رسول الله:
بعثه الله تعالى إلى العالم أجمع، من الأنس والجن، فهو الهادي الداعي البشير، هو من أنزل عليه الوحي ليبلغ عن الدين الإسلامي، ذلك الدين خير الأديان وآخرها إلى أن تقوم القيامة، كما أمره الله أن يفعل، وجعله آخر الأنبياء فلا نبي بعده، ومن يدعي أنه نبي جاء من بعد محمد صلى الله عليه وسلم فهو كاذب، قضى حياته بأكملها يدعو الناس إلى دين الله الإسلام، إلى أن توفاه الله.
الرسالة:
لم يكن الأمر سهلٌ عليه أو هين، بل أنه تحمل بسببه الكثير والكثير من الصعاب التي قابلته في الحياة، فكان آخر الأنبياء لديه رسالة وعليه أن يوصلها كما ينبغي أن يفعل، لتسكن تلك الرسالة القلوب ويؤمن به جميع البشر في كل العالم، وكان له من الأعداء الذين يتسببون في أذيته، وسخر الله له العديد من الأصدقاء الذين يحمونه ويعاونوه في جهاده، حتى نجح في أن ينشر الدين الإسلامي إلى يوم القيامة.
نشأته:
كانت ولادته عظيمة بمعنى الكلمة، عندما وُلد آخر الأنبياء قد أطفأ الله نار اليهود، تلك النيران التي لت مشتعلة كثيراً، عند مولده قد انطفأت، مما جعل اليهود يتوجسون خيفة من هذا الأمر، حتى أن بعض من رجال الدين اليهود يعلمون علم اليقين بقدومه، ومع ذلك فعلوا المستحيل للقضاء عليه حتى لا تنشر الرسالة لتجوب أنحاء العالم، كانت النبوءة تقول أن هناك نبي سيبعث في ذلك الوقت، وكانوا يتمنون أن يكون هذا النبي من بني اليهود، حتى أنه يُقال أن أحدهم تجول بين أهل اليهود يسألهم هل وُلد لكم اليوم صبي، ورغم أنهم أصابتهم الدهشة من هذا السؤال إلا أنهم أجابوه بأنه ليس هناك صبي وُلد اليوم فيما بيننا، حينئذ تأكد أن العرب هم من فازوا بهذا الشرف، لقد وُلد آخر الأنبياء في بني العرب، قال وبكل الحزن إذن هنيئاً لكم أيها العرب.
عام الفيل:
كان نبي الله صلى الله عليه وسلم قد وُلد في عام الفيل في الثاني عشر من ربيع الأول، في مكة المكرمة، وكان عام ولادته عاماً مشهوداً وقد سجله التاريخ لهذا الحدث الجليل، عندما حاول جيش أبرهة هدم الكعبة باستخدام فيل ضخم، ولكن هذا الفيل لم يفعلها، وظلت الكعبة شامخة في تحدي ظاهر لذلك الظالم المعتدى.
عائلته:
وُلد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمه آمنة بنت وهب التي توفي زوجها عبد الله بن عبد المطلب وهي حامل في وليدها الوحيد، فوُلد رسولنا الكريم يتيم الأب، ولله في ذلك حكمة، أن يجعل آخر الأنبياء قبل أن يُولد، وبعد ولادته عاش من حليمة السعدية وهي التي قامت بإرضاعه، وذلك طبقاً لعادات العرب من أنهم يرسلون مواليدهم إلى البادية مع المراضع، وظل رسول الله هناك حتى تم عامان، ووصل إلى الفطام، ولكنه لم يبتعد عن أمه، فقد كانت حليمة السعدية تأخذه إلى أمه لتراه ويحدث ذلك كل بضع أشهر.
وباء مكة:
ولأنه طفل محبوب، فقد عشقته مرضعته، وتمنت أن يعيش معها أطول مدة ممكنة، فهو بشرة خير لها فوجوده معها جعل كل الخير يأتيها، ذلك غير أنها أحببته كما لو كان وليدها هي، لذلك حاولت أن تقنع أمه أن يظل معها أكبر فترة ممكنة، وتحججت بوجود وباء بمكة، ووافقت الأم على ذلك.
وفاة أمه:
لحقت أمه بأبيه وهو في عامه السادس، بينما كانوا على سفر في طريق العودة بعد الانتهاء من زيارة أخواله، وقامت أم أيمن وهي حاضنته ومن رباه إلى جده عبد المطلب، ليعيش بين أولاده ويتكفله، وكان يحبه كثيراً، ولكنه لم يبقى معه كثيراً، فقد مات جده عندما وصل إلى سن الثامنة من عمره، وانتقل ليعيش مع عمه أبو طالب، ولم يكن عمه يمتلك الكثير من المال، وعمل معه محمد بالرعي ليساعده.