من أحسن الوضوء فقد أحسن في الصلاة، فالوضوء هو من أهم الأسباب التي تجعل الصلاة مقبولة بإذن الله فيجب علينا أن نعرف الخطوات والطرق الصحيحة للوضوء لكي نجعل صلاتنا من أفضل أعمالنا.
يجب علينا المعرفة والتفريق بين الأركان للوضوء وبين سنن الوضوء فالكثير منا لا يعلم هذه الأشياء لذا لابدّ من شرحها للفائدة:
أما أركان الوضوء فهي ستة أركان:
أول هذه الأركان هي النيّة وتكون النيّة في القلب عند غسل الوجه فينوي رفع الحدث الأصغر أو التطهّر للصلاة أو نحو ذلك.
الركن الثاني هو غسل الوجه جميعه بشراً وشعراً، فيدخل فيه جميع الشعر الذي في حد الوجه ومن ذلك أيضاً الغمم والعذار والهدب والحاجب والشارب إلا باطن لحية الرجل الكثة ولكن يجب علينا الانتباه وعدم الخلط بين الوجه وما فيه من شعر وبين الرأس، وحد الوجه ما بين شعر الرأس عادةً وعظم الذقن طولاً وما بين الأذنين عرضاً.
أما الركن الثالث فهو غسل اليدين من رؤوس الأصابع وحتى المرفقين، ويجب علينا إدخال المرفقين في الغسل أيضاً.
الركن الرابع من أركان الوضوء هو مسح بعض الرأس بشراً أو شعراً ولكن بشرط أن يكون البعض الممسوح من الشعر لا يخرج إذا مدّ إلى جهة نزوله عن حدِّ الرأس.
الركن الخامس هو غسل الرجلين إلى الكعبين، ويجب غسل الكعبين.
الركن السادس هو ترتيب الأركان على ما ذكرناه والأفضل أن يتم الالتزام بترتيب الأفعال في الوضوء كما ذكرنا في الأعلى.
أما سنن الوضوء:
فمن سنن الوضوء التسمية، وغسل الكفين قبل إدخالهما الإناء وقبل البدء بالوضوء، والاستياك، والمضمضة، والاستنشاق، والاستنثار، و الغرة، والتحجيل، ومسح جميع الرأس، كما أيضاً من السنن مسح الأذنين ظاهرهما و باطنهما، وتخليل أصابع اليدين و الرجلين عند الوضوء، وتخليل اللحية الكثة بمعنى إدخال الماء بينها، وتقديم اليمنى على اليسرى سواء في غسل اليدين أو غسل الرجلين, كما يعتبر أيضاً من سنن الوضوء تقليل الماء، فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم وهو قدوتنا ما يتوضأ بمدّ و يغتسل بصاع من الماء، والصاع أربعة أمداد، و المد ملء الكفين المعتدلتين من الماء.
فمن توضّأ مقتصراً على الأركان ولم يأت بالسنن صح وضوؤه ولا خطأ فيه، ولكن يكون قد فوّت على نفسه خيراً كثيراً.
هناك بعض الأمور التي تعتبر من نواقض الوضوء نذكر منها:
ما خرج من السبيلين: بمعنى القبل أو الدبر، وسواء كان معتاداً كالبول والغائط أو الريح، أو غير معتاد كالحصى والدود والمذي والودي، إلا المني فإنّه لا ينقض الوضوء بخروجه إنما يوجب الغسل.
كما يعتبر زوال العقل من نواقض الوضوء وزوال العقل بمعنى الجنون أو الصرع أو السكر أو النوم انتقض وضوؤه.
إنّ الوضوء الصحيح هي من أهم أساسيات الصلاة الصحيحة فلا توجد صلاة صحيحة بدون وضوء صحيح لذا يجب على المسلم دوماً أن يكون متأنّي في وضوئه وصلاته وأن يقوم بهما على الوجه الأمثل فمن صلحت صلاته صلحت أعماله فالصلاة تنقي المسلم من كل شوائب الحياة.
ويستحبّ إذا فرغ من الوضوء أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ كما أمر وصلى كما أمر غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه رواه ابن حبان