دعا سيدنا سُليمان ربه جل وعلى بمُلك لا ينبغي لأحد من العالمين من بعده، في قوله تعالي ” ربِ اغفر لي وهَب لي مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي ” (آية 35 : سورة ص) ربنا استجاب لدعوته ورزقه بدل الميزة مزايا كثير.
- سخّر له الجن ليكونوا تحت طوعه، يأمرهم ببناء القصور والقدور الضخمة، ويستخرجوا له اللؤلؤ من أعماق البحار والياقوت والمرجان، في قوله” ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملاً دون ذلك “
- سخّر له الرياح لتكون تحت أمره، يقدر على تحريكها أينما كان يريد، في قوله : ” ولسليمان الريح عاصفةً تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها) ,, (فسخّرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب “.
كيف مكنه ربه من استخدام الرياح ؟
كان يمتلك سيدنا سُليمان بساط خشبي عريض، كان يصطف فوقه هو وجنوده، ويأمر الرياح أن ترفعهم جميعا، وتذهب بهم للمكان الذي يتجه إليه، بسرعة هائلة.
- وقد أنعم رب العالمين على سيدنا سُليمان أيضاً، ومكنه من إسالة النحاس، مثلما أنعم على أبوه داوود من قبله يوقد ألان له الحديد أي ــ جعله ليّن ــ فكان سيدنا سُليمان يستفيد من النحاس المُذاب في أمور كثيرة في الحرب أو في السلم و تعمير البلاد.
- ويذكر هنا في حادثة النملة الشهيرة التي لم نتطرق لها اليوم بتوسع لشهراتها قد ذكر العُلماء يُفسرون مدى بلاغة عقل هذه النملة وفصاحتها.
حيث قالت يا) أداة للنداء) أيها النمل (نبهّت النمل) ادخلوا (أمرَت النمل) لا يحطمنكم) نَهت وعللت السبب للنمل) سليمان (حددت للنمل) وجنوده (عممت) وهم لا يشعرون) اعتذرت وبررت لسُليمان وجنوده لجميع النمل)
وهُنا أدرك سيدنا سُليمان نعمة الله عليه فوراً و دعا في قوله تعالي “ربِ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وان اعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين “
- كان يمتلك جيش عظيم يتكون من بشر وجن وطيور وكان يعرف لغتهم،سيدنا سُليمان كان حاكم عادل ومُنضبط كل يجري عنده بنظام، ومن يخترق هذا النظام يُعاقب، وبعد حياة مليئة بمعجزات وخوارق مثل حياة سيدنا سُليمان، كان ينبغي لوفاته أن تكون على نفس القدر من القيمة والعظَمة.
فكان واقفا يُراقب الجن وما يصنعون من تشييد البناء، وحان موعد وفاته، فقُبضت روحه، لكن جعل الله جسده واقفا بنفس الوضع، مستند على العصا، ولم يدرك أحد من المخلوقات المُسخرة له بموته واستمر الجن في عمل شاق لأنهم مدركين أن سيدنا سُليمان يُراقبهم بعد، بعد فترة طويلة من الزمن، جاءت نملة تتغذي على أكل الخشب، وشرعت في أكل عصا سيدنا سُليمان.
بعد أيام من أكلها للعصا، أختل توازن جسد سيدنا سُليمان فوقع على الأرض، وحينها أدرك جميع الجن والمخلوقات بموته، وكان هذا أكبر دليل من الله بأن الجن لا يعلمون علم الغيب، في قوله سبحانه و تعالى” فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ” (آية 14 : سورة سبأ)