قصة قوم يأجوج ومأجوج وبيان صفاتهم

يأجوج ومأجوج ليس اسم لشخصين مثلما يبدو لبعض الناس، بل قبيلتين من نسل يافث ابن نوح، كلمة” يأجوج “مشتقة من أجيج النيران، وتوهجها الشديد، أما عن كلمة” مأجوج “فتعني الماء الأجاج أي المياه شديدة الملوحة، ويُقال هي كلمة مأخوذة من أجاج الماء، أي ماج الماء واضطرابه، واسم القبيلتين خير دليل على غلظة طباعهم، وكانت ملامحهم مختلفة عن ملامح البشر العادي، لديهم وجه عريض ومُسطح وممتلئ، وأعين صغيرة، وشعر أسود مائل للحمرة، وكانوا يتمتعون بقوة وشدة هائلة.

كانوا يفسدون في الأرض، ويلحقون الضرر بكل القبائل الأخرى المجاورة لهم، نتيجة لقوتهم الجسدية، فاعتادوا على الهجوم عليهم مرة كل سنة، يسلبون منهم كل خيراتهم، ويقتلون عدد كبير ويصيبون البعض الأخر بالأذى وخلال سنة أخرى يهجموا عليهم بعد منحهم الفرصة لتعويض خسارتهم في السنة المدبرة، ليكملوا مسيرتهم من قتل ونهب وسلب.

وكان في هذا الزمان ملك صالح، يُلقب ب ” ذي القرنين ” ميّزه   الله ومكنه في الأرض في قوله تعالى” إنا مكّنا له الأرض “أي ربنا مَلَكَهُ مفاتيح العلم، ليفعل الصواب، فكان يملك من علوم الهندسة والجغرافية وغيرهما من سائر العلوم، قال تعالى” وآتيناه من كل شيء سببا “كان لديه جيش عظيم وكان يطبق العدل والصلاح، اتجه ذي القرنين مع جيشه إلى مشارق الأرض ومغاربها، ليُقيم العدل والصلاح بين الناس، ويدعوا لدين الله والتوحيد، و قد يكون هذا سبب تسميته ب ” ذي القرنين “لأنه بلغ قرني الأرض، أي مغاربها ومشارقها، ويُقال أيضا لأنه كان يلبس خوذة على رأسه لها قرنين تشبه خوذة المغول ويُقال أيضا هذا لأنه وازن بين قرن العلم وقرن الإيمان واستطاع تطبيق الاثنين معاً .

قصة قوم يأجوج ومأجوج وبيان صفاتهم

قصة قوم يأجوج ومأجوج وبيان صفاتهم

وعندما وصل ذي القرنين وجنوده، إلي آخر أرض معمرة بالسكان في جهة الشرق، وجد أُناس لا يوجد بينهم و بين الشمس ساتر من المباني أو الشجر  في قوله” وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا “

وعندما أكمل ذي القرنين مسيرته في أرجاء الأرض، وصل لقوم يقطنون بين سدين، ويُقال في منقطة مُحيطة بالجبال، وكان يسكن قوم يأجوج ومأجوج هذه الجبال، قالوا له يا ذي القرنين، ابني سد بيننا وبين هؤلاء القوم الطغاة، فوافق على مساعدتهم من دون أي مقابل مالي، وطلب منهم عُمال في قوله” فأعينوني بقوة “

شرعوا في بدأ الردم، وصنعوا من الحديد ألواح متساوية، وضعوا هذه الألواح بين الجبلين وأشعلوا فيها النيران وعندما أحمر الحديد أضافوا إليه نحاس مُذاب وهو شديد الحرارة، وتفاعل الحديد مع النحاس صنع سد منيع وقوي يصعُب تكسيره وجعل الردم أملس ليستحيل تسلُقه ومنذ ذلك الحين وقوم يأجوج ومأجوج لم يظهروا وخروجهم يصبح علامة من علامات قيام الساعة.

وعند خروجهم على البشر في قوله تعالي” ومن كل حدب ينسلون” أي ينزلون من أماكن مرتفعة بسرعة هائلة وينتشرون بكثرة في أرجاء الأرض، ويُقال أن بضع منهم سيشربون بُحيرة طبرية، حتى تصبح أرض جافة، وأن الله سوف يرسل عليهم” نجف “نوع من أنواع الحشرات التي تعيش في أنف الجمال ليقضي عليهم، سبحان الله وعظمته أن جعل نهاية كل جبار على أهون الأسباب، لتعظيم المُسبب سبحانه وتعالى وليس الأسباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *