أرسل الله تعالى الرسل إلى الناس لسبب واحد فقط وهو توحيد الله وحده وعبادته فقط، فكل الأنبياء والمرسلين كانوا يدعون قومهم ليل نهار لإفراد الله تعالى بالوحدانية دون أن يُعبد أي إله آخر، وجاء الأنبياء والرسل بدلالات ومعجزات وبينات لكي يصل إلى أذهانهم أن هذا رسول من عند الله وأن الله هو الإله الحق.
والأنبياء والرسل هم أعظم الخلق، وهم الواسطة بين السماء والأرض، وقد انتقلت الرسالات السماوية من السماء إلى الأرض عبر الكتب السماوية الغير المحرفة والمحفوظة بفضل الله، والتي جاءت نورًا ونبراسًا لمن يريد معرفة إله الكون الخالق المدبر لكل الأمور، حيث خلق الناس على الفطرة السليمة والسوية، وبعث الله آدم عليه السلام هو وزوجته حواء إلى الأرض بعد أن كان مكانهم جنة الرحمن وعاشوا بسعادة.
حتى قامت أحداث قتل قابيل لأخيه هابيل، وهي أول جريمة قتل في الكون، فمن بعدها بدأت المعاصي والعصيان بالظهور وبدأت الشرور تتفاقم بين بنو البشر، فبعث الله تعالى رسله وأنبيائه نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وإدريس ويونس وأيوب ولوط وشعيب وصالح وهود وزكريا ويحيى ويوسف ويعقوب وهارون وإدريس وداود وسليمان واليسع وذا الكفل وغيرهم من الرسل صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين لهداية الخلق.
اختار الله تعالى الرسل والأنبياء على أساس أنهم أفضل وأطهر البشر على الإطلاق ولا يساويهم أي خلق على الأرض ولهم الدرجات العلا عند رب العالمين، فلقد جمعتهم صفات كثيرة مشتركة ومتعددة كالتأمل وعدم طاعة الشيطان والخلوة بالنفس وعبادة التفكر في نشأة الكون وفي آيات الله وأنه لا بد لهذا الكون أن يكون له إله يرعاه ويدبر أمره وأن الآيات الكثيرة مثل الليل والنهار والشمس والقمر دليل على وجود خالق عظيم، فكان اختيار الله لهم بسبب استثنائيتهم وتميزهم عن غيرهم من بنو البشر، وقدرتهم العقلية على تحمل هذه المهمة العظيمة ألا وهي الرسالات السماوية، ولقد أيد أغلب الرسل جماعة من المؤمنين بهم وبرسالتهم حيث وقفوا في صف الرسول المبعث وساندوه على ظلم الطاغين من أقوامهم، فهؤلاء المؤمنون الموحدون المرابطون حول النبي أو الرسول هم أصحابه، كحواريي المسيح عيسى وصحابة النبي محمد وأصحاب موسى، وهؤلاء المتبعين هم من تحملوا هم الدعوة والفكرة التي جاء بها نبيهم وأصبحوا منارة ينبثق منها نور الوحدانية لله والدعوة وتعليم الناس الخير من بعد وفاة كل رسول وخاصة السلف الصالح بعد موت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وعندما قويت شوكة المسلمين بعد نزول الرسالة وبعد تصديق ما جاء به النبي المختار، استطاعوا أن ينتشروا بدعوة الله سبحانه وتعالى للإسلام، حتى بدأت الفتوحات الإسلامية وأسلم على يديهم عدد لا بأس به من المشركين، حيث كانوا قادرين على الوقوف أمام أعتى جيوش العدو، ويحاربوهم بكل ما أوتوا من قوة حتى يدخلوا في الإسلام، وبعد أن أصبحت الدعوة قوية وثابتة وقوية الأرجاء، أمر الله النّبي صل الله عليه وسلم أن يقوم بتعليم المسلمين العبادات، وكان من أهمّها شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمد رسول الله، أي وحدانية الله لا شريك له في ملكه وأن يوحدوه بالعبادة ولا يعبدوا إلا إياه بالعبادات مثل الصلاة، الصوم، الزكاة، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً، وهذه كانت أولى خطوات لدخول دين رب العالمين الإسلام من قبل المسلمين الذي نشأوا على حب هذا الدين، وبقيت كل العبادات مرهونة بالصلاة لإنها عماد الدين، وهي الطريق الأول وعلامة المؤمن بل المسلم لإنها تركها كما قال العلماء كفر.
