غالبًا ما يرتبط الفكر بشكل رئيسي بالعقل والذكاء، ويعرف على أنه قدرة العقل البشري على معرفة الصواب أو الخطأ، كما يرتقي العقل إلى مستوى فكري أفضل وأرقى بناء على ما مر به من تجارب ثقافية وعملية ودينية، والخبرات التي اكتسبها من المواقف، فكم التجارب التي يمر بها الانسان تؤدي إلى تنمية فكر معين، كما أن حركات التحرر في جميع دول العالم قد لامست الجانب الفكري، حتى تجذب الأخرين لها في توضيح المنهج الذي تتبعه وتقوم عليه، عن طريق التأثير على العقول وملامسة العواطف والقلوب يستطيع أي شخص التحكم بالأخرين.
فتنمية الفكر هي وسيلة متبعة تحكمها بعض القوانين والخطوط الحمراء التي تم وضعها من قبل المؤسس، فالفكر الإسلامي على سبيل المثال هو مجموعة من الأحكام والقوانين التي صيغت على يد الله عز وجل، وقد صيغت بما يناسب فطرة الإنسان التي خلق عليها، فنجد أن العديد من غير المسلمين عندما يتعرفون على حقيقة الإسلام ومعاملاته وأحكامه ينجذبون إليه ويصدقونه، لأن العقل الذي فطر على يد الله تعالى يتوافق مع القوانين والأحكام التي صدرت منه.
أما الجزء الأخر للفكر مرتبط بالذكاء والثقافة، فكلما ازداد فكرك وثقافتك أصبحت قادر على التحدث والحكم في الأمور المتنوعة بشكل واضح، بل تزداد قدرتك أيضًا على اتخاذ القرار الصحيح، وهذا ما قد يدعى بالارتقاء الفكري، فأنت من خلال ثقافتك وتعاملك مع الأشخاص الأخرين من مختلف الديانات والأشكال تصبح قادرًا تنمية الفكر بشكل أوسع وأفضل.
ومن الأمور التي تساعد على تنمية الفكر، وأهم بعض الخطوات والتي من غير الممكن أن نقصر تنمية الفكر فقط على هذه الخطوات أو الأمور هي:
- القراءة في العديد من المجالات المتنوعة بشكل متكرر.
- متابعة أخر الأخبار لحركات التحرر في العالم.
- محاولة الاطلاع على الأديان السماوية الأخرى ومفاضلتها مع دين الإسلام.
- التعرف على طريقة تفكير البلدان المختلفة وذلك عن طريق التعرف على ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، أو قم بزيارة بلدانهم إذا أتيحت لك الفرصة والإمكانيات، وقم بالبحث عن جلسات التثقيف الجماعي التي توجد في مدينتك أو بالقرب منك. ومن طرق تنمية الفكر محاولة التعرف على بعض الشخصيات الهامة في المجتمع، والتي تعتبر على قدر من الثقافة، كما تتميز باتباع منهج معين في حياتها الدينية أو السياسية، واستفد من خبراتهم في الحياة.
- قم بالتدبر والتفكر في خلق الله تعالى ومحاولة فهم كيفية نشأة هذا العالم، والسر وراء الانفجارات الكبيرة التي أدت إلى تكون هذا الكون والأرض.
- قم بالاطلاع على التاريخ، وحاول فهم الشخصيات القيادية التي أثرت في العالم تأثير إيجابي عبر السنوات والعصور.
هذه الأمور والخطوات السابقة تساعد على الحصول على قدر كبير من الوعي والثقافة وتنمية الفكر التي تعتبر عامل مساعد في تغيير الفكر القابع في الذهن البشري، ولذلك عند التعرض لقرار يختص بحياتك السياسية أو الاجتماعية أو حتى الدينية سوف تجد نفسك قادر على التعامل بشكل أقدر وأقوى على اتخاذ القرار الصائب والصحيح، وفي النهاية فإن الارتقاء بفكر راقي وواسع وتنميته يضم العديد من الاختيارات المفتوحة التي لا يمكننا قصرها على القراءة أو الثقافة فقط، حيث أن الفكر يختص بأعظم ما خلق الله سبحانه عز وجل ألا وهو العقل البشري، والذي ميز الله به الإنسان عن غيره من المخلوقات الأخرى، وحتى وقتنا الحالي ومع التقدم العظيم في العلم والعلماء، والركب الحضاري الذي توصلنا له وجميع الاختراعات التي توصلنا لها، لازالت العديد من الأسرار التي لم تكتشف.