الاكتئاب من الحالات النفسية التي تؤثر على الشخص تأثيراً سلبياً، سواء شعور بالحزن، واليأس، أو ضيق في الصدر، وحيث أن الاكتئاب يعتبر مرضاً من الأمراض، إذاً فله أسباب، وأعراض، وطرق للعلاج، سنذكرها بأمر الله في السطور التالية.
الأعراض:
يشكل الاكتئاب علامات على الشخص المصاب به، فهو أقرب إلى الحزن الشديد الذي ينتاب الشخص، وبجانب الحزن الشديد يوجد فراغ عميق أيضاً، وبعض العلامات الجسمانية المصاحبة للاكتئاب مثل: ألم بالرأس، ألم بالظهر، سوء هضم الطعام، غثيان، التغيير بشهية الإنسان، نوم زائد عن الحد أو نوم قليل جداً، أرق عند النوم، تكاسل وهبوط في النشاط.
العلامات النفسية: توتر وعصبية، التفكير في الانتحار والموت، قلة الرغبة الجنسية، شعور بالذنب زائد عن الحد، قلة في التركيز وصعوبة اتخاذ القرار، شعور بعدم الأمل وعدم الثقة بالنفس، القلق المستمر، ضيق دائم في الصدر.
وتشير بعض الأبحاث أن نسبة من 10% إلى 15% من الرجال مصابون بالاكتئاب، أما نسبة النساء من 15% إلى 25% مصابون به، وتؤدي حالات الاكتئاب إلى مشاكل حياتية مع الآخرين سواء في العمل أو مع الأقارب أو مع الأصدقاء أو في الحياة الزوجية، ويرى المريض بالاكتئاب أن الآخرين كلهم أفضل منه، وبالطبع إهمال حالة الاكتئاب دون علاج أو متابعة تؤدي إلى أضرار جسيمة تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة لا قدر الله.
الأسباب
بعض الضغوط النفسية والعصبية التي يمر بها الشخص في فترة من فترات حياته تؤدي في بعض الأحيان إلى الاكتئاب، مثل حالات الطلاق، أيام الامتحانات عند الطلبة خاصة مرحلة الثانوية العامة.
وفاة أو فقدان أحد المقربين أو الأحبة، حيث أن درجة ارتباط الشخص بشخص أخر يحبه تجعل إذا فارقه يحزن حزناً شديداً لدرجة تصل إلى الاكتئاب، فيتخيل وقتها أن الحياة توقفت ويستحيل العيش بعدها.
الذنوب والمعاصي تعد من أهم عوامل مسببة للاكتئاب، حيث أن اقتراف الذنب يجعل صاحبه صدره ضيق، وحزين دائماً، لمخالفته أوامر الله تعالى، حيث قال الله تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) وخاصة ارتكاب الكبائر التي تجلب لصاحبها الهم والغم والشديد.
عدم اتخاذ قسط كافي من النوم يومياً يعد سبباً من أسباب الاكتئاب، حيث يجب على الإنسان أخذ قسط كافي من النوم مدة تتراوح بين 7 إلى 8 ساعات نوم ليلاً، أو النوم في أوقات خاطئة مثل النوم بالنهار وعد النوم بالليل، كما أكدته دراسة أمريكية، أن النوم ليلاً مبكراً يقي من حالات الاكتئاب، وبالطبع أكده قبلهم القرآن الكريم منذ 1400 عام في قوله تعالى (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا).
العلاج
أبدأ بأهم علاج للاكتئاب وهو القرآن الكريم، فحافظ على قراءة ورد قرآني يومي بتدبر وتفكر، يشعرك بسعادة لا توصف وبالتالي يشفي من الاكتئاب، وبالطبع لابد من المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة، وعدم ارتكاب الذنوب والمعاصي وفعل أوامر الله واجتناب ما نهى عنه.
تجنب أحلام اليقظة التي تأخذك أحياناً إلى عالم خيالي، مسببة في بعض الأحيان إلى اليأس من الحياة الواقعية.
بعض التمارين الرياضية تساعد على منع بعض الاكتئاب، مثل رياضة المشي، والتي تقوم بزيادة هرمون السعادة، وتحد من هرمون التوتر والقلق.
لا تفكر دائماً بالأشياء المؤلمة والحزينة في حياتك، بل يجب في هذه الفترة التفكير فقط بنعم الله عليك والأشياء السعيدة في حياتك.
التلبينة التي وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي تذهب ببعض الحزن، كما قال النبي، وهي مشروب قوامه متماسك لذيذ الطعم، يباع في محلات العطارة.
أخيرا حاول تغيير جو المعيشة الذي أنت فيه وقم بممارسة شيء جديد مباح مختلف في حياتك.