مقدمة
ينتج الروماتويد عن التهاب بطانة المفاصل مما يؤدي إلى تكاثر خلايا هذه البطانة وتورمها وزيادة إفراز السائل المفصلي الضار على المفاصل، وقد يمتد هذا الالتهاب انتشارا إلى أوتار العضلات والأربطة المحيطة بالمفاصل، وأحيانًا يؤدي ذلك إلى تلف العظام والغضاريف وتشوهات مفصلية.
أسباب حدوث مرض الروماتويد
يتسبب الروماتويد عن مرض مناعي ذاتي حيث يحدث اختلال في هذا الجهاز، مما يؤدي إلى مهاجمة بطانة المفاصل كأنها أجهزة غريبة عن الجسم، وهذا الاختلال يظهر إلا إذا توفرت بعض الأسباب المؤدية لحدوث هذا المرض.
ولقد أكتشف الأطباء في السنوات الأخيرة أن المكونات الجينية هي من أهم أسباب حدوث المرض، كما توجد أسباب أخرى بجانب هذه المكونات الجينية لكي يختل الجهاز المناعي للمريض، وكلها أسباب ترتبط بالبيئة المحيطة بنا، مثال لذلك تأثير بعض الجراثيم وتأثير النظام الغذائي ووجود بعض الانتكاسات النفسية وغيرها.
أعراض الروماتويد:
يصيب مرض الروماتويد مفاصل الجسم وخاصة مفاصل اليدين والرجلين، وكذلك الذراع الأيمن والأيسر، وقد يتفاقم المرض ويشتد تدريجيا، كما يمكن أن ينشط المرض في فترة ثم يخمد مرة أخرى لدرجة تجعل المريض يظن أنه قد شفي من مرضه.وخلال الفترات التي ينشط فيها المرض يشعر المريض بألم في مفاصله، ويزداد هذا الألم خاصة في الليل ومما يقلق المريض ويجعله يستيقظ مرات متعددة، وفي وقت الصباح تظهر تلك المفاصل المعرضة للإصابة في حالة تيبس بحيث يجد المريض صعوبة في تحريكها وهذا يستغرق حوالي نصف ساعة. وقد يصاحب هذا الألم انتفاخ وارتفاع في حرارة المفصل وأحيانا يتفاقم الالتهاب المسبب للمرض فينتقل من بطانة المفصل إلى باقي المفصل فتتلف العظام والغضاريف وتلتهب الأربطة والأوتار مما يؤدي إلى حدوث تشوهات.
تأثير مرض الروماتويد على الأعضاء الأخرى بالجسم:
قد يشعر المريض قبل إصابته بمرض الروماتويد بعدة أسابيع بأعراض عامة منها:
الشعور بفقدان الشهية ونقص في الوزن.
الإحساس بالتعب والإرهاق الشديد.
إصابة الجلد بما يعرف بالعقد تحت الجلد، ولكنها غير مؤلمة.
الإصابة بجفاف بعض الغدد مثل غدد اللعاب في الفم وغدد الدموع في العين.
التأثير على القلب و الرئتين و الكليتين .
كيف تشخص مرض الروماتويد:
قد يكون هناك صعوبة في تشخيص المرض بشكل و التفريق بين مرض الروماتويد وبعض الأمراض الروماتيزمية الأخرى التي تتميز بالتهاب المفاصل، و لكن بعد بضعة أسابيع أو شهور تتحدد بعض ملامح المرض، ويركز الطبيب في تشخيصه للمرض على الفحوصات في المختبر التي من خلالها يمكن التأكد من وجود التهاب داخل الجسم و تبين لنا حدة هذا الالتهاب، وتشخيص المرض مثل وجود عامل الروماتويد، كما يلجأ الطبيب كذلك إلى الفحوصات بالأشعة التي توضح بدقة تآكل العظام والغضاريف وتبين مراحل تطور المرض.
الوسائل العلاجية لمرض الروماتويد:
أولًا: العلاج باستخدام الجبائر:
يهدف هذا العلاج إلى التخفيف من الضغوطات التي ترهق المفاصل المريضة، و ذلك أثناء الفترات التي ينشط فيها المرض و هذه الجبائر عادة ما توضع في الليل حول المفاصل الملتهبة، ويهدف العلاج الطبيعي إلى المحافظة على دور المفاصل في الجسم وهو يساعد بشكل كبير على تقوية العضلات التي يصيبها الوهن والضعف بفعل المرض.
ثانيًا: العلاج بالأدوية
يعتمد في هذا العلاج على أصناف مختلفة من الأدوية ومنها:
الأدوية المسكنة للألم مثل البرسيتامول والترامادول والكوديين.
الأدوية المضادة للالتهاب المشتقة من الكورتيزون و هي عقاقير فعالة في تسكين الآلام، ولكن لها أعراض جانبية منها ترقق العظام، وارتفاع السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك زيادة الوزن وتقلبات المزاج وغيرها من الأغراض الجانبية الأخرى.
الأدوية المضادة للالتهاب الغير المحتوية على الكورتيزون إلا أنها لها أعراض جانبية مثل قرحة المعدة و النزيف الدموي في الجهاز الهضمي وحدوث قصور في وظائف الكلى، لذلك يجب استشارة الطبيب عند تناولها.
ثالثاً: الـعــلاج الــجــراحــي:
تتطور جراحة الروماتيزم بشكل موازي للتقدم الذي عرفه العلاج الدوائي، ويهدف الجراحي على عدة أهداف منها:
استئصال بطانة المفصل الملتهبة والمتورمة إذا فشلت العقاقير في علاجها.
ترميم الأوتار والربطة بهدف تخفيف الألم.
استخدام مفاصل اصطناعية مثل مفاصل الركبة والكتف.
ويلاحظ أن تطور الجراحة قد مكن الكثير من المرضى من التغلب على بعض الإعاقات والتشوهات المفصلية.