عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: (الدعاء هو العبادة وباب الدعاء واسع).
كل إنسان يتردد في بعض الأحيان في اتخاذ القرار في الأمور المصيرية في حياته الشخصية فصلاة الاستخارة ليست وسيلة لمعرفة الغيب ولكن هو تفويض لله عز وجل بالاختيار بالنيابة عنك فالله تعالى هو أعلى وأعلم بالخير والأصلح ، ولعل أهم أمر من أمور الحياة التي وجب الدقة في اختياره دون تردد هو الزواج، فعندما يريد شاباً التقدم لخطبة أحدى الفتيات فيجب أن يكون علي يقين من أنها الأصلح دون غيرها للارتباط بها، وكذلك بالنسبة للفتاة التي يتقدم أحد الشباب لخطبتها يجب التأني في الرد بالموافقة أو الرفض لذا يلجأ معظمهم إلي الحل الأمثل والأضمن، ألا وهو الاستخارة. فتستخير الله عز وجل ليرشدك إلي الطريق الصحيح، وييسر لك الأمر كله.
الاستخارة: كما قال ابن حجر الاستخارة هي :طلب خير الأمرين لمن احتاج إلي أحدهما. واستخار الله بمعني طلب الخيرة من الله عز وجل، والاستخارة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولها تأثير عظيم علي الجانبين المادي وهو اختيار الأصلح والمعنوي وهو اليقين بأن الله يرشدك إلي الطريق الصحيح.
دعاء الاستخارة: دعاء الاستخارة هو التضرع إلي الله وطلب الحاجة في خشوع فقال تعال: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين)، ليختار سبحانه وتعالى لنا الخير والصلاح في الدنيا والآخرة، والمسلم يستخير الله في كل شيء ، للعمل بالأصلح دائماً. فعن جابر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن).
دعاء الاستخارة للزواج: ويكون دعاء الاستخارة للزواج هو دعاء الاستخارة الوارد عن النبي مع الآتي، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن زواجي من (اسم الشاب أو الفتاة)، خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم أن كنت تعلم أن زواجي من (اسم الشاب أو الفتاة)، شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به).
قبول دعاء الاستخارة: تصلي صلاة الاستخارة وهي ركعتين في غير الصلاة المفروضة قبل الدعاء، يجب تكرار الدعاء كثيراً، و تكرر الصلاة كثيراً حتى استجابة الدعاء، ولتكن علي يقين بأن الله سيستجيب دعائك ويرشدك إلي الطريق القويم، يقول سبحانه وتعالى: (وقال ربكم ادعوني استجب لكم). وعندما ييسر لك الله أمرا من الأمور التي كنت تستخير الله بشأنها فعليك التوكل على الله والقيام به وعدم تركه حتى يصرفك الله عنه، سواء انشرحت له نفسك أم لا، لأنه اختيار الله عز وجل الذي لا يفوقه اختيار إذا في الاستخارة لا يجب انشراح النفس للأمر.
أهمية الاستخارة في الزواج: يجد البعض حيرة في ما أن كانت الاستخارة في الزواج بالأمر الهام لقوله صلي الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من تردون خُلقه ودينه فزوجوه إلا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض). ولكن لا داعي لتلك الحيرة، فالاستخارة هنا وأن كانت تتعارض مع الحديث إذا ما رفضت الفتاة الشاب المتقدم لها لشعورها بعد الاستخارة بأنه لن يسعدها فلا أثم عليها في ذلك. ولكن قد تكون للأمر عواقب أخرى مثل التقدم في العمر دون زواج إذا زاد الأمر عن الحد.