شون روبنسون هو طفل مثل جميع الأطفال يقتله الفضول ليعرف كل ما حوله بالتفاصيل فتقوده رجله الصغيرة إلى السلم المصنوع من الخشب ليصعد إلى علية جدته مكان السحر بالنسبة له فكل ما هناك مغطى بالغبار وأشياء قديمة فيها رائحة الماضي.
فيمضي شون كثيراً في اكتشاف الموجود في كراكيب علية جدته فهناك أشياء لم يراها من قبل إلا في هذا المكان فهو بالنسبة له مكان الاكتشافات، فهناك صناديق وعلب وصور للتذكار لأشخاص ربما ماتوا من قديم الزمان، ورفوف فيها كتب صفراء.
وذات يوم أثناء البحث تحت المفارش القديمة وجد شون لوحة غريبة لرجل فمه مفتوح بشكل مرعب كأنه يتألم من شيء، وكانت هذه تبعث عليه الخوف وحتى ألوانها مزعجة، وذلك سبب كافي لجعلها في العلية وبعيدة عن الأنظار.
رسخت صورة هذه اللوحة في ذهن شون وسأل جدته عنها وكأنها مرتبطة بذكرى سيئة للجدة ولم تكن سعيدة بالحديث عنها وقالت: لقد أهدتني إياها إحدى صديقاتي، ولكن للوهلة الأولى من رؤيتها لم أحبها وشعرت بانقباض في قلبي حيث أنها قالت لي أن قصتها مأساوية حيث أن الشخص الذي رسمها أصيب بلوثة عقلية في آخر أيام حياته وكان مكتئباً ويائساً لدرجة أنه مزج من دمه مع الألوان المستخدمة في اللوحة ومات منتحراً بعد أن انتهى من اللوحة بفترة قصيرة ولذلك ازداد نفوري منها وحاولت إعادتها لصديقتي لكنها رفضت.
ومن وقت تواجد اللوحة وبدأت الأحداث المريبة تتوالى ولا أريد التحدث عنها وحاولت مراراً حرق اللوحة اللعينة وفي كل مرة يراودني شعور بالخوف الشديد فأتراجع عن حرقها وفي آخر الأمر وضعتها في العلية.
وشون كطفل لم يخف بل أثار هذا الحديث فضوله وصار يتخيل الرسام وهو يجرح نفسه ليمزج دمه بالألوان ويرسم بها على القماش الأبيض لينتج خطوطاً ومنحنيات تصرخ ألماً وبمرور الأيام نسي شون أمر اللوحة وماتت الجدة وبيع منزلها.
وقبل تسليم المشتري المنزل قرر شون خوض رحلة أخيرة فيه فذهب إلى العلية يقلب فيها ويسترجع ذكرياته لتقع عينه على اللوحة المشئومة فتذكر كلام الجدة وأخذ اللوحة وقرر تعليقها في حجرة جلوس منزله وبسبب منظرها اعترضت زوجته بشدة وقالت: أنا أشعر بالتوتر عندما أراها أبعدها من هنا، كما قال الأولاد اعتراضاً: إنها تخيفنا يا أبي.. فوضعها شون في القبو مع الأغراض القديمة وكأن مقدر لها ألا يراها أحد.
بعد أيام من وجودها في القبو بدأت تخرج أصوات آهات وصرخات مكتومة من مكان ما، لكن لم يهتم أحد ظناً منهم أنها أصوات القطط تلعب في الحديقة.
ولكن لاحظ شون أن كلبه لم يقترب من القبو كعادته فكانت عادة كلبه أن يتبعه بحماس للقبو عندما ينزل ليأتي بشيء ما بل وأصبح يفر مذعوراً عند فتح باب القبو.
بعد بضع الأسابيع، هطل المطر بشكل شديد مما أغرق القبو وأضطر شون أن ينقل ما في القبو في غرفة علوية غير مستخدمة ومنها اللوحة الكئيبة ولم يمضي الكثير من الوقت حتى بدأت أمور غريبة تحدث في المنزل.
أصبحت أصوات الصراخ أقوى وأوضح والآهات كذلك كأنها من داخل المنزل مما يجعل أصحاب المنزل يستيقظون في الليل على أصوات الصراخ ولا يعرفون مصدر الصوت وبعضهم يشعر كأن عيون تراقبهم وتراقب تحركاتهم وسرعان ما تأكدوا أنه حقيقي وكان شون يرى خيالاً أسوداً يتجول في المنزل يراه بطرف عينه وعندما يلتفت لا يري أحد، حتى باقي العائلة تراه ولكنها أقنعت نفسها بأنه خيالات لا أكثر مجرد هلوسة جماعية لعلمهم بقصة اللوحة.
ولاحظ شون أن الكلب أصبح ينزل إلى القبو ويرفض الصعود في الغرف العليا.
وفي إحدى الأيام رأى شون خيال رجل بجانب سريره ولكنه أقنع نفسه أنها خيالات، بعد فترة بدأت العائلة تشعر ببرودة في أماكن بعينها في المنزل والجو الطبيعي ليس ببارد.
في إحدى الليالي شعرت زوجة شون أن شخصاً ما ينام بجانبها وظنت أنه زوجها وعندما استدارت وجدت خيال أسود ينظر إليها بعيون تشع حقد ففزعت وصارت تصرخ بهستيريا وجاء إليها شون ليهديء من روعها وأقنعها أنه كابوس ولكنها لم تقتنع وأصرت أن يرجع اللوحة إلى القبو وعادت اللوحة إلى القبو فهدأ المنزل مرة أخري.
ولاحظ أن الكلب لا ينزل إلى القبو مرة أخري.
ونشر شون صورة للوحة على موقع التواصل الاجتماعي فنصحه البعض أن يراقب اللوحة بالكاميرا فوضعها في غرفة بالطابق الأعلى وعليها الكاميرا لمدة 8 ساعات فوجد تحركات في اللوحة والباب يفتح ويغلق بشدة وصوت طرق على الباب وسماع أصوات آهات وصرخات مكتومة.
وجمع شون اللقطات في شريط تسجيل ووضعها على اليوتيوب ونسي اللوحة ولم يعد مهتماً بها.