كيف أحفظ القرآن الكريم

لابد وأن نعرف أولاً غايتنا من حفظ القرآن الكريم، لكي لا يكون عملنا هباءاً منثورا، أو يضرب بتعبنا ومجهودنا عرض الحائط، فلابد أولاً وقبل البدء في مشوار حفظ كتاب الله، أن ندرك جيداً أن غايتنا الأولى والأخيرة هي رضا الله عز وجل وابتغاء وجه الله بهذا العمل الصالح.

الإخلاص لله في هذا العمل الصالح الفريد، بل في أي عبادة في دين الإسلام، لابد من إخلاص النية لله جل وعلى، وبعد ذلك استعن بالله وابدأ على بركة الله مشوار هو من ألذ العبادات التي أنعم الله بها على العبد المسلم، لتجد لذة طاعة وحلاوة إيمان، يقذفها الله في قلبك إذا أخلصت النية لله، ولحفظ القرآن الكريم عدة خطوات (ليست بالسحرية) ولكن منظمة ومرتبة ومجربة قبل ذلك، حيث استعد لبذل مجهود كبير، لأن الله لن يعطيك هذه المنزلة العظيمة إلا بالجهد والتهب، وليس بالتكاسل والتراخي، وسنذكر عدة خطوات لحفظ القرآن الكريم، مستعينين بالله عز وجل بها.

أولاً:
نقوم بالتنويه مرة أخرى بإخلاص النية لله في هذا العمل، ولنقول مبتدأين بوجوب الابتعاد عن الذنوب والمعاصي لسهولة حفظ القرآن الكريم، حيث روي عن بعض السلف أن العبد يُحرم من الطاعة بسبب ذنوبه ومعاصيه، فلابد أن يكون القلب طاهراً من الذنوب ومن الكبائر، الذي إذا اقترفها العبد تصعب عليه عملية الحفظ وتجعلها شاقة، بل ويصل الأمر إلى ترك الحفظ بالكلية.

ثانياً:
لابد من العزيمة القوية والصادقة، حيث أن القرآن الكريم يحتاج إلى الهمم العالية، ولا يحتاج إلى الكسل والتراخي واللهو الكثير، حيث إذا تزاحمت أمور الدنيا مع حفظ القرآن الكريم، فربما تجد صعوبة في الاستمرار في الحفظ، وضع أمامك هدف وطموح، لكي تصل إليه سريعاً، فبعض الناس يحفظ القرآن الكريم في ستة أشهر فقط، والبعض في أربعة أشهر، والبعض الأخر في مدة أقل، حسب المجهود والنشاط.

ثالثاً:
يجب حفظ القرآن الكريم بطريقة منظمة ومرتبة، فلا ينبغي أن تحفظ سورة من أول المصحف، وسورة من أخره، أو جزء من هنا وجزء من هناك، فاحذر هذه العشوائية، حيث يجب أن تضع خطة واحدة تسير عليها، وإياك أن تحفظ القرآن الكريم وحدك دون المراجعة مع محفظ متقن للقرآن، فلابد من عدم إهمال هذه الأمر بتاتاً.

رابعاً:
لابد من الاستمرارية في حفظ القرآن الكريم، حيث أن قليل دائم أفضل من كثير منقطع، وكما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل). فاجعل نَفَسِكَ طويلاً، فربما يكون مشوار حفظ كتاب الله طويل، حسب توفيق الله لك، وحسب نشاطك ومجهودك.
خامساً:
طريقة حفظ القرآن الكريم بنظام الصفحة الواحدة، حيث تقوم بقراءة الصفحة المراد حفظها، ثم تكرر القراءة أكثر من مرة حتى تستشعر حفظ الصفحة، ثم تغلق المصحف وتقوم بالتسميع لنفسك، بالفعل ستخطئ في الحفظ، فقم بفتح المصحف مرة أخرى وراجع ما أخطأت فيه، ثم أغلق المصحف وعاود التسميع وهكذا، فهذه والله أعلم هي من أفضل طرق التسميع لكون العقل يرسم صورة ضوئية للصفحة ويطبعها في الذاكرة بحيث أنك يمكنك قراءة الصفحة من ذهنك!

سادساً:
• يجب حفظ القرآن الكريم كما أنزل، بمخارج الحروف الصحيحة وأحكام التجويد، لذلك قلنا يجب الحفظ على يد محفظ للقرآن.

• يجب مراجعة الأجزاء التي تم حفظها مع الأجزاء الجديدة، لكي لا تنسى القديم.

• قم بقراءة ما تم حفظه في الفرائض والنوافل وقيام الليل لكي تثبت الحفظ.
• الالتزام بنسخة مصحف واحدة للحفظ، كنسخة المدينة المنورة.
• قم بالإكثار من سماع شيخ جيد للمساعدة على الحفظ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *