إزعاجا شديدا لكل أفراد الأسرة فهو يجلس بصعوبة ،ولا يتم أي مهمة يقوم بها ومن السهل استثارته ،ويتعمد إغاظة الأسرة ،ويتسم بالتقلب المزاجي ،ويقوم بتكسير الأشياء داخل المنزل ،وتشير إحدى الأمهات أن سلوكيات طفلها الغريبة والمفاجئة تجعلها ترغب في إلقائه على الأرض أو التخلص منه ، كما أن بعض الأباء يشعرون بالراحة عندما يذهب الابن إلى المدرسة بل أن بعض الأباء قد يخرجون من المنزل قبل موعد عملهم ولا يعودون إلى في أوقات متأخرة لتجنب التفاعل مع الطفل ذي النشاط الزائد ولا يقتصر الأمر على منزله فقط ولكنه يمتد إلى خارج المنزل فاصطحاب طفل يعانى من نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد إلى المساجد أو المناسبات الرسمية يسبب إحراجا بالغا للأهل لسلوكياته الغريبة وغير المتوقعة وإزاء ما يصدر عن الابن فإن بعض الأسر تشعر بالحزن والألم والقلق ويمثل وجود مثل ذلك الطفل في الأسرة يمثل ضغطا عصبيا نفسيا على الوالدين وبعض الأسر تنكر وجود طفل لديها مصاب بهذا الاضطراب كما تشعر بأنه عقاب من الله وحتى يتغلب الوالدين على هذا الأمر عليهم بتقبل الواقع كما من الممكن أن يخضع الوالدين وأفراد الأسرة إلى الإرشاد الأسرى القائم على التقليل من الصراعات بين أفراد الأسرة والطفل المضطرب وكذلك تهدف البرامج الإرشادية لأسر الأطفال المضطربين إلى تعليم الوالدين كيفية التعامل معهم وتنمية مهاراتهم الاجتماعية وتعليم الطفل الاعتماد على ذاته وتجريب الحلول لحل المشكلة دون عقاب أو حماية زائدة .
لذلك فإن البيئة الأسرية المناسبة للتعامل مع الطفل الذي يعانى من نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد تتضمن:
-توفير المعززات الفورية وعدم التأجيل في تنفيذ الوعود حتى لا تفقد هذه المعززات قيمتها.
-التواصل المستمر مع المدرسة لمتابعة إنجازاته وتقدمه .
-اعتماد محيط واحد للتعلم (كغرفة معينة داخل المنزل _مكتب واحد )وذلك لخلق الشعور بالأمن لدى الطفل.
-التأكد من عدم وجود مثيرات خارجية في محيط مذكراته (عدم تشغيل الراديو والتلفزيون –عدم السماح للأخوة باللعب في نفس الغرفة ).
-تنظيم حياته اليومية باستخدام روتين يومي مريح وواضح يساعد على الحد من التصرفات العشوائية .
-استخدام المنبه ليدرك الوقت وينظم وقته بشكل فعال .
-إعطاء الطفل فرصة لممارسة الألعاب بشكل أمن .
-تطبيق قواعد سلوكية مع الطفل دون تزمت أو تشدد.
-التقليل من السكريات والأشياء التي تحتوى على مواد حافظة.
2-المعلم :يواجه المعلم صعوبة بالغة في التعلم أثناء التعامل مع الطفل المصاب بنقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد لكثرة مشكلاته وضعف قدرته على التحصيل وتعطليه لسير العملية التعليمية ويمكن للمعلم أن يساهم في التوافق الشخصي والإجتماعى والدراسي للطفل المضطرب كما يلي .
-أن يبدأ المعلم بالسهل من المعلومات ويشجع الطفل على الإنجاز باستخدام المعززات المناسبة.
-أن تكون تعليمات الواجب المدرسي واضحة وألا يثقل كاهل الطفل بهذه الواجبات.
-عدم السخرية أو استخدام العقاب البدني الشديد مع الأطفال .
-التعاون مع الأسرة لتحديد مدى تطور الطفل في المجال الأكاديمي والشخصي والإجتماعى .
-ملاحظة مدى انتباه الطفل أثناء الشرح ومحاولة جذب انتباه باستمرار.