قد يمضي اليوم ببطء السلحفاة في حياتنا، وقد يمضي بسرعة الصاروخ، ولا تشعر بما يمر لك من أحداث خلال اليوم، هذا هو الروتين اليومي، خاصةً عندما تفعل نفس الأعمال التي تقوم بها كل يوم، ولكما نعمل أكثر كلما تزداد المسئوليات علينا، وتتزاحم العقول بالكثير من الأمور، التي تتسبب في التوتر والكثير من القلق، مما يؤثر على صحة الإنسان وأعصابه وحيويته، والأسوأ أن له تأثير سيء على الهدوء والسكينة وراحة البال التي كان ينعم بها في الماضي، وأصبحت الآن غير متوفرة لديه في حياته.
ألف سبب:
أسباب الخوف والقلق كثيرة قد تصل إلى ألف سبب، تجعل النوم يهرب من العيون ولا يسكنها، منها القلق من الأصوات العالية أثناء النوم، وحدوث تلوث سمعي من الشوارع المزدحمة، ذلك التوصل الذي يمتد إلى أن يشعر به داخل منزل، وربما يكون معه في غرفة نومه حتى عندما يصل إلى السرير، ولا ننسي الموبايل وما به من رنات لا تتوقف وخاصة عندما يكون الإنسان نائم، وتعمل على إزعاجه ويستيقظ من النوم في حالة من التوتر والقلق ليجيب عليه، أو أنه يضطر في النهاية إلى أن يغلقه تماماً حتى يتخلص من صوته المزعج ويمكنه الاستمتاع بنوم هادئ ومريح.
الإعلانات:
نوع آخر من الضغط العصبي على الإنسان، وقد زاد في الفترة الأخيرة، من حوالي عامين تقريباً، بسبب ما يحدث من أحوال سياسية فى بلادنا العربية، وما بها من توتر كبير وقلق زائد في كل البلاد، وصار المشهد الرئيسي في معظم الوسائل الإعلانية هو القتل والدمار والكثير من المظاهرات، والمؤسف أن هذه المشاهد تحدث أمام أعينا في شوارع بلادنا التي كنا نمشى فيها بأمان وراحة من قبل، أما الآن أختلف كل شيء وتحول إلى الأسوأ، أصبح القلق هو الشعور الأول في حياتنا، وتغير كل شيء في العالم بأكمله، لم يعد الترابط الأسري كما كان، فقد اختلف وصارت العلاقات إلى مجرد تأدية واجب ليس أكثر، وأصبحنا نعرف أخبار بعضنا من الإنترنت فقط، وهذه الطريقة الضعيفة في علاقاتنا مع بعضنا البعض والتي تضعف كل يوم أكثر من ذي قبل زادت من توتر الفرد وتدهور حالته النفسية أكثر.
المجتمع والفرد:
الفرد هو البنية الأساسية للمجتمع، والمجتمع يتأثر بما يحدث له باستمرار سواء كان جيد أم سيء، فهناك علاقة تبادلية بينهما، وإن كانت لا تظهر فى العلن، وإنما هي داخلية، تماماً مثل حالة التوتر العصبي الذي يصيب الإنسان من داخله، لا نراها، ولكن الإنسان يعبر عنها بطريقته الخاصة، وتتأكد من وجودها عندما ترى الأعراض، مثل الحركة الزائدة والظاهرة في هزات القدم أثناء جلوسه وبقوة، أو قرقعة الأصابع، أو قضم الأظافر، وكذلك عض الشفاة، وعدم الصبر على بعض الأمور، والعصبية الزائدة التي لم تكن موجودة من قبل، وعدم تقبله لمعظم الأمور التي كان يتقبلها في الماضي، وغيرها من الأمور الأخرى، حتى أنه أصبح جارحاً لمن حوله دون أن يشعر، وكأنه قد تبدل أو لم يعد هو ما نعرفه ونتعامل معه بشكل دائم ومستمر.
التخلص من التوتر:
يتعامل المدربين مع اللاعبين في الملعب باستمرار، ويشعرون بهم عندما يصيبهم التوتر، وفي هذه الحالات يلجأون إلى مضغ اللبنان لأنه قادر على امتصاص التوتر الذي يعانون منه في المباريات المصيرية الصعبة والحاسمة، لا يقتصر التوتر على شخص بعينه، أو حتى عدة أشخاص، بل أنه قد يصيب المجتمع بأكمله، خاصة عندما يكون عرضةً لمواجهة عدو خارجي، أو حتى داخلي كالجماعات الإرهابية، أو مواجهة الدولة لمرض ما معدي، هذا النوع من التوتر يسيطر على المجتمع كله وليس الفرد وحده فقط، وفي بعض الحالات قد يُصاب بالتوتر مجموعة معينة أو طائفة معينة عندما تواجه مشكلة محدودة تقتصر عليها هي فقط دون غيرها، فلا تؤثر على المجتمع بشكل كبير.