يعيش الإنسان منذ بداية حياته في عدد من السياقات المتنوعة كالأسرة والمدرسة وجماعة الأصدقاء وبيئة العمل والنوادي الثقافية والاجتماعية ولكن يظل تأثير الأسرة التأثير الفعال والأساسي الذي يؤثر في الفرد بقوة، وهذا يعني أن تأثير الأسرة خطيرا على تكوين شخصية الفرد، فهي أول جماعة ينتمي لها الفرد ويعيش معها طوال حياته وبالأخص السنوات الأولى الحاسمة التي تتكون أثنائها الشخصية، لذلك لابد من الانتباه لدور الأسرة في تشكيل سلوكيات الأبناء والتعامل معهم برفق والابتعاد عن العنف لما له من أضرار جسيمة تظهر على شخصية الفرد فيما بعد.
لابد أن تكون الأسرة بالنسبة للطفل مصدر الأمن والأمان والدفء العاطفي، فوظيفة الأسرة ليست فقط توفير المأكل والمشرب للطفل، بل تمتد وظيفة الأسرة لأكثر من ذلك فهي مسئولة عن منح الطفل الحب والاحترام والتقدير للطفل، لكي يكون الطفل فردا سويا نافعا لنفسه وللمجتمع، فعلى الأسرة أن تعلم الطفل الدور الملائم له وتعرفه بذاته وتنمي ثقته بنفسه وبالآخرين وتدعم آرائه وأفكاره.
وكل ذلك يتحقق من خلال التعامل برفق وود مع الطفل، أما التعامل بعنف من قبل الوالدين للأبناء يجعل الطفل مذبذب المشاعر وغير متزن انفعاليا وعاطفيا، لذلك نحث الوالدين على التعامل مع الطفل بذكاء حتى تتكون لديه شخصية سوية قادرة على تفهم الآخرين والتعامل معهم.
وليس من الضروري أن يكون العنف موجها للأبناء بل من الممكن أن يكون بين الزوجين.
تعريف العنف الأسري:
هو شكل من أشكال العنف الذي يتضمن إيذاء الآخر سواء إيذاء مادي أو إيذاء معنوي.
أنواع العنف الأسري:
العنف الأسري من الآباء للأبناء.
العنف الأسري من أحد الزوجين للآخر.
العنف الأسري من الأبناء لآبائهم المسنين.
أسباب العنف الأسري:
ضعف القيم الدينية وغياب الأخلاق والقيم والمبادئ.
غياب مبدأ التشاور والحوار بين أفراد الأسرة.
سوء التربية والنشأة غير الصحيحة.
عدم التوافق بين الأزواج.
كره أحد الزوجين للآخر وعدم تقبله.
الظروف المعيشية الصعبة مثل الفقر والبطالة أو عدم كفاية الدخل.
إصابة أحد أفراد الأسرة باضطراب نفسي معين.
تعاطي المخدرات أو الخمور.
الآثار السلبية للعنف الأسري:
ميل الأطفال الذين تعرضوا للعنف إلى ممارسة العنف وتفريغ ما لديهم من غضب تجاه الآخرين.
سوء التعامل مع الآخرين وعدم القدرة على التعامل بأسلوب مناسب.
فقدان الثقة بالنفس.
الفشل الدراسي وعدم الرغبة في التعليم.
عدم الثبات الانفعالي وسرعة الغضب.
وفي حالة العنف الأسري بين الزوجين تكون الآثار السلبية كالتالي:
إهمال الزوجة لبيتها.
خيانة الزوجة لزوجها.
كره الزوجة لزوجها وأهله.
هروب الأبناء من المنزل.
الانفصال بين الزوجين وتشريد الأبناء.
ينشأ نتيجة هذا العنف أبناء ضائعين ومشردين لم يكن لديهم سوى العنف واللجوء للجريمة وبهذا يضيع الفرد ويضيع المجتمع، فالعنف الأسري لا يؤثر فقط على الفرد بل يمتد تأثيره للمجتمع بأكمله.
طرق علاج العنف الأسري:
في البداية لابد من منع أطفالنا من مشاهدة أفلام العنف والعدوان فالطفل يقلد ما يراه.
وجود نماذج تربوية يقتدي بها الطفل وهذه النماذج لابد أن تكون تجيد الحوار والنقاش بدون اللجوء للعنف.
إدخال منهج دراسي جديد يعلم الطفل طرق التعامل مع المجتمع المحيط به.
إذاعة برامج تربوية في التلفزيون لتوعية الآباء بكيفية التعامل مع أبنائهم.