إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا. الصلاة في حياة المسلم هي الركن الثاني من أركان الإسلام وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن قُبلت قٌبل سائر العمل وإن ردّت ردّ سائر العمل، وهي علامة مميزة للمؤمنين المتّقين فمن حفظها حفظ دينه وهي علامة محبة العبد لربه وتقديره لنعمه.
فهي الركن الأساسي والدعامة الأولى في بيت الإيمان الذي يبنيه المسلم راجياً التقرّب من الله وساعياً للامتثال لما أمر به والابتعاد عمّا نهى عنه، وهي دليل التزام المسلم بالامتثال لما أمر به الله ومن دون الصلاة يكون ذلك البيت ضعيفاً هشّاً عرضة للسقوط في أيّ وقت.
حيث أن قدر الإسلام في قلب الإنسان على قدر حظه من الصلاة.
كما أنّ أن النصوص صرّحت بكفر تاركها. قال: *إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة* رواه مسلم.
ولكي نقوم بها على الوجه الأمثل يجب أن نعرف الخطوات الصحيحة لها:
قد بين النبي صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة التي يفلح صاحبها، وينجح، وعلمها لأصحابه أبين تعليم بالقول والفعل لكي لا يكون هناك شك، وكان يقول لهم: “صلوا كما رأيتموني أصلي” كما في صحيح البخاري وغيره.
إذا قام المسلم إلى الصلاة، فيجب عليه القيام إليها في أول وقتها، مبادراً إليها، نشطاً وفرحاً لأدائها متطهراً، ساتراً عورته.
يجب عليه بعدها استقبال قبلة المسلمين، ومن ثمّ يكبر محرماً رافعاً يديه إلى محاذاة المنكبين، أو أذنيه، ومن ثمّ يجعل يمينه على شماله ويضعهما على صدره.
يبدأ بقراءة دعاء الاستفتاح، ومن ثم يستعيذ بالله، ثم يبسمل، ويقرأ الفاتحة، ثم ما يتيسر من كتاب الله تعالى، ثم يهوي راكعاً مكبراً رافعاً يديه يمكنهما من ركبتيه، ويمد ظهره، ولا يطأطئ رأسه، ولا يرفعه أيضاً، وإنما يقوم بجعله في مستوى ظهره، ثم يقول: (سبحان ربي العظيم) ثلاثاً، فإن زاد إلى خمس مرات، أو سبع مرات، أو تسع… كان أولى.
بعد ذلك يرفع من الركوع رافعاً يديه حتى يعتدل قائماً ويقول سمع الله لمن حمده، وبعد اعتداله: يقول ربنا ولك الحمد، ومن ثمّ يهوي ساجداً مكبراً.
يجب عليه السجود على سبعة أعضاءٍ: ركبتيه، وأطراف القدمين، وكفيه، وجبهته مع أنفه، ويبسط أصابع يديه، ويجافي بطنه عن فخذيه، وأيضاً عضديه عن جنبيه، والمرفقين عن الركبتين، والساعدين عن الأرض، ومن ثمّ يسبح الله قائلاً: (سبحان ربي الأعلى) يقولها ثلاث مرات، فإن ما زاد موتراً كان أولى، ومن ثمّ يرفع من السجود جالساً ومفترشاً رجله اليسرى، وناصباً رجله اليمنى، وجاعلاً رؤوس الأصابع إلى جهة القبلة.
يبسط يديه على فخذيه ويقول: (اللهم اغفر لي) ثمّ يسجد كما سجد أولاً، ثم يقوم للركعة الثانية، ويفعل مثل ذلك في بقية صلاته، وإذا كانت الصلاة ثلاثيّة، أو رباعيّة يجلس بعد الركعتين الأوليين مثل الجلوس بين السجدتين، إلا أنّه يقوم بقبض ثلاثةً من أصابع يديه اليمنى (الخنصر والبنصر والوسطى)، ويبسط السّبابة والإبهام مشيراً بالسّبابة، وقارئاً التشهد.
بعدها يقوم لما بعد الأوليين قارئاً في كل ركعة فاتحة الكتاب فقط، فإذا ما جلس للتسليم جلس مثل جلوسه بعد الركعتين الأوليين، إلا أنّه يتورّك، فيخرج رجله اليسرى من تحت قدمه اليمنى المنصوبة، ومن ثمّ يقرأ بعد التشهد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدها يدعو بما شاء، والأفضل أن يدعو بما ورد، فيستعيذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. ثم يسلم يمينا وشمالاً: السلام عليكم ورحمة الله. والله أعلم.