من الأمور الهامة في حياة المسلم والتي تعتبر من أهم أسباب التقرب إلى الله هي الصحبة الصالحة والتقرب من الأشخاص الصالحين والدينين، فربما يأتي وقت على المسلم ويكل فيه ويمل ولا يجد في نفسه النشاط في العبادة ويجد بعض الفتور بل ربما يصل الأمر إلى الانتكاسة الدينية عافانا الله وإياكم.
وهنا يأتي دور الصحبة الصالحة التي تنجي المسلم من الشرور في الدنيا والحفاظ عليه من العذاب يوم القيامة ولكن كيف ذلك؟ كيف أن شخصاً ما يساعد شخص آخر على الفوز بالجنة والفوز بالتقرب إلى الله وهذا ما سنتحدث عنه في هذا الموضوع.
الصحبة الصالحة سبب الوقوف في ظل عرش الرحمن
يوم القيامة له أسماء عديدة وكل اسم يعني معنى شديد عن غيره حيث يوم القيامة كخمسين ألف سنة من أيام الدنيا كما قال الله تعال (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) وهو يوم شديد الحر حيث تدنو الشمس فوق الرؤوس بمقدار قريب جداً ولا ظل يوم القيامة إلا ظل عرش الرحمن عز وجل.
ومن أسباب أن يظلك الله تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله هو الحب في الله وفي جزء من الحديث الصحيح الذي يوضح السبعة الذين يظلهم الله تحت عرشه يوم القيامة ( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه ثم افترقا عليه) وهذا بيان واضح وصريح بأن الرجلين كانا صالحين وكانا يحبوا بعض في الله لا لمصلحة دنيوية عندما تنتهي يتفرقا عليها ولكنه الحب في الله والذي يأتي من الأصحاب الصالحين.
فوائد الصحبة الصالحة والتقرب من الصالحين
إعانة المسلم على العبادة والطاعة
الكثير منا إن لم يكن أغلبنا يأتي عليه وقت ويتكاسل في العبادة بعض الشيء ويأتيه فتور في العبادة وقلة الهمم في الطاعة وإن لم يجد المسلم صديق صالح يأخذ بيديه ويذكره بالله في هذه الحالة سيصعب الأمر عليه ويشتد بل وربما يظل فترة طويلة على هذه الحالة إن لم يجالس ويصاحب الصالحين، بل ربما يقع في فتنة أصدقاء السوء الذين ينتظرون هذه الفرصة ويثبطوك عن العبادة والطاعة فالصديق الصالح يذكر بالصلاة في جماعة المسجد إذا تخلفت وعلى حضور مجالس العلم إذا عُقدت هذه المجالس وبالاعتكاف في شهر رمضان الذي هو مدرسة وحده ومنبع الخير من الأصدقاء الصالحين ومجالستهم.
الإخلاص في المعاملة
إذا مرت عليك مشكلة في يوم من الأيام أو صادفت ضيقة من ضيقات الدنيا فبكل تأكيد الصديق الصالح هو الذي تراه يقف بجانبك ويخلص في المعاملة معك ولا يتركك في شدة إلا ويخرجها منك أو على الأقل يساعدك في الخروج من المشاكل لأنه الحب في الله والصديق الصالح يعمل لله دون أي نوع من أنواع المقابل فتراه وقت المواقف الصعبة يذكرك بالله بالآيات والأحاديث التي أمرنا بها الله ورسوله عند المصائب والشدائد.
سبب من أسباب حلاوة الإيمان
حلاوة الإيمان ولذة الطاعة لا تجدها مع أي شخص غير الأصدقاء الصالحين وصحبتهم، فالجلوس معهم إما الحديث عن الأمور الدينية والقصص والسير والرائعة وإما الكلام عن الجنة وما فيها من نعيم مثلاً وتجد هنا لذة الطاعة التي كان يشعر بها الصحابة عندما يتكلم معهم النبي صلى الله عليه وسلم معهم مع الفرق في درجات الإيمان بكل تأكيد، أو على الأقل لا يتكلمون معك في كلام يغضب الله عز وجل.