في المجتمعات التقليدية كثيراً ما نسمع لفظ العنوسة فهو لفظ ارتبط بالإناث أكثر دون الذكور وهو لفظ يطلق على كل من تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد أو بلفظ آخر من فاتهم قطار الزواج وكأن الزواج هو محطة يريد المسافر أن يصل إليها في وقت معين.
يختلف سن المرأة العانس كما يطلقون من مكان لآخر ففي المجتمعات الريفية والبدوية تعد الفتاة التي تجاوزت سن العشرين عانساً في حين أن الفتاة في المجتمعات المدنية بمجرد تجاوزها سن الثلاثين يطلق عليها هذا اللفظ الغير مبرر فعند بلوغ الفتاة هذا السن تقل فرص زواجها حتى تكاد تكون منعدمة.
أسباب العنوسة
لا استطيع القول أن هناك أسباباً للعنوسة فهذا الأمر في الأول و الأخير بيد الله –عز و جل- فهو كاتب الأقدار منذ أن خلقنا فمن قدّر الله لها أن تكون عانساً ستكون ومن قدّر لها أن تتزوج في سن معين سيحدث ذلك مهما كانت العوائق والظروف، ولكن يمكن القول بأن هناك عوامل أدت إلي انتشار هذه الظاهرة مثل قبول الزوج بشروط تعجيزية كمهر كذا وشبكة كذا وشقة تمليك ليس إيجاراً في أرقي الأماكن فلماذا لا نتساهل في تلك الأمور السطحية التي يمكن أن يحققها الزوج والزوجة سوياً، فبعض الأهالي يفكرون أنهم بهذا يحفظون حقوق بناتهم ولكن أري أن تفكيرهم خاطئ فأن تعيش أبنتهم مع زوج صالح خير من زوج مليونير دون أخلاق !
وربما يعد التمسك بالعادات والتقاليد من أسباب العنوسة ففي المجتمعات الريفية لا يقبل الأهل بزواج أبنتهم من خارج حدود القرية وكأنه عار، أيضاً ضعف الروابط الاجتماعية فأصبحنا في هذا العالم التكنولوجي السريع كل شخص منشغلاً بنفسه فربما لا يعرف الأهل أفراد العائلة ويقضون عدة سنوات دون اتصال.
العنوسة في مصر
تحتضن لبنان أعلى نسبة للعنوسة وربما يثير هذا الحديث الدهشة لما تتمتع به النساء اللبنانيات من الجمال والأنوثة فتبلغ نسبة العنوسة في لبنان 85% , في حين تبلغ نسبة العنوسة في مصر 45% أي ما يبلغ 8 ملايين لتتساوي مصر في نسبة العنوسة مع المغرب الشقيقة.
نسبة الطلاق في مصر
باتت مصر الأولي عالمياً في نسب الطلاق حيث وصلت نسبة الطلاق إلى 170 ألف حالة في العام الأخير وفقاً للإحصائيات الدولية بالأمم المتحدة، ويرجع السبب الأول في ارتفاع نسب الطلاق إلي تدخل الأهل في حياة الزوجين فهذا يؤدي إلي خلق العديد من المشاكل التي ربما تنتهي بالطلاق.
تيسير الزواج
من أسباب عزوف الشباب عن الزواج الحالة الاقتصادية فمن الصعب في هذه الأيام أن يكون الشاب قادراً على تحمل مصاريف الزواج بمفرده دون مساعدة أهله , أيضا من أخطر الأسباب هي تقليد الغرب حيث أنهم في الغرب لا يقدّرون الزواج ولا يعتبرونه من الأولويات , بالإضافة إلى انتشار المواقع الإباحية والجنسية بالرغم من تنافيها مع الدين والأخلاق وهي أخطر ظاهرة تهدد المجتمع حالياً.
فيجب على المجتمع تعديل فكرة العنوسة التي باتت تشكل خطراً كبيراً على الفتاة وعلى أهل الفتاة أيضاً، وربما يكون تأخير سن الزوج للفتاة خير لها وأصلح لها وأن يريد الله بها خيراً في هذا الوقت.