تشتهر مصر شهرة كبيرة بحضاراتها المتنوعة، ومن أهم هذه الحضارات التي مرت على مصر الحضارة الفرعونية، تركت تلك الحضارة لمصر العديد من الآثار والإنجازات ومن أهم هذه الآثار الأهرامات، حيث أن مصر تشتهر بأهراماتها الثلاثة والتي تم تشيدها منذ العديد من العثور، ويرجع عصر تشيد هذه الأهرامات إلى عصر الحضارة الفرعونية القديمة، ونجد أن هذه الأهرامات تتميز بثباتها وقوة بنائها وقدرتها على تحمل جميع الظروف البيئية المناخية الصعبة التي قد تطرأ عليها، فاستطاعت مقاومة كل الظروف المناخية القاسية على مر العصور حتى يومنا هذا، وبنيت هذه الأهرامات ليكون أكبرها هرم خوفو، ويليه هرم خفرع، والأصغر هرم منقرع، وقد تم تسمية هذه الأهرامات كل منهم باسم الملك الفرعوني الذين دفن بها.
الغرض من بناء الأهرامات:
منذ قديم الزمان اعتقد المصريون القدماء بعض الاعتقادات الإيمانية، كانت من ضمن هذه الاعتقادات اعتقادهم في البعث والخلود، حيث أنهم اعتقدوا أن هناك حياة أخرى بعد الموت، فعندما يموت الإنسان تعود إليه الروح مرة أخرى بعد دفنه، فيعود الميت ويتمتع بحياة أبدية في قبره، ومن هذا الاعتقاد قام الفراعنة في عصر الحضارة الفرعونية بتشييد الأهرامات لخدمة هذا الاعتقاد، حيث صممت الأهرامات لتكون مقابر ضخمة للملوك الفراعنة، فيتمتعون بحياتهم الأبدية بعد الموت فيها، وكانت هذه الأهرامات تحتوي على كل ما يحتاجه الملوك في حياتهم الأبدية، سواء كان طعام أو شراب أو ملابس ومجوهرات وأساس وغيرها من الأشياء التي كانوا قد اعتادوا عليها في حياتهم، كما أن جدران هذه الأهرامات قد زُينت من الداخل بالرسومات التي تدخل السرور والبهجة على روح الميت بعد عودتها للحياة الأبدية.
كيفية بناء الأهرامات:
قد قدم العلماء والمؤرخين تفسيرين متناقضين حول كيفية بناء الأهرامات، لكل تفسير أسسه التي أعتمد عليها، وهذين التفسيرين كما يلي:
التفسير الأول:
يقول العلماء الذين قدموا هذا التفسير أن المصريين القدماء في عصور الحضارة الفرعونية قد قاموا بتقطيع الصخور والأحجار التي تم استخدامها في أعمال البناء من منطقة صخور الصعيد، وأنه قد تم تقطيعها لتكون ذات أحرف ناعمة مستقيمة، وهذا من أجل جعل عملية التصاق الصخور ببعضها البعض سهلة دو الحاجة إلى الأسمنت أو أي مواد لاصقة أخرى، بل كان يتم لصق الأحجار عن طريق الضغط الجوي الحادث بين الحجارة، حيث يتم تفريغ الهواء من بينها فتلتصق ببعضها البعض، ويقولون أيضاً أنه تم نقل هذه الحجارة من الصعيد إلى الجيزة حيث بنيت الأهرامات عن طريق سفن كبيرة تعبر نهر النيل من الصعيد وحتى الجيزة، وحيث أن هذه الصخور ثقيلة جدا فقد يبلغ وزن الصخرة 50 طن، قام المصريون القدماء بربط هذه الصخور أسفل السفن بحيث تكون عائمة في الماء، فينعدم وزنها تحت الماء وهذا يسهل عملية نقل الصخور، ويقول العلماء أيضاً في هذا التفسير أنه تم رفع هذه الصخور إلى أعلى الأهرامات أثناء البناء عن طريق عمل جبال رملية بجانب الهرم عالية الارتفاع ومنحدرة، وتم سحب الصخور على هذه الجبال بواسطة حبال، وذلك بعد وضعها على لوح خشبي أعلى الهرم. وكان هذا رأي العلماء الأول.
التفسير الثاني:
ظهر بعض علماء التاريخ المشككون في التفسير الأول، وقد لجأ هؤلاء العلماء إلى اعتقادهم بأن الصخور والأحجار المستخدمة في عمليات بناء الأهرامات قد صنعت وصبت في أماكنها داخل تكوين الهرم، فهم رفضوا فكرة أن الحجارة تم تقطيعها من جبال بعيدة ونقلها من مكان لآخر، بل قالوا أن المصريين القدماء كانوا يعرفون طريقة لصنع هذه الأحجار، وذلك باستخدام المواد الطبيعية المحيطة بهم، بعد إضافة بعض الكيماويات البسيطة إليها، فتنتج عن هذه الخلطة الصخور، وتشبه هذه الصخور الصخر الطبيعي في قوة ومتانته، ولديها أيضا نفس قدرة تحمل الأوزان الثقيلة للصخور التي كانت تضع فوقها، واعتمد العلماء في هذا التفسير على العظمة العلمية والفكر المبدع لدى المصريين في هذه العصور.
وتقف الأهرامات الآن لتكون خير شاهداً على عظمة الحضارة الفرعونية المصرية القديمة.