عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله له، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله)
معني الاستخارة: الاستخارة هي طلب التخيير بين أمرين وتسهيل الأصلح من بينهما، واستخار الله أي طلب من الله عز وجل الخيرة بين الأمور.
كيفية صلاة الاستخارة: أولا: تقوم بالوضوء كما تفعل للصلاة ، ثم تنوي صلاة الاستخارة فالنية واجبة قبل بدء الصلاة ، ثم تصلي ركعتين من غير الفريضة، وبعد انقضاء الصلاة تتوجه إلي الله عز وجل بالدعاء سائلاً إياه سبيل الرشاد متوسلاً إليه ملحاً في الدعاء ففي سنن الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين) فأدعو الله وأنت موقنون من الإجابة.
دعاء الاستخارة: للاستخارة دعائها فعن جابر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، أنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (وتسمي حاجتك)خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (وتسمي حاجتك)شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.(ويسمي حاجته). (رواه البخاري)
فضل الاستخارة: يجب أن تكون علي يقين بأن الله عز وجل سيرشدك للخير، لأن الله يستحي رد يدي عبده إذا دعاه فعليك استغلال كرم الله وحلمه بالدعاء ولا تمل الكثرة منه فإن الله لا يمل فعليك بالاعتياد علي الاستخارة في كل الأمور سواء كانت كبيرة أو صغيرة ، لتجد الخير في الأمر كله.
موانع صلاة الاستخارة: إذا كان هناك مانع للصلاة – كالحيض للنساء- فيجب الانتظار حتى يزول ذلك المانع، فإن كان الأمر ضروري ووجب الاستخارة في هذا الوقت فلتستخير بالدعاء فقط دون الصلاة، أما إذا أردت الاستخارة في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، فيجب الانتظار حتى يحل وقت الصلاة فإن كان الأمر ضروري ووجب الاستخارة في هذا الوقت فقم بالصلاة والاستخارة (ولا آثم عليك).
الاستخارة بين الجائز والواجب:
- لا تجوز الاستخارة بعد الفريضة، بل يجب من الصلاة ركعتين بنية الاستخارة.
- تجوز الاستخارة بعد صلاة النوافل أو صلاة الضحى بشرط النية قبل الشروع في الصلاة ولا تجوز بدون النية.
- يجوز قراءة دعاء الاستخارة من كتيب أو ورقة، ولكن الأولى حفظه.
- يجوز الدعاء بعد التسليم من الصلاة أو قبل التسليم وبعد التشهد.
- يجوز تكرار الاستخارة إذا لم يتضح لك الأصلح.
- لا يجوز الزيادة علي نص الدعاء أو الانتقاص منه.
- لا يجوز أن تتبع هواك في الاختيار بعد نية الاستخارة بل تترك الأمر كله لله حتى يرشدك لأصلح الأمور. فعن عبد الله ابن عمر أنه قال:إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيسخط علي ربه، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خار له.