الكذب هو ضد الصدق والصدق من الصفات الحميدة التي تهدي صاحبها إلى الجنة بعكس الكذب فهذه الصفة تهدي صاحبها إلى النار، والكذب من السلوكيات الغير أخلاقية ويكون بتغيير الحقائق وتزييفها أو تغيير جزءاً من قيمتها الحقيقية بحيث تعطي معنى آخر تدين من له الحق،والإنسان الذي يتحلى بهذه الصفة ويتعود عليها حتى أصبحت تجري في دمه فهو إنسان مذموم في المجتمع فضلاً عن ذمه في الدين؛ فالشخص الكذوب لا تقبل منه شهادة حق لأنه بسبب كذبه وضع نفسه موضع شبهات كثيرة فلا يستبعد عنه فعل بعض الجرائم الأخرى مثل السرقة والنصب والغش وجميعها جرائم كبيرة يعاقب عليها القانون عقاباً شديداً بالإضافة إلى كل هذه الأفعال وأولها الكذب محرمة في الشريعة الإسلامية ولا تقبل بها أي من الشرائع والأديان الأخرى لأنها أفعال ضد استقرار وأمان المجتمع.
الكذب
تعريف الكذب في الإسلام:
الكذب من الأخلاق المذمومة في الإسلام وقد حدثنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة وأكد علينا أن الكذب من خصال المنافق حيث قال صلى الله عليه وسلم ” أربعمنكنفيهكانمنافقًاخالصاً،ومنكانتفيهخلةمنهمكانتفيهخلةمنالنفاقحتىيدعها: إذا حدث كذب،وإذا عاهد غدر،وإذا وعد أخلف،وإذا خاصم فجر” وهناك أحاديث كثيرة تبين لنا أن الكذب من أبغض الأخلاق التي يتحلى بها الإنسان ويجب أن من تتواجد فيه هذه الصفة يبتعد عنها تماماً وذلك لأن صفة الكذب تبعد الإنسان عن الإيمان ونجد ذلك في حديث النبي صلوات ربي وسلامه عليه “روى مالك في موطئه من حديث صفوان بن سليم: أنه قيل للرسول محمد: أيكون المؤمن جبانًا ؟قال: نعم. فقيل له: أيكون بخيلاً؟فقال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن كذَّابًا؟فقال: لا أعظم أنواع الكذب.”؛ فالكذب ليس من صفات المؤمن على الإطلاق والإنسان الكذوب يشحن قلبه بالبغض والكراهية والعدوان ويبتعد عن دينه وقد يتمادى في الكذب حتى يفعل أفعال محرمة قطعاً ويرتكب جرائم تهدر حياته ويؤذي بها نفسه وغيره.
وأعظم أنواع الكذب هو الكذب على الله تعالى وعلى رسوله حيث يكون بتحريم ما أحله الله وتحليل ما حرمه والكذب على رسول الله قد وجدنا منه أمثلة كثيرة حيث ابتدعوا الأحاديث وقالوا أنها على لسان رسول الله والحقيقة أنها كاذبة والرواية فيها باطلة ولم تثبت عنه صلى الله عليه وسلم
هناك أمور أباح فيها الإسلام الكذب ما هي؟
هي أمور ثلاثة أباح فيها الإسلام الكذب وهي
- الكذب لمحاولة الإصلاح بين المتخاصمين كأن يقوم الشخص بالإصلاح بين اثنين متخاصمين ويذهب للأول ويقول له أن الثاني يمدح فيك ويقول عنك كذا وكذا حتى يزيل الشحن بالبغضاء الذي يحمله في قلبه عن الآخر ثم يذهب للآخر وكأن يقول له أنا تحدثت مع الأول وقد ذكر سيرتك بالقول الحسن وقال عنك كذا وكذا وبمثل هذا القول يعمل على الإصلاح بين المتخاصمين.
- الكذب في الحروب على الأعداء كأن يخبر العدو بأن فريقه سيهجمون من الجهة الشرقية ويقوم الفريق بتكذيب هذا الخبر الذي وصل للعدو ويقومون بمواجهة الضربة والهجوم من الجهة الغربية.
- الأمر الثالث وهو أن يرضي الزوج زوجته كأن يقول لها كلام جميل ويمدحها بصفات حلوة حتى وإن لم تكن هذه الصفات فيها ولكن يقول لها ذلك بغرض إرضائها وجعلها سعيدة بكلامه هذا.