يُعرف المها العربي بالمها الأبيض وهي عبارة عن ظباء ذات حجم متوسّط مع نتوء متميزة توجد على الكتف، وتمتلك هذه الظباء قرون طويلة، وذيل منعقد، وتعيش في المناطق الصحراويّة، والسهوب، وكان هذا النوع من المها شبه منقرض قبل عام 1970 ميلاديّة، وبسبب ذلك تم حفظها في العديد من حدائق الحيوانات، والمحميات الخاصة بها، ثم تمت عمليّة إعادتها إلى البريّة، وفي عام 1986 وضعت المها في القائمة الحمراء باعتبارها مهددة بالانقراض، وفي عام 2011 بدأت بالعودة تدريجياً بأعداد مناسبة .
ويعد هذا الحيوان هو رمز وطني في سلطنة عُمان بالدرجة الأولى، وكذلك بلاد الأردن، وقطر، والإمارات العربيّة المتحدة .
سبب تسميتها بهذا الاسم (المها العربي) :
ويعود تسميتها لهذا الاسم؛ (المها العربي) بسبب استخدام العالم الروسيّ بيتر سيمون بالاس لاسم المها العربي في الأدبيات العلمية في عام 1767، وأيضاً لأنّها تعيش في الأوطان العربيّة نالت هذا الاسم .
وصف لشكل المها العربي :
يصل ارتفاع هذه الحيوانات الجميلة إلى متر واحد في أغلب الأحوال، ويزن ما يقارب 70 كيلو غرام تقريباً، وتمتلك جلداً أبيضاً لامعاً تقريباً، والأجزاء السفلى، والقدمين منه ذات لون بني مع خطوط سوداء .
متوسط عمر المها العربي :
وتعتبر من الأجناس غير العدوانيّة تجاه بعضها البعض أي لا تدخل في شجار مع رفيقاتها، ويبلغ متوسّط عمرها 20 عاماً في فترة الجفاف؛ وذلك نتيجة سوء التغذيّة، وأيضاً من أسباب الوفاة المعارك، وكذلك لدغات الأفعى، والمرض، والغرق خلال الفيضانات .
غذاء المها العربي :
تتغذى المها في المقام الأول على الأعشاب، إذ تعتبر الوجبة المفضلة لها ومجموعة كبيرة من النباتات التي تشتمل على الأشجار، والبراعم، والفواكه، والدرنات، والجذور، وتمتلك القدرة على عدم شرب الماء لمدة أسبوع كامل دون تعب .
ومن مميزات المها أنها تمتلك القدرة على الكشف عن الأمطار من مسافات بعيدة، وذلك للاتجاه نحو النباتات الناضجة، وتكون الحيوانات ضمن قطيع لا يقل في عدده عن عشرة أفراد
مكان عيش المها العربيّ :
وجدت حيوانات المها العربيّ منذ وقت بعيد منذ عام 1800 ميلاديّة تقريباً في معظم أنحاء الشرق الأوسط، ويمكن العثور عليها في سيناء مصر، وكذلك في الجهة الشرقيّة من الأردن، والكثير منها في أرجاء العراق، ومعظم شبه الجزيرة العربيّة، وخلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين جاءت المحاولات كثيرة للدفع بها إلى الوراء قليلاً وذلك باتّجاه المملكة العربية السعودية، وبحلول عام 1914 ميلاديّة لم يتبقَ سوى أعداد قليلة منها جداً في المملكة العربية السعودية، وفي عام 1930 ميلاديّة بدأ سكّان المناطق بتوفير كل من البنادق، والسيارات وذلك لصيدها ممّا أدّى إلى انخفاض عددها بشكل كبير وملحوظ،
وتفضّل هذه الحيوانات العيش في المناطق الصحراويّة الحارة والتي تحتوي على الحصى، والرمال الصلبة؛ حيث إنّ هذه المناطق تساعد المها على زيادة قدرتها في التحمّل، والحماية من الحيوانات المفترسة الأخرى.
بعد هبوط أعداد هذه الحيوانات بدرجة كبيرة وملحوظة تمت إعادتها إلى مناطق كثير مثل العاصمة الأردنيّة عمّان، والمملكة العربية السعودية، وكذلك الكيان الصهيونيّ، والإمارات العربية المتّحدة، وجزر حوار، والبحرين، وقطر، أيضاً ويصل تعداد المها العربي السكّاني إلى ما يقرب عن 100 نسمة، ويوجد أكثر من 250 فرد منها بالغة، وجميعها مهدّدة بالانقراض .
المها في الثقافة العربيّة :
كانت دائماً لاستخدام لفظة المها في الشعر العربيّ رموز ودلالاتٍ لا يعرف مكنونها ومدلولها سوى الشاعر نفسه، فقد تغزّل الشعراء بجمالها مُستذكرين محبوباتهم اللواتي يحملن من صفات الجمال ما تحمله المها العربيّة، كالعيون السوداء واسعة وقوامٍ جميل متناسق، وقد وردت في الكثير من القصائد الشعريّة
وقد ذكر الجاحظ المها في العديد من مؤلفاته، خاصة في كتابه الحيوان كنوع من أنواع الحيوانات التي سكنت شبه الجزيرة العربيّة، وذكرت المها أيضاً في كتاب التوراة على أنّها الحيوان الأسطوريّ أُحادي القرن.