راحة البال و الاِطمئنان باختصار هيَ تعريفٌ للحياة الكَريمة، فالكُلُّ يريدُ ذلك الشُّعور بالسَّكينة و الهدوء إزاء مستقبلٍ لا نفقَه فيه شيْئاً . فاللَّه تعالى خلق الإنسان بِقدرٍ مجهوُل و مُستَقبل محفوفٍ بشتَّى أنواع الظُّروف . فكما أمرنا اللّه تعالى بالصَّلاة والزَّكاة والدُّعاء وضع لنا أسسا أخرى كالاِستِخارة و ذلك من أجل راحتنا و الخوض بمغامرات الحياة و كلنا ثِقة أن اللَّه معنا ينصِفُنا و يُنيرُ لنا بصيرتنا بطريق وَعِر اِسمُهُ الحياة الدُّنيا .
الاِستِخارة : هي صلاة يُقيمها المُسلِم أو المُسلِمة عند الضِّيق والإقدام على وقت صعب في الحياة ، كالزَّواج من شخص ما ، أو الدخول في عمل جديد أو أي حدث قد يكون مجهول الملامِح ، يُيَسِّره رب العالمين بأن يُكمل لك طريق الخير و يحفظك من شرور ما يمكنُ أن يَحصُل لك بالمُستقبل . ويجعَلُك ترضى و تقْبَلُ بالنَّصيب الذي قسَمَهُ اللَّه لي قائلاً إنه طريق الخير الذي ارتضاه لي ربِّي عالم الغيبِ فلاَ ريب في ذلِك ولا نقاش فيه.
لإقامة صلاة الاستخارة بالطريقة المثاليَّة الصحيحة هناك خطوات بعضها واجبة و بعضُها محبَّبَة سُنَّة نبي الله محمَّد صلّى اللّه عليه و سلَّمَ سنوضِّحها كلها بهذا المقالِ الذي يمكنك من خلاله اِقامةُ صلاة الاِستخارة في عشر خطوات بطريقة صحيحة مِثاليَّة شاملة مابين الواجب والسُّنة .
– الخطوة الأُولى : تتوضأ وضوءا عاديًّا للصلاة .
– الخطوة الثَّانية : لابد من عقد النية عند صلاة الاستخارة قبل البدء فيها.
– الخطوة الثالثة : تصلي ركعتين والسنة أن تقرأ بالركعة الأولى بعد الفاتحة سورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
– الخطوة الرابعة : السَّلام بنهاية الصَّلاة .
– الخطوة الخامسة : بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرعا إلى الله ومستحضرا عظمته وقدرته بالدعاء .
– الخطوة السّادسة : في بداية الدُّعاء تحمد وتثني على الله عز وجل بالدعاء ثم تصلي الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد « اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » .
– الخطوة السَّابعة : دعاء الاستخارة :
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
– الخطوة الثامنة : عند قول : (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (( هنا تسمي الشيء المراد له
مثال : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (( سفري إلى كذا أو شراء كذا أو الزواج من بنت فلان أو غيرها من الأمور )) ثم تكمل الدعاء وتقول : خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ .
تقولها مرتين ، مرة بالخير ، ومرة بالشر.. كما بالشق الثاني من الدعاء : وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي … إلى آخر الدعاء .
– الخطوة التَّاسعة : ثُم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم .. كما بالمرة الأولى .. الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد .
– الخطوة العاشرة : الآن انتهت صلاة الاستخارة .. تاركا ً مصيرك إلى الله متوكلا ً عليه ، ولا تُصَدِّق ما يُقال عن الأحلام أو الضيق الذي يصابك ، ولا تهتم بهذه الأمور .. فاللَّه يجعلُ طريق الخير مَمْشاك إذا ما توكَّلت عليه و كفى .