قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم:- (بُني الإسلام علي خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً). فالصلاة عماد الدين وهي فرض علي كل مسلم، بالغ، عاقل ولا يوجد عذر للإنسان القادر يبيح له ترك الصلاة ، فعن الحسين بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم – قال: (يصلي المريض قائماً إن استطاع، فإن لم يستطع صلى قاعداً، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ، وجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع أن يصلي قاعداً صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يصلي علي جنبه الأيمن صلى مستلقياً). وقد كانت الصلاة أول ما شُرّع من العبادات والصلاة أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:- (أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله).
شروط الصلاة:
- الإسلام: فالصلاة واجبة علي كل مسلم ولا تجب علي غير المسلمين فإن صلى لا تقبل صلاته لأنه لا يؤمن بوحدانية الله وبرسالة نبيه صلى الله عليه وسلم.
- العقل: قد ميزنا الله علي كل المخلوقات بالعقل الذي نزن به الأمور وكل عاقل مكلف بالصلاة لأنه واعي ومدرك لأهميتها وقدسيتها أما غير العاقل فلا تجب عليه الصلاة لأنه غير مدرك لما يفعل.
- البلوغ: فلا يحاسب غير البالغ عن الصلاة ولكن أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر أبنائنا بالصلاة على سبع سنين وضربهم عليها على عشر سنين. ولكن لا يحاسب الله المسلم على الصلاة إلا عند البلوغ. فإذا كان المسلم بالغ عاقل وجبت الصلاة عليه.
- الطهارة: فيجب أن يكون المكان والثياب والبدن طاهرين، فيجب علي المسلم أولاً الطهارة بالوضوء للتطهر من الحدث الأصغر وبالاغتسال للتطهر من الحدث الأكبر.
- النية: وهي أن تقصد الشروع في الصلاة ويجب أن تنوي للصلاة قبل التكبير ومن ينوي بعد التكبير لا تصح صلاته.
- ستر العورة: إذا يجب علي المسلم ستر عورته عند الصلاة.
كيفية الصلاة:
يبدأ المسلم صلاته باستقبال القبلة شطر المسجد الحرام، قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)). ثم ينوي بالصلاة في قلبه ولا ينطق النية. ثم يكبر تكبيرة الإحرام (الله اكبر) ويرفع يديه حذا إذنيه عند التكبير. ثم يضع كف يده اليمني علي يده اليُسرى ومن ثم يضعهم علي صدره فوق الخصر بقليل. ثم يبدأ بالدعاء :
سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك. ويتعوذ من الشيطان الرجيم ثم يبدأ بالفاتحة ويؤمن عليها ويقرأ ما تيسر من القرآن، ثم يركع ويكبر عند الركوع ويقول في ركوعه (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات، منحنياً واضعاً يديه علي ركبتيه، ثم ينهض من الركوع قائلاً (سمع الله لمن حمد) ويرد المأمومين (ربنا ولك الحمد) ثم يسجد ويكون السجود علي أطراف القدمين والركبتين والكفين والجبهة والأنف. ويجب ألا يبسط الذراع علي الأرض.ويقول في سجوده (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات. ثم الاعتدال من السجدة الأولى علي القدم اليسرى ونصب القدم اليمنى مع وضع الكفين علي الفخذين والقول بين السجدتين (اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) ثم السجود مرة ثانية كالأولى والقيام بعد ذلك لأداء الركعة الثانية كالأولى ولكن بعد الانتهاء من الركعة الثانية، لا يقوم المصلي وإنما يجلس كجلسته بين السجدتين ويقرأ التشهد ثم التسليم عن اليمين وعن اليسار كذلك. أما إذا كانت الصلاة ثلاثية ورباعية فلا يتم التسليم إلا في الركعة الأخيرة.