نتكلم في هذا الموضوع عن أشهر وأغلى وأقيم نبات على مستوى العالم، حيث يعد الزعفران باهظ الثمن ولا يستطيع شرائه الكثيرين منا، حتى أن بعض الناس يقوموا بغش الزعفران وبيع ورق العصفر على أساس أنه الزعفران، لأنهما قريبان من الشبه بطريقة كبيرة، ولكن شتان بين هذا وذاك.
ويكمن سر ارتفاع سعره إلى أن تجميع 5000 زهرة من زهور الزعفران تعطي فقط 30 جرام من الزعفران، وتشتهر إيران وإسبانيا وكشمير بزراعة الزعفران، وتوجد بعض الدول الأخرى التي تقوم بزراعته مثل اليونان والمغرب وإيطاليا، ويوضع الزعفران على بعض أطباق الحلويات ليعطيها لون ذهبي رائع وطعم مميز ورائحة جيدة جداً.
بدأت زراعة وإنتاج الزعفران في القرن العاشر الميلادي في بلاد فارس، وهناك أنواع أخرى تزرع أيضاً في إيران وفي كردستان، ويزرع أيضاً في بورما والصين، وقد عثر أيضاً على الزعفران في مخطوطات المصريين القدماء الذي كُتبت باللغة الهيروغليفية، وعرفه أيضاً الإغريق في العصور القديمة، وحالياً تعد إسبانيا أحد أفضل دول التي تقوم بزراعة الزعفران، حيث يوضع على خلطة من الأرز وبعض المأكولات البحرية والتي تسمى “بقية”
فوائد الزعفران الطبية والمفيدة
الاستخدام الأكثر للزعفران هو وضعه على بعض الأغذية والأطعمة لكي تعطي مذاق ورائحة ولون غاية في الروعة والجمال، ولكن في الحقيقة أن الزعفران يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة والتي تمنح جسم الإنسان فوائد جمة منها:
يحتوي الزعفران على بعض الزيوت الطيارة المفيدة مثل زيت بينين وزيت سينول وغيرهما، والتي تعطي نكهة فريدة للطعام، وغير الزيوت يوجد أيضاً مركبات غير طيارة مثل مركب الكاروتينيود والتي تعتبر من ضمن المواد المضادة للأكسدة، والتي بدورها تقوم بمحاربة الجذور الحرة الضارة، والتي تكون سبباً في الكثير من انتشار الأمراض في جسم الإنسان.
ويستخدم الزعفران في الطب البديل كمنشط جنسي ومحفز للأعضاء التناسلية للقيام بعملها بشكل صحيح، ويوضع الزعفران في كبسولات، ويستخدم للحد من حالات الأرق والمساعدة على النوم وقلة الأرق، وفي الطب الحديث يدخل الزعفران في علاج القلب وضعف الذاكرة، والوقاية من بعض أنواع السرطانات.
وعندما يوضع الزعفران في الماء يذوب ويعطي مادة برتقالية غامقة هي مادة الكاروتين، والتي لها لون ذهبي تدخل في علاج بعض الأورام، ويقوم أيضاً بتحفيز عمل الجهاز المناعي وينشط عضلة القلب، وقد أجريت بعض الأبحاث في دولة المكسيك على الزعفران ووجد أن له فاعلية وتأثير على منع الخلايا السرطانية من النمو.
ويعد البوتاسيوم الموجود في الزعفران مصدر هام لتحسين عمل الخلايا وإصلاح التالف منها، ويعالج أيضاً ارتفاع ضغط الدم وحماية القلب من الأمراض، ويلعب دور في تحفيز عمل الخلايا المسئولة عن الحد من الاكتئاب والتوتر والقلق، ويحتوي أيضاً على بعض المواد التي يكون لها دور فعال في منع تصلب الشرايين والمخ أيضاً، بسبب مادة مكتشفة مؤخرا تسمى “كروسين” والتي تؤثر تأثير إيجابي على تحسين عمل الدماغ.
وفي دراسة إيطالية حديثة أجريت على الزعفران وجدوا أن الزعفران له فائدة في إصلاح بعض مشاكل الإبصار ورفع كفاءة العين، وأثبتت الدراسة أيضاً أن الزعفران ليس فقط معالجاً لحالات العمى، بل يحد من بعض الأخطار التي قد تكون مسببة لمشاكل العينين أو التي تكون في طريقها لإصابة العين بضرر، وقد تم إعطاء بعض المرضى الزعفران، وجدوا أنه كان سبب في علاج خلايا الإبصار المصابة.