يطلق على فن النحت أو فن التمثال أحد الفنون المرئية التشكيلية، فيقوم الفنان بجلب كتلة معينة ليفرغها ويجسمها وينحتها بطريقة إبداعية ليظهر بها فن التجسيم والتمثيل ثلاثي الأبعاد، ليقوم بتحويل كتلة ملموسة إلى شيء مجسم بكل تفاصيله، ويعد فن النحت من أقدم الفنون التي اشتهرت في الكثير من الحضارات المختلفة القديمة فكانوا يستخدموا النحت والتجسيد للتعبير عن تاريخهم ولاستخدامات دينية وسياسية، وقد عرفنا معظم تواريخ الأمم السابقة والحضارات عن طريق النحت بجميع أنواعه، وعرف فن النحت منذ آلاف السنين قبل الميلاد، فنجد نماذج كثيرة من فن الحضارات القديمة باختلاف أشكالهم منها الحضارات الرومانية والحضارات الفرعونية والحضارات اليونانية، فيعد فن النحت من أكثر الفنون انتشارًا وتعبيرًا عن ما يحيط بهم من جو وعادات، فدائمًا كان مقصدهم في النحت التعبير عن النواحي الدينية عن الآلهة المختلفة الخاصة بهم.
أنواع فن النحت:
يختلف فن النحت على حسب أشكاله ونتائجه على حسب الكثير من المقاييس، فيوجد المنحوتات الملونة، وهي عادة ما تكون تحمل اللون الطبيعي للمادة التي نحت الشكل منها، كما أن المواد التي تدخل في النحت كثيرة كالمعادن والصخور والخشب والخزف والفخار والبلاستيك والحديد والآبنوس والعاج والشمع وغيرها من المواد القابلة للتحويل والنحت لتعطي شكل المجسمات، ويلجأ بعض الأشخاص في تشكيل مادة لينة سهلة وسلسلة في التعامل معها والتحويل فيها إلى أشكال مجسمة وتترك لتجف كالصلصال والفخار كما أن يتم طبعه على قوالب مخصصة يصب فيها الجبس أو أي مادة أخرى مخصصة لتظهر شكل التمثال الذي صممه الشخص ويكون كالذي نحت من مادة صلبة، ويعد ذلك فنًا بنائيًا.
النحت المنبسط
يقسم النحت على السطح المنبسط إلى ثلاثة أقسام وثلاثة أنواع، النحت الحفر والنحت البارز والنحت الغائر والنحت شديد البروز والنحت أو كما يعرف بالنحت البارز المجسم، وسمي لذلك حيث تأخذ المنحوتات شكل التماثيل كاملة التكوين والتجعيد والاستدارة، واشتهر بذلك حضارة الرومان والإغريق، وفي الحضارة الفرعونية نجد تماثيل منقرع الثلاثية بحيث يكون الملك فيها واقفًا بين الآلهة حتحور وممثلة الإقليم، واعتبروها مجموعة ممن التماثيل المستقلة وهو اعتقاد خاطئ، ربما لسبب فصلها عن جدران المعابد التي كانت مثبتة عليها لكن في الحقيقة هي منحوتات شديدة البروز.
النحت بين الكامل والمتصل
فتختلف أنواع النحت على حسب كونها نحتًا تمثيليًا كاملًا أو نحت على سطح منبسط، فالنحت المنبسط يأخذ فن تشكيل وتجسيد وحفر على سطح المادة الخام المنحوت منها دون أي انفصال عنها بعد الانتهاء منه فتظل كمثل الخلفية التي يستند عليها المنحوت، وليس من المهم أن يكون السطح مستويًا ممكن أن يكون مقعرًا أو منحنيًا أو محدبًا على حسب رغبة الفنان وتوافر المادة له، ويميز ذلك الفن بأنه يرى من جانب واحد فقط مثل الرسم واللوحات والتصوير، كما يعطي للفنان مساحة للإبداع أكبر، ويستخدم الظل والنور والاختلاف بين الغائر والبارز ليحقق بهم التدرج والظلال ليكون واقعي بشكل أفضل من النحت.
النحت الغائر والبارز
يكون في النحت البارز الأشكال كالرسم على السطح ولكن بطريقة بارزة عنه بنسب بسيطة ويتم تنفيذها عن طريق النحت حول الشكل المراد حتى يتبقى الشكل ويبرز، والنحت الغائر أو الحفر فيتم فيهم حفر الشكل المراد على سطح المادة الخام ويصبح بذلك شكل بارز عنه، ومن أشهر من استخدموا هذا النحت الغائر هم القدماء المصريون.
النحت في العصر الحجري
يرجع تاريخ النحت منذ العصور ما قبل التاريخ منذ سالف الزمن بل وجد حديثًا منحوتات ترجع إلى العصر الحجري القديم والحديث أيضًا، فلقد كانوا أول من أظهر هذا الفن واستخدمه كوسيلة لتسهيل المعيشة والحياة ليس بغرض أنه فن له قواعد ومقاييس جمالية أو حتى للتخليد، ووجد كثير من تلك الآثار في وادي النيل ووادي الرافدين، وتتميز تلك الآثار بالتشابه الذي من الأرجح أن يعود بالشبه إلى الثقافات الإنسانية وشكل الحياة الاجتماعية المحيطة وظروف البيئة حولهم.