غلاء المهور وسلبياته

يعتبر غلاء المهور من أكثر المشاكل التي يواجهها الشباب التي قد تؤثر بالسلب عليهم من الناحية النفسية والاجتماعية، مما تجعله لا يرغب في الزواج ويبتعد عنه  بشتى الطرق مما يؤدى إلى انتشار العنوسة بين الشباب وأيضاً الفتيات.

مشكلة غلاء المهور

فعندما يكون الشاب في بداية حياته وأول عمرة ويريد أن يتزوج كما يفعل أي شاب آخر ويتقدم إلى فتاة ويفاجأ الشاب بعد مقابلته لأهل الفتاه بمطالب غريبة وصعبه بالإضافة إلى غلاء المهور التي يطلبوها حيث تكون غالية بدرجة كبيرة لا يستطيع شاب في بداية حياته أن يدفعه، بالإضافة إلى أنهم يلزمونه بتكاليف أخري مع دفع المهر من شبكة وتأثيث منزل من أثاث وخلافه وأيضاً مصاريف زفاف وما إلى ذلك فيحدث له بعد هذه المقابلة صدمة كبيرة ويسأل نفسه السؤال المنطقي من أين لي أن أحضر كل هذه المطالب وأنا في بداية حياتي؟ وبالطبع لا يجد إجابة شافية عن هذا السؤال الذي يدور في خاطرة .

وبعد ذلك يظل يبحث عن العروسة التي ستقبل بإمكانياته المحدودة وربما يقابلها أو تطول فترة البحث دون جدوى، والغريب في الأمر أن غلاء المهور يزيد سنة تلو الأخرى.

غلاء المهور وسلبياته

غلاء المهور وسلبياته

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى زيادة المهور؟

يعتبر السبب الرئيسي في غلاء المهور هو أهل الفتاه حيث أنهم يكونوا خائفين على مستقبل بناتهم ويحاولون أن يطلبوا طلبات من شأنها من وجهه نظرهم أن تضمن لها مستقبلها سواء من غدر هذا الشاب الذي سيصبح زوجها أو حتى من عقبات الحياة المادية التي سوف تواجهها وخاصة إن أنجبت منه أولاد فيما بعد، مما يدفعهم إلى زيادة الطلبات المطلوبة من العريس على طريقة المثل الشعبي “الغالي ثمنه فيه”، الأخذ بآراء الناس حيث أن من تطلب مهر كثير يعتبرونها مقدرة من جانب العريس ويتباهون بالأشياء التي أحضرها لها هذا العريس أما إذا  احضر لها أشياء بسيطة فإنها تقل في نظرهم ويبدؤون بالغمز واللمز عليها مما يعرضها للقيل والقال ولكي يتجنب الأهل كل هذا فإنهم يطلبون طلبات كثيرة وذات تكلفة عالية مما يؤدى إلى غلاء المهور على الشباب، وقد يتماشى غلاء المهور مع الحالة الاقتصادية التي تعاني منها البلد من حيث غلاء الأسعار الذي يجعل من الطلبات التي يطلبونها في نظر الشباب غالية ولكنها في الحقيقة تتناسب مع الوضع الحالي ولكن لا تتناسب مع الحالة المادية للشباب.

ما هو الحل المناسب لمشكلة غلاء المهور

يكمن الحل لهذه المشكلة من خلال التثقيف الديني والوعي به حيث أن المهر قد اقره الشرع للزوجة وهو من حقها ولكن ليس معني ذلك أن نقوم بطلب أشياء لا يستطيع الشباب عليها من الناحية المادية والتي من شأنها أن تعجزه وخاصة أنه في أول حياتهم ومن غير المناسب أن نرهقهم ماديا، ولذلك كان لزاما علينا أن نوضح لهم وخاصة أهل الفتاة أن الدين لم يأمر بذلك حيث أن هناك من الأمثلة الكثير التي تشير إلى ذلك في الإسلام مثل الفتاة التي لم تطلب مهر سوى حفظ العريس للقرآن مقابل الزواج وأخرى قبلت بالزواج مقابل أن يعلها أية من القرآن، وأيضاً يجب على الأهل أن يفكروا في مستقبل ابنتهم فيمكن أن يحاول الشباب تلبيه هذه المطالب بطريقه أن يقوموا باقتراض أموال وبعد الزواج تبدأ رحلة الوفاء بهذا الدين مما سيؤدي إلى حدوث مشاكل لا حصر لها بين الزوجين مما يمكن أن يدفع الزوجين في بعض الأحيان إلى الطلاق،وأيضاً يجب أن يعرف كل أب وأم أن ذلك يمكن يؤدي إلى مشكلة العنوسة حيث أن ابتعاد الشباب عن الزواج سوف يرفع من سن الزواج وذلك يكونوا قد ظلموا ابنتهم بدلا من أن يضمنوا لها الحياة الكريمة .

ولذلك وجب على الأهل وأيضا المجتمع أن ينظروا نظرة سطحية للزواج على انه أشياء مادية فالسعادة ليست بالمال فقط وإنما يمكن أن تأتي بحياة بسيطة في بادئ الأمر ثم يوسع الله عليهم فيما بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *