عمر بن الخطاب المعروف في التاريخ الإسلامي باسم الفاروق كان لديه ذكاء وعبقرية ليس فقط في المجال السياسي بل في المجال العسكري أيضاً، ففي عهده كانت الجيوش الإسلامية من أهم الجيوش وقتها من حيث التسليح والخطط والاستراتيجيات العسكرية، وكانوا يتبعون ما يقرره الفاروق من خطط عسكرية للجيوش الإسلامية، وأشهرها حروب الردة.
إسلام عمر:
من أشهر القصص التي سجلها التاريخ الإسلامي، فهو كان العدو الأول للدين الإسلامي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن ينير قلبه بالإسلام، إلى أن فتح الله قلب الفاروق للإسلام، عندما كان عمر بن الخطاب متوجهاً إلى سيد الخلق محمد وهو في قمة غضبه وشره، ولكنه التقي في طريقه بنعيم بن عبد الله العدوي القرشي، وهو مسلم، ولكن لم يعرف أحد بإسلامه، وسأله أين تذهب؟ أخبره الفاروق بأنه ذاهب إلى رسول الله لأنه السبب في إهانة قبيلته قريش، وهو السبب في التفرقة التي تحدث فيها والتي ستقضي عليها قريباً، ولكن نعيم لم يتركه قبل أن يخبره بأمر أخته فاطمة التي أسلمت مع زوجها سعيد بن زيد بن عمرو، وهنا غر عمر بن الخطاب اتجاه وصار نحو منزل أخته ليتأكد من زعم ما أخبره به الرجل في الطريق، وبداخله الكثير والكثير من الغضب، ولكنه فوجئ بالصحابي الجليل خباب بن الأرت يقوم بتعليم أخته وزوجها القرآن الكريم، وبكل غضب تقدم عمر بن الخطاب إلى زوجه أخته وأخته وشق وجهها، لم يتركها إلا بعد أن وقع الكتاب الكريم من يدها، وعندما انحنى ليلتقطه من على الأرض عارضت أخته وبشدة، وأصرت على عدم لمسه للكتاب الكريم إلا بعد أن يتطهر ويتوضأ أولاً، وبالفعل تعلم كيفية الوضوء عندما أخبرته أخته بها، ثم أمسك بالكتاب وبدأ في قراءته، وكانت سورة طه هي من قراءها والتي اهتزت لها بدنه وقليه الذي ارتعش، وكانت النتيجة أنه صار مسلماً وموحداً بالله.
خليفة المسلمين:
صار عمر بن الخطاب خليفة للمسلمين بعد موت أبي بكر الصديق وهو أول خليفة للمسلمين يتولى أمور المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تم بيعته وكان سبب اختياره هو فشل الصحابة في اختيار خليفة لمبايعته، وعندما أخبروا أبو بكر بذلك، أشار إلى عمر بن الخطاب ليكون خليفة من بعده عليهم، وتمت مبايعته بعد أن حسم أبو بكر الصديق الأمر، وتبعه المسلمون.
اغتياله:
قام أبو لؤلؤة المجوسي بقتل الفاروق وهو يؤدي صلاة الفجر، وكان قد انتهى من قضاء فريضة الحج، وكان ذلك في السادس والعشرين من شهر ذي الحجة في السنة الثالثة والعشرين للهجرة، ولكنه لم يمت بتلك الطعنة، ولم يفارق الحياة على الفور، وحمله المسلمون إلى بيته وهو سابح في دمائه، في حين ذهب مجموعة أخرى من المسلمين وراء أبو لؤلؤه ومن معه للقبض عليه، وفي أثناء المطاردة مات ستة رجال، وطُعن ثلاثة عشر رجلاً من المسلمين.
زوجاته:
ذكر التاريخ أنه قد تعامل مع أهل بيته بالأخلاق الحسنة، فهو لا ينادي أياً من زوجاته إلا بـ “يا بنت الأكرمين” إكراماً لأهلها، وأنجب الفاروق ثلاثة عشر ولداً، فلقد تزوج أكثر من سبعة نساء ما بين عهد الجاهلية والإسلام، ولكنهن ليس معاً على ذمته، فقد طلق بعضهن، وجاءه من الأولاد عبد الله، وزيد الأكبر، وزيد الأصغر، وعاصم، وعياض، وعبد الرحمن الأكبر، وعبد الرحمن الأوسط، وعبد الرحمن الأصغر، وعبد الله ومن البنات فاطمة ورقية وحفصة، وعدد زوجاته قبل الجاهلية ثلاثة، وبعد الإسلام أربعة، وهن: قريبة بنت أبي أمية، وقد طلقها الفاروق بعد دخوله الإسلام، وذلك لكونها مصرة على ديانة الجاهلية، حتى أن تزوجها معاوية بن أبي سفيان قبل أن يدخل الإسلام، وبعدما أسلم طلقها لأنها مازالت مصرة على شركها بالله، وتزوج الفاروق من أم كلثوم مليكة بنت جرول وهي أم لأبنائه زيد وعبيد الله، وطلقها لأنها هي الأخرى مصرة على الشرك بالله، والزوجة الأخرى هي زينب بنت مظعون، تزوجها قبل إسلامه، ودخلت الإسلام معه وكانت مرافقة له في الهجرة إلى المدينة المنورة، وهي أم لعبد الله وعبد الرحمن وحفص، وهناك جميلة بنت ثابت وقبل الإسلام كان اسمها عاصية، وأسماها النبي الكريم جميلة، وتزوجها عمر بن الخطاب في السنة السابعة للهجرة ورُزق منها بعاصم وبعدها افترق، عاتكة بن زيد وهي ابنة عمه تزوجها وأنجب منها فاطمة.