إن تربية الصقور هي أحد الهوايات المحببة لدى العرب عامة، وبالخليج العربي خاصة، وقد انتشرت بأوروبا والعديد من الأماكن المختلفة حول العالم، وإن تربية الصقور الهدف منها أن تستخدم بالصيد، حيث تستخدم لاصطياد الطيور والأرانب وكافة الحيوانات الصغيرة عامة، واصطياد طير الحبارى خاصة، وطرائد الصيد الأخرى، وتبدأ هذه الهواية باصطياد الصقر أولًا وبعدها يتم تربيته وتدريبه على الصيد، والاعتناء به بشكل جيد إلى أن يكون جاهز لأن يستخدم بالصيد وبعدها تبدأ منفعته، ولكن هذه الهواية ليس أهم ما بها هو الصيد بشكل عام، ولكن الأهم هو العلاقة القوية التي تتكون بين الصقر والشخص الذي يربيه ويدربه على الصيد.
أنواع الصقور المختلفة:
إن للصقور أنواع عديدة، ولكن الأنواع التي يتم اصطيادها بهدف الصيد منها الشاهين، والحر، والباشق، فأنواع الصقور تصل إلى 300 نوع كل نوع مختلف عن الآخر بالوزن والحجم والصفات بشكل عام.
فعلى سبيل المثال: صقر المنتمي لجنوب أفريقيا عملاق الهيئة حيث يصل طول جناحيه إلى 3 أمتار، بالإضافة أنه يزن ما يزيد عن عشرة كيلو جرامات، على عكس صقر المرلين فجناحيه لا يتعدى طولهما ثلاثون سنتيمترًا، ووزنه أيضًا لا يتعدى مائتي جرام.
الطرق المختلفة التي يستعملها الصقر لصيد الطرائد الأخرى:
إن كل صقر يختلف عن غيرة في طريقة الصيد، بالإضافة إلى أن الصقور التي تطير لمستويات عالية تختلف عن الأخريات، فإن الصقر يحلق لمسافة عالية جدًا بالجو منتظرًا فريسته إلى أن يراها فيذهب وراءها ويلاحقها إلى أن يتمكن من إمساكها وبعدها ينقض عليها بسرعة عالية جدًا تصل إلى مائتان خمس وسبعون كيلو متر بالساعة الواحدة.
أما النوع الآخر والذي يحلق في مستويات منخفضة أو يكون قريبًا أكثر للأرض يقوم يقف على غصون الأشجار ليتمكن من تفحص واكتشاف المناطق المحيطة من خلال نظره الحاد الدقيق بشكل كبير، وينتظر إلى أن يلمح فريسته وبعدها يبدأ في الطيران بجناحيه وهو منزلق داخل الأشجار وبعدها يقوم بالانقضاض عليها دون أن تلاحظ وجوده.
ولكن هناك عدة مشاكل تواجه الشخص الذي يقوم بتربية الصقور وتبدأ قبل أن يقوم برؤية الصقر نفسه، حيث أنه من الصعب الحصول على الصقر من الأساس وبالأخص أنه تم تحريم صيد الصقور بالعديد من الأماكن وخاصة عدد من دول بأوروبا، مع أن هذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على الصقور.
إن الصقور سابقًا كانت تعتبر وسيلة من أكثر الوسائل تأمينًا للقوت بالنسبة للعديد من الأشخاص بدولة الإمارات، ولكن في وقتنا هذا أصبحت تربى لكي يقوم الأشخاص بجعلها تشارك بالألعاب الرياضية.
وكان الأشخاص يقومون بتربية الصقور في السابق حتى يقومون باصطياد الطعام لهم كطيور الحباري والأرانب البرية، ولكن مع مرور العصور قل كثيرًا احتياج الأشخاص لاصطياد الفرائس والطعام، ولكن مع هذا لم يقل حب الأشخاص لتربية الصقور، حيث قاموا بتربيتها كلعبة رياضة شهيرة بدولة الإمارات، واليوم وصلت تربية الصقور لذروة ازدهارها حتى أنه تم افتتاح عدد من النوادي خصيصًا لتربية الصقور فقط حتى أنه تم إنشاء عدد من المستشفيات الخاصة بعلاج كل أنواع الصقور الجريحة، حيث أنه توجد العديد من الأمراض التي من الممكن أن يتعرض لها الصقر كالعش وهو عدم القدرة على الإبصار بالليل، وهذا قد يسببه برد بالدماغ، والجدري،وضيق النفس، والسل، والبشم، وعدد من الأمراض الأخرى لذا يجب الاهتمام بصحتها بشكل جيد.
ويبدأ الموسم الخاص باصطياد الصقور ببداية الشتاء بدول الخليج العربي ويستمر إلى أن ينتهي، حيث يقوم الأشخاص بالسفر خصيصًا لأماكن بعيدة بالصحراء للقيام بالصيد، ولكن هواة الصيد أصحاب المستوى المادي الجيد يقومون بالسفر لجبال باكستان والصحاري الإفريقية خصيصًا للقيام باصطيادها، حيث أنهم يقومون بنصب الخيم والمكوث لعدد من الأسابيع حتى يتم الانتهاء من الصيد.
وإن الصقر طائر حاد الذكاء، حيث أنه قادر على التعرف على اسمه، بالإضافة إلى أنه يستطيع أن يميز الصوت الخاص بصاحبه من على بعد مسافات بعيدة، ولكن يجب على مربي الصقر أن ينتبه إلى تصرفاته عندما يقوم بالتعامل معه لأن الصقور لها طبع انفعالي وتغضب بشكل سريع.