هل طلب منك أحد الأشخاص يوماً ما أن تقوم بتقديم خدمة أو معروفاً، وبعد أن أديت هذه الخدمة أو هذا المعروف على أكمل وجه، لم يقم هذا الشخص بتقديم الشكر والامتنان إليك؟ حتماً شعرت وقتها بالاستياء من موقف هذا الشخص بل ووصل بك الأمر أنك قلت أنه ناكراً للجميل، فما شعرت به ما هو إلا أمراً طبيعياً لأن تقديم الشكر يُعد أمراً واجباً، كما أنه ليس أمراً مؤثراً في الشخص القائم بالخدمة، بل إن أهمية الشكر و الامتنان تكون للطرفين على حد سواء.
أهمية الشكر و الامتنان للشخص القائم بالمعروف:
تكمن أهمية الشكر و الامتنان لهذا الشخص، في كونه شخصاً عندما قام بأداء خدمة ما إلى أحد الأشخاص، ما كان منه هذا الفعل إلا لمساعدة من حوله، ودائماً ما تجده يقوم بأداء الخدمة على أكمل وجه مما يضطره إلى بذل مجهوداً إضافياً؛ فهو حقاً عندما كان يقدم هذه الخدمة ما كان ينتظر الشكر، ولكنه قام بهذه الخدمة حتى يساعد من حوله ويسعدهم، ولن يشعر أن خدمته هذه مُجدية إلا إذا قام الشخص الذي ساعده بتقديم الشكر والامتنان له، وبهذا يتضح أن تقديم الشكر للشخص القائم بالمعروف يُعد مقابل ما قدمه؛ فإذا كان هذا المقابل بخس شعر وكأن ما قدمه لا قيمة له، أما إذا كان هذا المقابل ثميناً شعر بقيمة العمل الذي قدمه للآخرين، كما أن الشكر والامتنان يجعله قادراً على العطاء بشكل أفضل.
أهمية الشكر و الامتنان للشخص المقدم إليه الخدمة:
يعود الشكر والامتنان على صاحبه بنفع أكبر من ذلك العائد على الشخص الذي قدم له الشكر، ويؤكد ذلك أن كثير من علماء النفس اهتموا بهذا الأمر، وأكدوا على أهميته ومنافعه على الشخص المؤدى له:
- الشكر يعمل على منح مؤديه طاقة إيجابية تجعله قادراً على تخطى مشكلات كثيرة، ما استطاع تخطيها دون هذه الطاقة الإيجابية.
- الشكر يعمل على منح مؤديه أيضاً قوة كبيرة، تجعله قادراً على تذليل الكثير من العقبات التي تواجهه في حياته والتي من شأنها أن تعرقل نجاحه.
- كما أن الشكر من شأنه أن يزيد من معدل سعادتك، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية في الطب النفسي؛ فأفادت هذه الدراسة أن الشكر من شأنه أن يبعد عن مؤديه الاكتئاب والملل والحالات النفسية التي تصيب الكثيرين.
- كما أن الشكر يستطيع من خلال الطاقة الايجابية التي يمنحها إلى مؤديه، أن يزيد من قدرته على الإبداع في مختلف أنحاء حياته اليومية.
- أثبتت دراسات طبية نفسية حديثة، أن الشكر يعمل على إزالة اضطراب النوم وينظمه، كما أن الشكر يجعل مؤديه شخصاً متفائلاً مُحباً للحياة وراغباً فيها.
- وبعد كل ذلك، فإن كان الشكر قادرا على خلق شخص ناجح في معظم أمور حياته، فأهلا بالشكر وأهلا بالامتنان.
أهمية الشكر و الامتنان للشخص الشاكر لربه:
ولكن لن تقف الأهمية العائدة من الشكر والامتنان على مؤدي هذا الشكر، عندما يؤديه أو يقدمه إلى أحد الأشخاص فحسب، بل أن هذه المنافع تعود عليك إذا أديت الشكر لربك مرات كثيرة بشكل يومي، فدائما ستشعر بأن حالك وما أنت فيه أفضل من غيرك، وبالتالي ستشعر بالرضا الذي من شأنه إصلاح وتغيير شكل حياتك بالكامل.
لذا عليك بأن تقدم الشكر والامتنان لكل من حاول أن يساعدك في أحد الأيام، حتى لا تبخس قيمة ما قام بفعله من أجلك، وحتى تشعر أنت بالرضا وتصبح شخصاً قوياً وناجحاً وأكثر سعادة.