نبذة عن الدولة العثمانية:
الدولة العثمانية أو الإمبراطورية العثمانية تعد أحد أواخر الإمبراطوريات الكبرى في العالم، أسسها عثمان الأول بن أرطغرل والذي نُسب اسم الدولة إلى اسمه بعد أن تمكن من توحيد القبائل التركية وضمها للوائه واستمرت هذه الدولة قائمة لمدة ثمانية قرون فكانت أطول فترة حكم على مر الدولة الإسلامية، وكذلك تعتبر فترة حكم العثمانيين هي من أعظم فترات حكم الدولة الإسلامية فقد بدأت أقوى الدول ولكنها في نهاية الأمر سقطت، ولكن كيف قامت هذه الدولة وكيف سقطت؟
قيام الدولة العثمانية:
في عام ستمائة وتسعة وتسعون هجرياً قام الأمير عثمان بن أرطغرل بتأسيس الدولة العثمانية، كانت بدايتها في آسيا الصغرى والأناضول وكان العثمانيون يتحدثون باللغة التركية مما ساعد على انتشار هذه اللغة بين الناس في كل الدول التي كانوا يقومون بفتحها، حيث أنهم قاموا بالكثير من الفتوحات العظيمة والجلية والتي كان من أعظمها على الإطلاق في تلك الفترة هو فتح القسطنطينية والتي قام بفتحها السلطان محمد الفاتح.
توسعات الدولة الإسلامية:
انتشرت توسعت الدولة الإسلامية في العهد العثماني بشكل كبير وواضح فقد كانت الفتوحات تمتد من الشمال والجنوب والشرق والغرب، وكانت الدولة الإسلامية في هذه الفترة في أقوى عصورها وكان حكامها من أقوى الحكام وكانت لديهم حنكة عسكرية لا توجد عند غيرهم في تلك الفترة، ولكن لم يبقى شيئاً على حاله فبسبب الخلافات التي زادت وانتشرت داخل الدولة حدثت انقلابات داخلية كثيرة هذه الانقلابات تعد سبباً من أهم أسباب سقوط الدولة العثمانية وأيضاً كان هناك أسباب أدت إلى ضعفها، بالإضافة إلى أسباب أخرى أدت إلى سقوطها.
ضعف الدولة العثمانية:
من الأسباب التي أدت إلى ضعف الدولة العثمانية على سبيل المثال أن الناس ابتعدوا عن القرآن الكريم لأن اللغة التركية انتشرت كثيراً في ذلك الوقت وبدأ الناس يبتعدون عن اللغة العربية، والسلاطين والناس بدأت تأسرهم ملذات الدنيا فبدئوا يبتعدون عن الدين، أيضاً بدأ الجيش يتدخل في أمور الدولة الأخرى وكذلك بدأوا يفرضوا هيمنة الدولة العثمانية على كل الفتوحات التي يقومون بها وليس لغرض إدخال الدين الإسلامي عليها، صار المسلمين يتزوجون من النساء الأجنبيات، وانتشرت الخرافات والخزعبلات بين الناس في الدولة الإسلامية وذلك لتعدد وانتشار الفرق الصوفية في ذلك التوقيت، كذلك انتشرت الخيانة والعمالة بين الناس وبالتالي تهديد أمن واستقرار الدولة العثمانية، ومن أهم الأسباب التي أتلفت الدولة العثمانية كثيراً كانت الحروب الصليبية والتي بعدها أصبحت ضعيفة وضعفها هذا جعلها مطمعاً للدول الغربية فبدءوا يرسلوا إليهم الحملات العسكرية حتى يتمكنوا من السيطرة عليها.
أسباب سقوط الدولة العثمانية:
بدأ الحكم في الدولة العثمانية يكون بغير ما أمر الله به، فقد قامت الدولة بسن دستور لها ولكن كانت فيه مخالفة، أيضاً انشغال السلاطين بمتع الحياة والدنيا ولم يعودوا يقودون الجيوش فتركوا الأمر لأمراء غير أكفاء لتنفيذ هذه المهمة، وتزوجوا من نساء أجنبيات فبدءوا يتلاعبوا بمشاعرهم وذلك كله لصالح دولهن الأصلية، أيضاً انتشرت الفتن وتم انتهاك الأعراض ونهب الأموال ولم يعد هناك من ينهي عن المنكر ويأمر بالمعروف، أيضاً انبهرت الدولة العثمانية بدول الغرب وأقامت معها التحالفات واقترضت منها الأموال واستدانت لها وتشاركت معها في الحروب (خاصةً الحر بالعالمية الثانية) وكان ذلك بغير مقصد المسلمون من وراء الحروب، فهم يحاربون من أجل نشر دعوة الله وإعلاء اسمه سبحانه وتعالى، كذلك اكتفى السلاطين بالخراج من الدول المفتوحة ولم يقوموا على نشر الإسلام وتوضيحه للناس والدعوة إليه، مما جعلهم لا يسلمون وبالتالي لا يعطون للعثمانيين ولائهم، وكذلك أيضاً منح السلاطين امتيازات كثيرة للدول الأجنبية ولسكانها الذين يسكنون الدول الإسلامية منها على سبيل المثال أنهم سمحوا للفرنسيين والإنجليز والإيطاليين أن يبحروا في قناة السويس دون فرض ضرائب عليهم وكان ذلك تحت حماية فرنسية، وكان سلاطين الدولة العثمانية يعتقدون أن هذا قراراً أو اتفاقية يمكنهم متى يشاءون إلغاءها ولكن مع ضعف الدولة أصبحت شبه حق للدول الغربية.