تعد الثقة بالنفس محركا أساسيا ودافعا لنجاح أي شخص لكن التعرض لمواقف الحياة الكثيرة وخاصة السلبية منها قد يضعف ثقة الشخص بنفسه أو قد تفقده إياها تماما هذا أساسا إن كان يثق في نفسه لذلك نجد الكثيرين يطرحون سؤالا واحدا دائما : كيف أثق بنفسي و كيف أعزز ثقتي بنفسي ؟!!
يعرف مختصين علم النفس الثقة بالنفس على أنها اليقين ذلك اليقين الداخلي للشخص بأنه يستطيع فعل شيء ما وتجاوزه بسهولة ولها ثلاث مستويات:
الثقة بالله تعالى
و هي اليقين بأن كل ما يحدث معنا هو الأحسن والأفضل لنا لأنه قضاء الله وقدره والله سبحانه وتعالى رحيم وكريم مع عباده حتى ولو كان الظاهر مؤلما وغير مرض لنا ولنأخذ هنا مثالا بسيطا: دخلت عزيزي القارئ إلى المطبخ لتحضر وجبة خفيفة وأنت تقطع الخضر فجأة!! جرحت إصبعك، سيؤلمك الجرح بالتأكيد ولكن ثق وتيقن أن الله تعالى يريد به خيرا لك فربما تعرضت في الخارج إلى بكتيريا أو ملوثات كنت ستتضرر منها كثيرا ولكن رحمة الله ولطفه بك قدر لك أن تجرح إصبعك لتفاديها فالجميع يعلم أن تدفق الدم حال جرح البشرة الخارجية هو الخط الدفاعي الأول عن العضوية ثم حتما أنت ستنظف جرحك وتقضي على تلك الملوثات وهو ما لم يكن يخطر على بالك لذلك عزيزي القارئ ظن دائما بالله خيرا وثق أنه لا يوجه لك غير الخير
الثقة بالآخرين
الثقة بالآخرين ترفع عندك عزيزي القارئ الثقة بالنفس كثيرا، كيف؟ عندما تثق بالآخرين فإن ذلك التوتر والخوف الذي يظهر عندك خوفا من نتيجة ما تفعله أمامهم أو حتى خجلا من سلوكك أمامهم هنا عليك أن تتحلى عزيزي القارئ بالإيجابية في التفكير والاعتقاد فبدلا من أن تعتقد بأن الجميع سينتقد تصرفك أو كلامك ثق أن ما تفعله يعجب الآخرين وحتى لو لم يرق لهم ويعجبهم فهم لن ينتقدوك شخصيا بل سينتقدون العمل ويعطونك ملاحظات بالتأكيد أنها ستعزز نتيجة ما ستفعله لاحقا. أيضا عليك عزيزي القارئ أن تثق في الآخرين في تعاملاتك اليومية معهم فلا تظن أنهم سيستغلونك وأنهم سيطعنوك في ظهرك حالما تستدير وأول ما تسنح لهم الفرصة، لا على العكس ثق دائما أنهم سيساندونك وأنهم لن يؤذوك مطلقا مهما خولت لك نفسك بذلك .
الثقة بالإمكانات و المهارات
هو ثالث مستويات الثقة بالنفس وهنا عليك عزيزي القارئ أن تكون مرتاح البال و مطمئنا فيما يخص إمكاناتك ومهاراتك ومعارفك ولنفرض هنا أنك طالب تدرس وستجتاز امتحانا في الغد لا داعي ﻷن تقلق من النتيجة بل احرص على أن تذكر نفسك بأنك ذاكرت وحضرت للامتحان جيدا وذكرها أنك تملك من المعارف والمؤهلات ما يخولك لاجتياز امتحانك بسهولة وبنجاح تام
، هذه مستويات الثقة بالنفس ولكن كيف أثق بنفسي وكيف أعزز هذه الثقة ؟ ستجد الإجابة عزيزي القارئ فيما يلي :
كن إيجابيا
تحلى بالإيجابية في حياتك واحرص على أن يكون تفكيرك إيجابيا في جميع ما يخصك ويعينك وحاول أن تنشر هذه الإيجابية من داخلك إلى محيطك والأفراد الذين يحيطون بك فالتفكير الإيجابي من سمته أنه يخلق لك مساحة كافية لتقبل نفسك والآخرين وكذا يعزز ثقتك بنفسك و بهم.
تقبل الفشل
تقبل عزيزي القارئ فشلك وانظر إليه فقط لتتعلم منه لكن احذر أن تبقى في دائرته بل تقبله على أنه مرحلة أساسية من مراحل النجاح
تعلم من تجاربك، فالكثيرون كانوا يثقون في أنفسهم إلى حين قاموا أو مروا بتجربة ما ولم تكن كما أرادوا لها أن تكون أو لم يتمكنوا من القيام بها مطلقا وبقوا دائما يتذكرونها ويقيسون عليها تجاربهم وأفكارهم المستقبلية فتجدهم يقولون ماذا لو كانت النتيجة مثل المرة السابقة ماذا لو لم أنجح كما في السابق؟ ..هنا عزيزي القارئ نقول لك أنه يجب أن تتجاوز مثل هذه التجارب وتستفيد منها لتقوي ثقتك بنفسك لا العكس فليس على الأرض من حقق أبهر النتائج و أفضلها من المرة الأولى!!
اختلط بالناس وتقبل النقد
واحد من أهم أسباب فقدان الثقة بالنفس هو الاعتزال عن الناس خوفا من انتقاداتهم لذلك عزيزي القارئ وحتى تكون ثقتك بنفسك قوية عليك أن تحتك بالناس وتأخذ من تجاربهم ما تراه مفيدا لك وتترك ما أنت في غنى عنه وأيضا تقبل النقد من الناس برحابة صدر على ألا يؤثر عليك سلبا ومن أجل ذلك كن مستمعا جيدا و خذ ما يناسبك ويقوي مهاراتك واترك ما تراه غير مناسب ويؤثر عليك سلبا
لا تقارن
لا تلجأ عزيزي القارئ أبدا إلى مقارنة نفسك باﻵخرين فعادة ما ندخل مقارنات غير منصفة في حق ذواتنا فنجد أنفسنا دائما الحلقة اﻷضعف في المقارنات ما يزيد ضعف ثقتنا بأنفسنا وحتى نتخلص من المقارنة في أسلوب حياتنا علينا أن نقبل ذواتنا ونفهم بأن الاختلاف تنوع وثراء فما ليس عندي يوجد عند غيري و ما عندي ليس عند غيري
اعتني بنفسك
واحد من أهم أسباب الثقة بالنفس هو العناية بها لذلك احرص عزيزي القارئ دوما على الاهتمام بغذائك وبصحتك الجسدية والنفسية ، مارس الرياضة واحرص أيضا على تطوير مهاراتك وقدراتك بشكل دوري ما يرفع ثقتك بنفسك ويجعلك فخورا أكثر بذاتك!!