تمر الأيام بنا يوماً بعد يوم ويتضح وجود وحشاً كبيراً بيننا إلا وهو النفس، هي ذلك العدو الكبير الذي يحول دون الوصول إلى غايتنا فكيف نصل إلى ما نرمي إليه ومازال العدو أمامنا، البذرة التي زرعناها نحصدها يوماً بعد يوم في جميع ما نعانى منه في حياتنا وتأخر في الوصول إلى غايتنا، نرى تلك المشاحنات بين أفراد الأسرة الواحدة وأخاً يقتل أخاه وتساؤلات كثيرة تطرح لما كل هذا هل هو سوء التربية أما غياب الوعي أما قلة الإيمان أما هي النفس وماهي النفس وهل هي أنواع وكيف نصل إلى نفس متوازنة لنحقق جميع ما نطمح إليه تسأولات كثيرة تطرح بدون إجابة.
ولكن ما هي النفس أختلف العلماء في تحديد ماهية النفس وهل هناك اختلاف بين النفس والروح أما أنهما وجهين لعملة واحدة ولكن استقرت الآراء على أن النفس والروح هما شيئاً واحدا حيث عندما نرى أشخاص إيجابيون فنقول هؤلاء روحهم طيبة أو أنفسهم جميلة فالنفس هي كل ما بداخلك من غضب أو رضا أو سخط أو شهوة أو راحة هي تبرز واضحة في كل سلوكيات وتصرفات الفرد وتجعل الآخرين يتركون الانطباع الجيد أو السيئ عن الشخص لذلك كما يقولون ” النفس هي المدخل أو المخرج إلى قلوب الآخرين”.
والنفس أنواع ويجب معرفتها جيداً إذا أردنا أن نعرف السبب وراء تأخرنا أو عجزنا عن الوصول إلى غايتنا، فهناك النفس الأمارة بالسوء تدفع الفرد إلى المعاصي والمنكر وارتكاب الأخطاء والشعور باللذة والنشوة بفعل ذلك كما ورد في سورة يوسف ” وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ” ،النفس اللوامة وهي تلوم صاحبها لارتكابه الأخطاء
فهي بمثابة الصوت اليقظ في الإنسان، النفس المطمئنة هي تلك النفس التي ينعم صاحبها بالاطمئنان والشعور بالراحة، النفس الراضية هي مرحلة أعلى من الاطمئنان يرضى صاحبها بكل شيء مهما كان خيراً أو شّر بل أنه يحمد الله دوماً دون سخط أو اعتراض على قضاء الله، النفس الملهمة هي مرحلة أعلى حيث يتميز صاحبها بالنضج والوعي والاستقرار والاستسلام التام وطاهرة من المعاصي والذنوب.
ويجب أن نرتقي بأنفسنا ونتغلب على بعض العادات والتقاليد السيئة التي تجلب لنا أضرار نفسية بل وتضر النفس البشرية ونسعى لتحقيق أعلى مراتب النفس السليمة والتي تنقلنا إلى السعادة في الدنيا والسعادة ورحمة الله في الآخرة.
نحن نريد السعادة ولكن لا نفعل من أجلها شيء ونطمح بالنجاح والتميز ولكن كيف ونحن لم نعرف أنفسنا بعد ونترك الآخرين يتحكمون في مسار حياتنا وأن السبب وراء كثير من الضغينة والمشاحنات والغضب هي نفس لم ترعى بالاهتمام وشخص ظلم نفسه وهو أشد أنواع الظلم أن تشحن نفسك بالذنوب وتعاقبها كثيراً وتنساها ولا تهتم بها وتمر معك بأصعب الأوقات ولكن أنت ترهقها دوماً وتدع المشاكل والأحزان تتراكم فيها لذلك الحل لتحقق هدفك وتصل بنفسك إلى الرضا والسكينة عليك بأن تهتم بنفسك وثق بأن لا نجاح يأتي بشخص لا يبالي ويظلم نفسه فكن لطيفاً ورفق بنفسك لتحقق النجاح