ومن المُسَلَم به ومعلوم من الدين بالضرورة أنَّ الصلاة هي عمود الدين، والتي مرتبطة بالوضوء وكيف أتوضا وهي من أعظم أركان الإسلام ومن غيرها لا يستقيم أي مسلم في الدنيا أو الآخرة، بل أن الرأي الراجح عند كثير من أهل العلم أن من ترك الصلاة بالكلية فقد كفر، وأنَّ الصلاة هي الصلة بين العبد وربّه، وبها يقرأ المُسلم القُرآن وبها يدعو ربّه ويتضرع إليه بالدعاء ويلجأ إليه، وبهذه العبادة تكون الصلة بين العبد وربّه قائمة، فمن شاء أن يقطعها فقد خاب وخسر وكان من الفئة الضالة.
وحتّى تكون هذهِ العبادة صحيحة فلا تُقبل إلاّ بشروط وعند توافر شروطها فيكون لها أركان وواجبات وهيئات وسُنن، وأمّا الشرط فهو ما لا تصح العبادة إلا به، كالوضوء الذي هو محل حديثنا اليوم، إذ لا صلاة بدون وضوء صحيح، وبما أنَّ الصلاة لا تصحّ إلا بالوضوء فاليوم سوف نذكر ونجيب على سؤال كيف أتوضأ للصلاة.
كيف أتوضأ للصلاة؟
- أمر الله تعالى على لسان النبي محمد بتعليم الصلاة عند بلوغ 7 سنوات وضربهم على سن 10 سنوات، وبالطبع الصلاة مرتبطة بالوضوء، فيجب تعلم الوضوء أيضًا، ولكن كيف أتوضأ؟
- كيف أتوضا وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة مواضع ما يدل على أنه كان في أول الوضوء يغسل كفيه ثلاثا مع نية الوضوء، والنية محلها القلب دون تلفظ، ويسمي ويقول بسم الله لأنه المشروع، وروي عنه صلى الله عليه وسلم من طرق كثيرة أنه قال: (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) فيشرع ويفضل للمتوضئ أن يسمي الله في أول الوضوء، وقد أوجب ذلك بعض أهل العلم مع الذكر، فإن نسي أو جهل فلا حرج، ويمكن التسمية أثناء الوضوء ولا يعيد الوضوء مرة أخرى.
- كيف أتوضأ للصلاة؟ ثم يتمضمض ويستنشق 3 مرات ويغسل وجهه 3 مرات ثم يغسل يديه مع المرفقين 3 مرات، حيث يبدأ باليمنى ثم اليسرى ثم يمسح رأسه وأذنيه مرة واحدة، على أن يكون نفس مياه الأذن دون أن يكرر وضع ماء جديد على الرأس ثم يغسل رجليه مع الكعبين 3 مرات مبتدأ باليمنى وإن اقتصر على مرة أو مرتين فلا بأس، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا، وربما غسل بعض أعضائه مرتين وبعضها ثلاثا، وذلك يدل على أن الأمر فيه سعة والحمد لله لكن أن يغسل كل عضو ثلاث مرات كان ذلك أفضل.
- ولكن إذا حصل المسلم بول أو غائط قبل الوضوء فإن حصل شيء من ذلك فإنه يبدأ بالاستنجاء ثم يتوضأ الوضوء المذكور في السطور السابقة، أما خروج الريح ومس الفرج وأكل لحم الإبل والنوم فكل ذلك لا يشرع منه الاستنجاء، كيف أتوضا ولكن يكفي الوضوء الشرعي الذي ذكرناه، وبعد الوضوء يشرع للمؤمن والمؤمنة أن يقولا: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) لأنه ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتفتح وقتها أبواب الجنة الثمانية كما جاء في الحديث، ويشرع لمن توضأ أن يصلي ركعتين وتسمى سنة الوضوء، ولكن إذا صلى بعد الوضوء السنة الراتبة تجزئ عن سنة الوضوء.
- وبهذا نكون أجبنا على سؤال كيف أتوضأ حيث جئنا وأتينا لكم بكيفية الوضوء الصحيحة كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الكثير من المسلمين يسألون أنفسهم سؤال كيف أتوضأ، حيث أجبنا على هذا السؤال بطريقة سهلة ويسيرة تسهل عل كل مسلم ومسلمة كيف أتوضأ.