إن قرار الزواج قرار من القرارات الصعبة لأنها قرارات مصيرية تحتاج لفترة من التمعن والتفكير، واختيار شريك الحياة أمر صعب ويحتار فيه الكثير، ويصل الكثير من الأشخاص بسبب كثرة التفكير إلى حد العزوف عن الزواج.
كيف يمكن للفرد أن يختار شريك حياته؟
بعد المقابلة الشخصية للفردين معا هناك خطوة هامة علمنا إياها قدوتنا ورسولنا الكريم وهى صلاة الاستخارة فهي من أهم الخطوات في اتخاذ أي قرار مصيري كقرار الزواج، فَعنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِر , ُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ.
وليس شرطا هنا كما يعتقد الكثير أن يرى الفرد مناما رائعا، فالغرض من هذه الاستخارة الاطمئنان للأمر وتهيئته وسيره في المسار الطبيعي فإذا سار بعد ذلك وتعطل الأمر فأعلم أن الله ينقذك من الشر ويريد لك شيئا أفضل.
في الخطوة التالية لابد من أن يفكر الفرد في شريك حياته بعقلانية وليس بعاطفة القلب، فتحكيم العقل في هذه الأمور أمر ضروري.
اختيار شريك الحياة له شروط منها:
أن يكون الفرد مناسبا اجتماعيا وماديا وعلميا وثقافيا، فلابد أن يكون هناك توافقا في جميع هذه الأمور حتى يكون الزواج ناجحا.
لابد من التأكد من صحة ما يقوله الشريكين لأنه في البداية لابد من الصراحة والوضوح.
السؤال عن الشريكين أمر هام لنجاح الزواج فلابد من أن يسأل الرجل على المرأة والمرأة على الرجل وتجميع المعلومات الكافية عنهم حتى يستطيع الفرد الحكم الصحيح.
رؤية ما إذا كان الشريك يرى في الآخر تحقيق لأحلامه وطموحاته أم هو بعيد كل البعد عما كان يحلم به.
الرضا من الشريكين عن بعضهما البعض فالزواج إذا كان بالإجبار فهو لن ينجح.
الابتعاد عن المظاهر الكذابة بمعنى عدم تكلفة أي منهما ما يفوق إمكانياتهم فالزواج شركة وما لا يأتي قبل الزواج سيأتي بعد الزواج.
التفهم والحب المتبادل أمر ضروري جدا بين الشريكين.
لابد أن يتقبل الفرد الآخر بعيوبه وميزاته فليس هناك شخص خالي من العيوب.
رضا الأهل أمر ضروري لنجاح الزواج حيث أن الأمر إذا كان فيه قبول من البداية لابد أنه سينجح بالتأكيد.
وفي النهاية لابد أن يراعي الأهل ظروف الشباب وألا يغالوا في مطالبهم وكأنهم يبيعون بنتهم لمن يدفع أكثر.