بالتأكيد عندما يدور الحديث عن أفضل الأنظمة التعليمية الموجودة في العالم، فسوف يتبادر لذهنك للوهلة الأولى أن أفضل نظام تعليمي موجود حالياً سيكون في الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا أو على الأقل بدولة أوروبية متقدمة كألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ حيث أن القائمة التي تضم أفضل أنظمة تعليمية في العالم حاليا تحتل صدارتها أربع دول من آسيا، ثم تأتي بعد ذلك دولة أوروبية وهي دولة فنلندا وهذا ما سوف نتناوله في موضوعنا هذا.
أفضل الأنظمة التعليمية في العالم
يأتي أفضل نظام تعليمي في دولة كوريا الشمالية ثم تليها كلا من اليابان وسنغافورة وهونج كونج ثم في المركز الخامس فنلندا وبعدها المملكة المتحدة وكندا وهولندا ثم أيرلندا وبولندا.
الحديث عن النظام التعليمي في دول آسيا سوف نخصص له وقت أخر للحديث عنه لما له من تجربة فريدة، هذه التجربة لابد من تطبيقها في بلادنا من أجل النهوض الشامل على جميع المستويات الفكرية والاقتصادية والسياسية وغيرها.
نبذة بسيطة عن دولة فنلندا
فنلندا دولة أوروبية في الشمال تحيط بها كلا من السويد غربا والنرويج شمالا وروسيا شرقا واستونيا جنوبا، كانت قديماً جزء من السويد لكنها تمتعت بالحكم الذاتي في عام 1809.
لماذا النظام التعليمي في فنلندا يعتبر الأفضل؟
هناك العديد من الأسباب التي جعلت من دولة صغيرة من حيث المساحة كدولة فنلندا تتقدم على دول كبيرة وعريقة من حيث نظام التعليم، فعلى الرغم من أن فنلندا لن تسمع عنها كثيراً سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، ولكنها ركزت اهتماماً كبيراً على تطوير النظام التعليمي من أجل الوصول به لتلك المكانة العالمية وبالفعل وصلت للمركز الأول في عام 2015، ولذا سوف نستعرض بعض تلك الأسباب:
- العملية التعليمية جزء من الثقافة الفنلندية: فلك أن تعلم أن الهوية الفنلندية حديثة العهد بدأت في القرن التاسع عشر بداية مع الاستقلال عن السويد، ولكن جزء من تلك الثقافة والهوية يعتمد اعتماد أساسي على احترام التعليم وكونه جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعب الفنلندي.
- المنظومة التعليمية شديدة التعقيد: فليس من السهل أن يصبح أي شخص جزء من المنظومة التعليمية كواضعي المناهج أو المدرسين، فلابد أن يتمتع في المقام الأول والأخير بالموهبة والتعلق بتلك المهنة، والقدرة على الإبداع والحصول على درجة الماجستير على أقل تقدير، ويتم اختيار نسبة بسيطة والتي تعتبر الصفوة في هذا المجال.
- معدل الالتحاق بالجامعات الأعلى على مستوى العالم: على الرغم من أن فنلندا أقل إنفاقاً على طلاب الجامعات مقارنة بأمريكا، ولكن معدل تقدم طلبة المدارس العليا للالتحاق بالجامعات يعتبر أعلى بكثير مما هو موجود في أمريكا، نظراً لأن النظام التعليمي يجعل من تلك العملية هدفاً للطلاب بجميع المراحل التعليمية.
- العدل والمساواة بين الجميع: ينبغي أن تعلم أن هذا الشرط فقط لو تم تطبيقه على باقي مجالات الحياة فأنها بلا شك ستنجح وتتفوق بشكل باهر، وفي فنلندا تحديدا تعمل جميع المدارس وفقاً لأهداف قومية محددة، فعلى سبيل المثال لا يتم تقسيم المدارس هناك مهما كان مكانها سواء في الريف أو المدن، وكذلك تمويل تلك المدارس يتم بنفس الكيفية في المناطق الفقيرة أو الغنية، لذا لن تجد أن هناك تقسيمات للمدارس.
والجدير بالذكر أن هناك العديد من الأسباب الأخرى كالعلاقة القوية بين الطالب والمعلم، والاهتمام الشعبي والسياسي بالنظام التعليمي ووضعه في الأولوية الأولى، غيرها من الأسباب التي جعلت النظام التعليمي في فنلندا يعتبر درس ونموذج يجب أن نحتذي به.