أصبحت تكنولوجيا النانو تيك أو ما درج التعارف عليها باسم مختصر وهو النانو لها دور كبير في أكثر من مجال التكنولوجي منها والطبي حيث أصبحت تلك التقنية متشعبة وداخلة في كثير من مناحي الحياة العلمية وله تطبيقات عملية في كثير منها ولفظ النانو بدأ استخدامه في الإشارة إلى كل ما هو صغير أو متناهي الصغر إلى أن أصبح يطلق على علم دراسة المواد الجزئية والذرية التي تعمل على القيام بابتكار واختراع التقنيات التي تقوم على وسائل جديدة توفر للعلماء طرق قياس جديدة تقوم على القياس الذري بالنانومتر الذي تم تحديده بنسبة جزء من ألف جزء من وحدة القياس المايكرومتر أي ما يعادل وحدة من مليون وحدة من القياس بالميليمتر ويتم استخدام تلك الوحدة بعد تراكم عدد من الذرات وتكوين تجمع ذري يتراوح فيما بين خمس ذرات وألف ذرة حيث يعد النانو أصغر في القياس من أبعاد الخلايا الداخلة في تركيب أنسجة الكائنات الحية ولم تقتصر تقنية النانو على استخدامها في علم الأحياء فحسب بل طالت استخداماتها إلى العلوم التكنولوجية والمواد الموصلة الكهرومغناطيسية وأشباه الموصلة والظواهر البصرية هذا إلى جانب الأبحاث الطبية واستخدامها في العمليات والجراحات الطبية.
استخدامات ومجالات النانو المختلفة
بدأ استخدام تقنية النانو في المجال التكنولوجي ولكن العلماء قد واجهوا الكثير من الصعوبات في بداية الأمر بسبب المستوى الذري الضئيل الذي تتكون منه وكون العلماء والباحثين في حاجة إلى مواد وأدوات وأجهزة بالغة الدقة من أجل تجميع الجزيئات والذرات الناتجة بكميات هائلة عند القيام بتفكيك الذرة إلى أجزاء من النانو تيك بالإضافة إلى صعوبة قياس مستوياتها الذرية والتحكم فيها والسيطرة عليها بجانب الآثار السلبية والجانبية التي قد تتسبب فيها تلك التقنية بسبب آثارها على البيئة وعلى الإنسان ولكن استطاع علماء التكنولوجيا أن ينجحوا في استخدام تلك التقنية وإدخالها في صناعة الأدوات المادية المكونة لأجهزة الحاسب الآلي والشرائح الصغيرة وبالغة الدقة مثل الرقاقات الإلكترونية التي تحتوي على مواد دقيقة هذا إلى جانب الكابلات التي تدخل في صناعتها مثل الإلكترونيات التي تم استخدام السيليكون فيها حيث قام بعض العلماء بوضع رؤية للمستقبل قد يصل فيها الإنسان إلى صناعة أداة في حجم الذرة تستطيع من خلالها المصانع إجراء عمليات الصيانة من وقت إلى آخر على الآلات الكبيرة.
لم تقتصر تقنية النانو على الجانب التكنولوجي فقط بل فاقت كل الحدود ووصلت إلى كافة العلوم حتى أصبحت ذات دور رئيسي في المجال الطبي حيث قام بعض العلماء بوضع تصورات بصناعة روبوت يعمل على أساس تقنية النانو بالحجم الذري يتم إرساله إلى جسد المريض من أجل تشخيص حالته وإجراء العمليات الجراحية دون جروح قطعية بل وصل الأمر إلى إجراء دراسات حول إمكانية معالجة أمراض الأورام والسرطانات عن طريق تقنية النانو وقدرتها على الوصول إلى الخلايا المصابة بمرض السرطان والقيام بتفجير الخلايا السرطانية الموجودة داخل جسم المريض حيث قام بعض الباحثين في مركز ميموريان كيتيرنج بالولايات المتحدة الامريكية المختص بمشاكل الأورام والأمراض السرطانية بالإعلان عن أن علمائها يعكفون حالياً على فكرة إنشاء قنابل تسمى بالقنابل النانوية التي تقوم باختراق جسم الإنسان ومن ثم القيام بتحديد الخلايا والأنسجة داخل الجسم المصابة بمرض السرطان أو بالأورام واختراقها ثم القيام بتفجيرها عن طريق تلك القنابل النانوية حيث يعمل فريق كبير من الباحثين بقياد العالم الطبيب ديفيد شينبيرج من أجل الوقوف على مدى إمكان تنفيذ تلك الفكرة وتطبيقها على فئران الاختبار وكيفية تطبيقها على الإنسان.